تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وكع]:

صفحة 529 - الجزء 11

  ورُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشَّعَرُ، فنَبَتَ أَبْيَضَ.

  وِوَقَعَ الحَدِيدَ والمُدْيَةَ والنَّصْلَ والسَّيْفَ، يَقَعُهَا وَقْعاً: أَحَدَّها وضَرَبَها، قالَ الأَصْمَعِيُّ: يُقَالُ ذلِكَ إِذا فَعَلْتَهُ بينَ حَجَرَيْنِ.

  ونَصْلٌ وَقِيعٌ: مُحَدَّدٌ، وكَذلِكَ الشَّفْرَةُ بِغَيْرِ هاءٍ، قالَ عَنْتَرَةُ:

  وِآخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي ... وِفِي البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وَقِيعُ⁣(⁣١)

  وِالوَقِيعُ مِنَ السُّيُوفِ: ما شُحِذَ بالحَجَرِ، ويُقَال: قَعْ حَدِيدَكَ.

  وِالوَقِيعَةُ: الْمِطْرَقَةُ، وهو شاذٌّ لأَنَّهَا آلَةٌ، والآلَةُ إِنَّمَا تَأْتِي عَلَى مِفْعَلٍ، قالَ الهُذَلِيُّ:

  رَأَى شَخْصَ مَسْعُودِ بنِ سَعْدٍ بكَفِّهِ ... حَدِيدٌ حَدِيثٌ بالوَقِيعَةِ مُعْتَدُ⁣(⁣٢)

  وِالوَقِعُ، ككَتِفٍ: المَرِيضُ يَشْتَكِي⁣(⁣٣).

  وقالَ أَبُو زَيْدٍ: يُقَالُ لِغِلافِ القارُورَةِ: الوَقْعَةُ، والوِقَاعُ والوِقَعَةُ للجَمِيعِ. قُلْتُ: صَوَابُه بالفَاءِ، وقد تَقَدَّمَ.

  وِالوَاقِعُ: الَّذِي يَنْقُرُ الرَّحَى، وهُم الوَقَعَةُ.

  وأَهْلُ الكُوفَةِ يُسَمُّونَ الفِعْلَ المُتَعَدِّيَ واقِعَاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وهذِه نَعْلٌ لا تَقَعُ عَلَى رِجْلِي.

  وِوَقَعَ الأَمْرُ: حَصَلَ.

  وفُلانٌ يُسِفُّ ولا يَقَعُ: إِذا دَنَا مِنَ الأَمْرِ ثُمَّ لا يَفْعَلُه، وهُوَ مَجازٌ. وتَوَاقَعا: تَحَارَبَا.

  [وكع]: وَكُعَ الرَّجُلُ، ككَرُمَ، وَكَاعَةً، فهُوَ وَكِيعٌ، وَوَكُوعٌ، وأَوْكَعُ: لَؤُمَ.

  وِوَكُعَ الفَرَسُ وَكاعَةً، فهُوَ وَكِيعٌ: صَلُبَ إِهابُه واشْتَدَّ.

  وِسِقَاءٌ وَكِيعٌ: مَتِينٌ، مُحْكَمُ الجِلْدِ والخَرْزِ، شَدِيدُ المَخَارِزِ، لا يَنْضَحُ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشّاعِرِ:

  عَلَى أَنَّ مَكْتُوبَ العِجَالِ وَكِيعُ

  وهُوَ مُغَيَّرٌ، والرِّوايَةُ:

  كُلَى عِجَلٍ مَكْتُوبُهُنَّ وَكِيعُ

  العِجَلُ: جَمْعُ عِجْلَةٍ، وهُوَ السِّقَاءُ، ومَكْتُوبُها:

  مَخْرُوزُهَا، والبَيْتُ للطِّرِمّاحِ، وصَدْرُه:

  تَنَشَّفُ أَوْشَالَ النِّطَافِ ودُونَهَا

  وِفي حَدِيثِ المَبْعَثِ: «فَشَقَّ بَطْنَهُ، وقالَ: قَلْبٌ وَكِيعٌ» أَي: واعٍ مَتِينٌ⁣(⁣٤).

  وِفَرْوٌ وَكِيعٌ: مَتِينٌ.

  وِفَرَسٌ وَكِيعٌ: صُلْبٌ شَدِيدٌ.

  وقِيل: كُلُّ غَلِيظٍ وَثِيقٍ مَتِين: وَكِيعٌ.

  أَوْ قَلْبٌ وَكِيعٌ: فِيهِ عَيْنَانِ تُبْصِرَانِ، وأُذُنانِ سَمِيعَتَانِ وفِي بَعْضِ النُّسَخِ: «تَسْمَعَان» وهذَا الَّذِي ذَكَرَهُ هُوَ بعَيْنِه نَصُّ حَدِيثِ المَبْعَثِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ لِسُلَيْمَانَ بنِ يَزِيدَ العَدَوِيِّ يَصِفُ فَرَساً:

  عَبْلٌ وَكِيعٌ ضَلِيعٌ مُقْرَبٌ أَرِنٌ ... لِلْمُقْرَباتِ أَمامَ الخَيْلِ مُغْتَرِقُ

  والأُنْثَى بالهاءِ، وإِيّاها عَنَى الفَرَزْدَقُ بِقَوْلهِ:

  وَوَفْرَاءَ لَمْ تُخْرَزْ بِسَيْرٍ وَكِيعَةٍ ... غَدَوْتُ بِهَا طَبًّا يَدِي بِرشائِها⁣(⁣٥)

  وَفْرَاءُ، أَيْ: وافِرَةٌ، يَعْنِي فَرَساً أُنْثَى، وَكِيعَة: وَثِيقَةُ الخَلْقِ، شَدِيدَةٌ، ورِشاؤُهَا: لِجَامُهَا.


(١) ضبطت البجلي بتسكين الجيم عن اللسان وهذه النسبة إلى بجلة، والبجلي بفتح الجيم نسبة إلى بجيلة، وبهامش اللسان، «في مادة بجل من الصحاح: وبجلة بطن من سليم والنسبة إليهم بجلي بالتسكين ومنه قول عنترة: وفي البجْلي إلخ».

(٢) البيت في ديوان الهذليين ١/ ٢٤١ في شعر ساعدة بن جؤية الهذلي، وبالأصل «معتدي» والمثبت عن الديوان فالبيت من قصيدة مرفوعة القافية قالها يرثي ابن أبي سفيان ومطلعها:

ألا بات من حولى نياماً ورقّداً ... وِعاودني حزني الذي يتجددُ

ويروى: رأت شخصَ مسعود.

(٣) في اللسان: يشتكي رجله من الحجارة.

(٤) في النهاية واللسان: في حديث المبعث: «قلب وكيع واعٍ» أي متين محكم.

(٥) ويروى: طيًّا، كما في الديوان.