تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الحاء مع الفاء

صفحة 144 - الجزء 12

  الحفافُ: اللَّحْمُ الذِي في أَسْفَلِ الحَنَك إلى اللهاةِ.

  والحُفَافَةُ، ككُنَاسَةٍ: بَقِيَّةُ التِّبْنِ والْقَتْ، وَهي بَقِيَّتُهما⁣(⁣١)، قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

  ومِن المَجَازِ: حَفَّتْهُمُ الحَاجَةُ تَحُفُّهُم حَفٍّا شَدِيداً: أيْ هم مَحَاوِيجُ، وقَوْمٌ مَحْفُوفُونَ، هكذا في النُّسَخِ، وَالصوابُ في السِّيَاقِ: أي مَحَاوِيجُ، وهم قَوْمٌ مَحْفُوفُونَ، كما هو نَصُّ الصِّحاحِ.

  وقال ابنُ عَبَّادٍ: حَفْ حَفْ: زَجْرٌ لِلدِّيكِ والدَّجَاجِ.

  قال: وأَحْفَفْتُهُ: ذَكَرْتُهُ بِالْقَبِيحِ وهو مَجَازٌ، وأَحْفَفْتُ رَأْسِي: أَبْعَدْتُ عَهْدَهُ بِالدُّهْنِ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وهو قَوْلُ الأَصْمَعِيِّ.

  وَأَحْفَفْتُ الفَرَسَ: حَمَلْتُه عَلى الحُضْرِ الشَّدِيدِ، إِلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ حَفِيفٌ، وهو دَوِيُّ جَوْفِهِ، هكذا في النُّسَخِ، وَمِثْلُه في العُبَابِ، والذي في الصِّحاحِ، واللِّسَانِ: دَوِيُّ جَرْيِهِ، ولَعَلَّه الصَّوابُ.

  وأَحْفَفْتُ الثَّوْبَ: نَسَجْتُهُ بِالْحَفِّ، أي: المِنْسَجِ، كحَفَّفْتُهُ تَحْفِيفاً، مِن الْحَفِّ.

  ومِن المَجَازِ: حَفَّفَ الرَّجُلُ تَحْفِيفاً: إذا جُهِدَ، وقَلَّ مَالُهُ، مِن حَفَّتِ الأَرْضُ، أي يَبِسَتْ، وفي حَدِيثِ مُعَاوِيَةَ ¥ - أَنَّهُ بَلَغَهُ أنَّ عبدَ الله بن جَعْفَرٍ، ®، حَفَّفَ وجَهِدَ مِن بذَلْهِ وإِعْطَائِهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يأْمُرُهُ بالقصْدِ، ويَنْهاهُ عن السَّرَفِ، وكَتَبَ إِليه بَيْتَيْنِ مِن شِعْرِ الشَّمَّاخِ:

  لَمَالُ الْمَرْءِ يُصْلِحُهُ فَيْغْنِي ... مَفَاقِرَهُ أَعَزُّ مِنَ الْقُنُوعِ

  يَسُدُّ بِهِ نَوَائِبَ تَعْتَرِيهِ ... مِنَ الْأَيَّامِ كَالنَّهَلِ الشُّرُوعِ

  وحَفَّفَ حَوْلَهُ: أَحْدَقَ بِه، مِثْلُ حَفَّ حَفًّا، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ:

  كَبَيْضَةِ أُدْحِيٍّ بِمَيْثِ خَمِيلَةٍ ... يُحَفِّفُهَا جَوْنٌ بِجُؤْجُئِه صَعْلُ

  كاحْتَفَّ احْتِفَافاً: أي اسْتَدَارَ حَوْلَهُ.

  واحْتَفَّ النَّبْتَ: جَزَّهُ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، وفي بعضِ النُّسَخِ: حَزَّزَهُ، وفي نُسْخَةٍ أُخْرَى، جَزّرَهُ، وهذا غَلَطٌ، قال اللَّيْثُ: وإِحْتَفَّتِ الْمَرْأَةُ: أَمَرَتْ مَن يَحُفُّ شَعَرَ وَجْهَهَا يُنْقّى بخَيْطَيْنِ كذا في العُبَابِ، والصَّوابُ: نَتْفاً بخَيْطَيْنِ، وهو مِن الحَفِّ، بمعنَى القَشْرِ: واسْتَحَفَّ أَموالَهُمْ في الغَارَةِ: أي أَخَذَهَا بِأَسْرِهَا.

  وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: حَفْحَفَ الرجلُ: ضَاقَتْ مَعِيشَتُهُ، وَهو مَجازٌ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: حَفْحَفَ جَنَاحُ الطَّائِرِ، وكذا الضَّبُع: إذا سُمِعَ لَهُمَا صَوْتٌ، وَكذلك خَفْخَفَ الضَّبُعُ، بالخاءِ المُعْجَمَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  المُحَفَّفُ، كمُعَظَّمٍ: الضَّرْعُ المُمْتَلِئُ، الذي له جَوَانِبُ، كأَنَّ جَوَانِبَهُ حَفَّفَتْهُ، أي: حَفَّتْ بِهِ، ورَوَاهُ ابنُ الأعْرَابِيِّ بالجِيمِ، وقد تقَدَّم شَاهِدُه هناك.

  وَالحِفَافُ، ككِتَابٍ: الْإِحْدَاقُ بالشيءِ، والإِطافَةُ به.

  وَالحَفَفُ، مُحَرَّكَةً: الجَمْعُ، والقِلَّةُ⁣(⁣٢)، يُقَال: ما عندَ فُلانٍ إِلَّا حَفَفٌ مِن المَتَاعِ، وهو القُوتُ القليلُ⁣(⁣٣)، وهذهِ حَفَّةٌ مِن مَالٍ أو مَتَاعٍ، أي: قُوتٌ قليلٌ، ليس فيه فَضْلٌ مِن أَهْلِهِ.

  وَهو حَافُّ المَطْعَمِ: أي يَابِسُه وقَحِلُهُ، وكان الطَّعَامُ حِفَافَ ما أَكَلُوا: أي قَدْرَهُ.

  وَوُلِدَ له علَى حَفَفٍ: أي علَى حَاجَةٍ إليهِ. هذِه عن ابنِ الأَعْرَابِيّ، ويُرْوَى بالجِيمِ، وقد تقدَّم.

  وَقال الفَرَّاءُ: ما يَحُفُّهم إلى ذلك إلّا الْحَاجَةُ، يُرِيدُ ما يَدْعُوهم، وما يُحْوِجُهم.

  وَالاحْتِفَافُ: أَكْلُ جَمِيعِ ما في القِدْرِ، والاشْتِفَافُ: شُرْبُ جَمِيعِ ما في الإناءِ.

  وَالحُفُوفُ، بالضَّمِّ: اليُبْسُ مِن غيرِ دَسَمٍ.

  وَحَفَّ بَطْنُ الرَّجُلِ: لم يَأْكُلْ دَسَماً ولا لَحْماً، فيَبِسَ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وهي بقيتهما، الأولى حذفه كما لا يخفى».

(٢) في اللسان: الحفف: الجمع، وقيل: قلة المأكول وكثرة الأكلة.

(٣) هذا قول أبي زيد كما في التهذيب.