تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وكع]:

صفحة 530 - الجزء 11

  وِفُلانٌ وَكِيعٌ لَكِيعٌ، ووَكُوعٌ، لَكُوعٌ: لَئِيمٌ، وقَدْ وَكُعَ وَكاعةً، ويُقَالُ: الوَكَاعَةُ: اللُّؤْمُ، واللَّكاعَةُ: الشِّدَّةُ.

  وِقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: الوَكِيعُ: الشّاةُ تَتْبَعُهَا الغَنَمُ.

  وِأَبُو سُفْيَانَ وَكِيعُ بنُ الجَرّاحِ بنِ مَلِيحِ بنِ عَدِيِّ بن فَرَسِ بنِ سُفْيَانَ بنِ الحارِثِ بن عَمْرِو بنِ عُبَيْدِ بن رُؤاسٍ الرُّؤاسِيُّ الكُوفِيُّ، مِنْ كِبَارِ الزُّهّادِ وأَصْحَابِ الحَدِيثِ، رَوَى عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وطَبَقَتِه، وعَنْهُ شُيُوخُ البُخَارِيِّ، ومَسْجِدُه خارِجَ فَيْدَ مَشْهُورٌ، ماتَ بهِ مُنْصَرَفَه مِنَ الحَجِّ.

  وِوَكِيعُ بنُ مُحْرِزٍ، ووَكِيعُ بنُ عَدَسٍ أَو حَدَسٍ: مُحَدِّثانِ، فيهِ نَظَرٌ مِنْ وُجُوهٍ، الأَوّلُ: أَنّ عُدُساً ضَبَطَه الحافِظُ بضَمَّتَيْنِ، وإِطْلاقُ المُصَنِّفِ يُوهِمُ أَنَّه بالفَتْحِ، والثّانِي: أَنَّ وَكِيعَ بنَ عُدُسٍ هذا قَدْ ذُكِرَ في الصَّحابَةِ، فقَوْلُه: «مُحَدِّثٌ» مَحَلُّ تَأَمُّلٍ، والثّالِثُ: قَوْلُه: «أَو حَدَسٍ» رُوِي بالتَّحْرِيكِ، وهو قَوْلُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ، وصَوَّبَه، وإِطْلاقُه يُوهِمُ أَنَّه بالفَتْحِ، وقَدْ ذُكِرَ شَيْءٌ من ذلِكَ في حَرْفِ السِّينِ المُهْمِلَة.

  وِوَكَعَ أَنْفَهُ، كوَضَعَ وَكْعاً: وَكَزَهُ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

  قالَ: ووَكَعَتِ العَقْرَبُ وَكْعَاً: لَدَغَتْ، ونَصُّ المُحِيطِ: ضَرَبَتْ بِإِبْرَتِهَا، ومِثْلُه نَصُّ الصِّحاح، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ للقُطامِيِّ:

  سَرَى فِي جَلِيدِ اللَّيْلِ حَتَّى كَأَنّما ... تَحَرَّمَ بالأَطْرَافِ وَكْعُ العَقارِبِ

  وِوَكَعَتِ الحَيَّةُ وَكْعاً: لَسَعَتْ، ونَصُّ أَبِي عُبَيْدٍ: وَكَعَتْهُ الحَيَّةُ: لَدَغَتْهُ، وقالَ عُرْوَةُ بنُ مُرَّةَ الهُذَلِيُّ - ويُرْوَى لِأَبِي ذُؤَيْبٍ أَيْضاً -:

  وِدافَعَ أُخْرَى القَوْمِ ضَرْباً خَرادِلاً ... وِرَمْيَ نِبَالٍ مِثْلَ وَكْعِ الأَسَاوِدِ⁣(⁣١)

  وِوَكَعَتِ الدَّجاجَةُ وَكْعاً: خَضَعَتْ لِسِفادِ الدِّيكِ، ونَصُّ العُبَابِ واللِّسَانِ: عِنْدَ سِفَادِ الدِّيكِ.

  وِعَن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ: وَكَعَ البَعِيرُ: سَقَطَ، زادَ غَيْرُه: وَجَعاً، وفي العُبَابِ: مِنَ الوَجَى⁣(⁣٢)، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  خِرْقٌ إِذَا وَكَعَ المَطِيُّ مِنَ الوَجَى ... لَمْ يَطْوِ دُونَ رَفِيقِه ذَا المِزْوَدِ

  وَرَوَاهُ غَيْرُه «رَكَعَ» أَي انْكَبَّ وانْثَنَى، وذَا المِزْوَدِ يَعْنِي الطَّعَامَ؛ لأَنَّه فِي المِزْوَدِ يَكُونُ.

  وِقال ابنُ عَبّادٍ: وَكَعَ فُلاناً بالأَمْرِ وَكْعاً: بَكَّتَهُ.

  وِوقال الجَوْهَرِيُّ: وَكَعَ الشَّاةَ وَكْعاً: نَهَزَ ضَرْعَها عِنْدَ الحَلْبِ، يُقالُ: باتَ الفَصِيلُ يَكَعُ أُمَّهُ اللَّيْلَةَ، وأَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

  لأَنْتُمْ بوَكْعِ الضَّأْنِ أَعْلَمُ مِنْكُمُ ... بقَرْعِ الكُمَاةِ حَيْثُ تُبْغَى الجَرَائِمُ

  ومِنْ كَلامِهِم: قالَتِ العَنْزُ: «احْلُبْ ودَعْ، فإِنَّ لَكَ ما تَدَع، وقالَتِ النَّعْجَةُ: احْلُبْ وَكَعْ، فلَيْسَ لَكَ ما تَدَع»، أَي: انْهَزِ الضَّرْعَ، واحْلُبْ [كُلَّ]⁣(⁣٣) ما فِيهِ، كما فِي الصِّحاحِ.

  وِفِيهِ أَيْضاً: الوَكَعُ، مُحَرَّكَةً: إِقْبَالُ الإِبْهَامِ عَلَى السَّبّابَةِ مِنَ الرَّجْلِ حَتَّى يُرَى أَصْلُه، هكَذا في النُّسَخِ، والَّذِي فِي الصِّحاحِ والعُبَابِ واللِّسَانِ «أَصْلُهَا» خارِجاً كالعُقْدَةِ، وهو أَوْكَعُ، وهِيَ وَكْعَاءُ، وقالَ غَيْرُه: الوَكَعُ: مَيْلُ الأَصَابِعِ قِبَلَ السَّبّابَةِ، حَتّى يَصِيرَ كالعُقْفَةِ خِلْقَةً أَوْ عَرَضاً، وقَدْ يَكُونُ فِي إِبْهَامِ الرِّجْلِ، وقالَ اللَّيْثُ: الوَكَعُ: مَيَلَانٌ في صَدْرِ القَدَمِ نَحْوَ الخِنْصَرِ، ورُبَّمَا كانَ فِي إِبْهَامِ اليَدِ، وأَكْثَرُ ما يَكُونُ ذلِكَ للإِماءِ اللّوَاتِي يَكْدُدْنَ فِي العَمَلِ، ومِنْ ذلِكَ يُقَالُ في السَّبِّ: يا بْنَ الوَكْعَاءِ، وقالَ أَبُو زَيْدٍ: الوَكَعُ فِي الرِّجْلِ: انْقِلابُهَا إِلى وَحْشِيِّها.

  وفِي الأَساسِ: فلانٌ لا يُفَرِّقُ بينَ الوَكَعِ والكَوَعِ، فالوَكَعُ: فِي الرِّجْلِ، والكَوَعُ: فِي اليَدِ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: فِي رُسْغِه وَكَعٌ وكَوَعٌ: إِذا الْتَوَى كُوعُه.

  وِالوَكْعَاءُ: الأَمَةُ الحَمْقَاءُ الطَّوِيلَةُ، وقِيلَ: هِي الوَجْعَاءُ، أَي الَّتِي تَسْقُطُ وَجَعاً.


(١) في اللسان: ضربٌ خرادلٌ.

(٢) الوجى: الحفا.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان.