تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رضف]:

صفحة 232 - الجزء 12

  والرَّصَافَةُ بالشَّيْءِ: الرِّفْقُ به.

  وَجَوَابٌ رَصِيفٌ: مُتْقَنٌ⁣(⁣١)، يُقَال: أَجابَ بجَوابٍ مُرْتَضٍ⁣(⁣٢) حَصِيفٍ، بَيِّنٍ رَصِيفٍ، لا سَخِيفٍ ولا خَفِيفٍ، وَهو مَجَازٌ.

  وَرَصَّفَ الحِجَارَةَ تَرْصِيفاً، مِثْل رَصَفَهَا رَصْفاً، وتَرَاصَفُوا في القتالِ: تَرَاصُّوا، يُقَال: تَراصَفُوا، ثم تَقَاصَفُوا.

  وَرَصِفَتِ المَرْأَةُ، كفَرِحَتْ: صَارَتْ رَصُوفاً.

  وَالرِّصَافُ، بالكَسْرِ: كهَيْئَةِ المَرَاقِي على عُرْضِ الجِبَالِ، جَمْعُه: الرُّصُفُ.

  قال ابنُ عَبَّادٍ: ورِصَاف: مَوْضِعٌ، كما في اللِّسَانِ، وَالعُبَاب.

  وَمَرْصَفى، بالفَتْحِ: قَرْيَةٌ مِن أَعْمَالِ مِصْرَ، منها: أَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ خَلِيلٍ المَرْصَفيُّ، أَحدُ المَشْهُورِين في الزُّهْدِ، تُوُفِّيَ سنة ٩٣٠، أَخَذَ عن العارِفِ محمدِ بنِ عبد الدَّائِمِ، وعنه شيخُ الإِسْلامِ زَكَرِيَّا، وأَبو العبّاسِ الحُرَيْثِيُّ.

  [رضف]: الرَّضْفُ: الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ بالشَّمْسِ، أَو بالنَّارِ، نَقَلَهُ الأَصْمَعِيُّ يُوغَرُ بِهَا اللَّبَنُ، كما في الصحاحِ، الوَاحِدَةُ: رَضْفَةٌ، قال المُسْتَوْغِرُ:

  يَنِشُّ الْمَاءُ في الرَّبَلَاتِ مِنْهَا ... نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبَنِ الْوَغِيرِ

  وَقال الأَزْهَرِيُّ: رأَيْتُ الأَعْرَابَ يأْخُذُونَ الحِجَارَةَ يُوقِدُون عليها، فإِذا حَمِيَتْ رَضَفُوا بها اللَّبَنَ البارِدَ الحَقِينَ، لتَكْسِرَ مِن بَرْدِهِ، فيَشْرَبُونَه، ورُبَّمَا رَضَفُوا الماءَ للخَيْلِ إذا بَرَدَ الزَّمَانُ، وفي الحديثِ: «كان في التَّشَهُّدِ الأَوَّلِ كأَنَّه علَى الرَّضْفِ» كَالْمِرْضَافَةِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ هكذا بمَعْنَى الرَّضْفِ، وفَسَّرَهُ في اللِّسَانِ بآلَةٍ مِن الرَّضْفِ، وبه فُسِّرَ حديثُ مُعَاذٍ في عَذابِ القَبْرِ: «ضَرَبَهُ بمِرْضَافَةٍ وَسَطَ رَأْسِهِ» وَيُرْوَى بالصَّادِ، وقد تقدَّم.

  ورَضَفَهُ، يَرْضِفُهُ: كَوَاهُ بِهَا، أي بالحِجَارَةِ المُحْمَاةِ، وَمنه الحديثُ: أَنَّه أُتِيَ برَجلٍ نُعِتَ له الكَيُّ، فقالَ: «اكْوُوهُ، ثم ارْضِفُوهُ⁣(⁣٣)»، أي: كَمِّدُوه بالرَّضْفِ. وقال اللَّيْثُ: الرَّضْفُ: عِظَامٌ في الرُّكْبَةِ كَالأَصابِعِ الْمَضْمُومَةِ، قد أَخَذَ بَعْضُها بَعْضاً.

  وقال ابن شُمَيْلٍ، في كتابِ الخَيْلِ: الرَّضْفُ مِن الْفَرَسِ: رُكْبَتَاهُ فِيمَا ما بَيْنَ الْكُرَاعِ والذِّرَاعِ وهي أَعْظُمٌ صِغَارٌ مُجْتَمِعَةٌ في رَأْسِ أَعْلَى الذِّرَاعِ⁣(⁣٤)، وَاحِدَتُها: رَضْفَةٌ بالفَتْحِ، ويُحَرَّكُ* قَالَهُ اللَّيْثُ، وفي المُحْكَم: الرَّضْفَةُ، وَالرَّضَفَةُ: عَظْمٌ مُطْبِقٌ علَى رَأْسِ السَّاقِ ورَأْسِ الفَخِذِ، وَالرَّضْفَةُ: طَبَقٌ يمُوجُ علَى الرُّكْبَةِ.

  وَقيل: الرَّضْفَتَانِ مِن الفَرَسِ: عَظْمَانِ مُسْتَدِيرانِ فيهما عَرْضٌ، مُنْقَطِعَانِ من العِظَامِ، كأَنَّهُمَا طَبَقَانِ للرُّكْبَتَيْنِ.

  وَقيل: الرَّضْفَةُ: جِلْدَةٌ عَلَى الرُّكْبَةِ.

  وَقيل: عَظْمٌ بين الحَوْشَبِ والوَظِيفِ ومُلْتَقَى الجُبَّةِ في الرُّسْغِ.

  وَقيل: عظمٌ مُنْقَطِعٌ في جَوْفِ الحافِرِ.

  ومن المَجَازِ: مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ: دَاهِيَةٌ تُنْسِي التي قَبْلَهَا فتُطْفِئُ حَرَّهَا، ومنه المَثَلُ: «جاءَ فُلانٌ بِمَطْفِئَةِ الرَّضْفِ»، قَالَهُ أَبو عُبَيْدَةَ، وبَسَطَه المَيْدَانِيُّ في المَجْمَعِ.

  وقال اللَّيْثُ: مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ: شَحْمَةٌ إذا أَصَابَتِ الرَّضْفَةَ ذَابَتْ فأَخْمَدَتْهُ، وَفي الأسَاسِ: شَاةٌ مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ، للسَّمِينةِ، وهو مَجَازٌ، قال الأَزْهَرِيُّ: والقَوْلُ مَا قَالَهُ أبو عُبَيْدَةَ.

  وقيل: مُطْفِئَةُ الرَّضْفِ، ويُشَدَّدُ: حَيَّةٌ تَمُرُّ علَى الرَّضْفِ فَيُطْفِئُ سُمُّهَا نَارَهُ، وَمنه قَوْلُ الكُمَيْتِ:

  أَجِيبُوا رُقَى الآسِي النِّطَاسِيِّ وَاحْذَرُوا ... مُطَفِّئَةَ الرَّضْفِ التي لَا شَوَى لَهَا

  والرَّضِيفُ، كَأَمِيرٍ: اللَّبَنُ يَغْلِي بِالرَّضْفَةِ، وَهو الذي يُطْرَحُ فيه الرَّضْفُ ليَذْهَبَ وَخَمُه، ومنه قَوْلُهم: شَرِبْتُ الرَّضِيفَ، وقيل: لَبَنٌ رَضِيفٌ: مَصُبُوبٌ علَى الرَّضْفِ.

  والْمَرْضُوفُ: شِوَاءٌ يُشْوَى عَلَيْهَا، أي علَى الرَّضْفَةِ، والمَرْضُوفُ أَيضاً: مَا أُنْضِجَ بِها، يُقَال: حَمَلٌ مَرْضُوفٌ:


(١) في اللسان: وجوابٌ رصيفٌ أي محكمٌ رصينٌ.

(٢) الأساس: مترَّصٍ.

(٣) في النهاية: أو أرضفوه.

(٤) في التهذيب: «في أعلى رأس الذراع» والأصل كاللسان.

(*) بالقاموس: «تُحرَّك» بدل: «يُحَرَّك».