تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زفف]:

صفحة 253 - الجزء 12

  وجَمْعُ الزَّفْزَفِ: زَفَازِفُ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لمُزَاحِمٍ العُقَيْلِيِّ:

  صَباً وشَمَالاً نَيْرَجاً تَعْتَفِيهِمَا ... عَثَانِينُ ثَوْبَاتِ الْجَنُوبِ الزَّفَازِفِ

  وَقيل: رِيحٌ زَفْزَفَةٌ، وزَفْزَافَةٌ، وزَفْزَافٌ: شَدِيدَةٌ لها زَفْزَفَةٌ، وهي الصَّوْتُ، وقال ابنُ عَبَّادٍ: الزَّفْزَفُ، وَالزَّفْزَافُ: الْخَفِيفُ، وقال غيرُه: الزَّفْزَفُ، والزَّفْزَافُ: النَّعَامُ، لِخِفَّتِهِ في سَيْرِه، أو لِزَفْزَفَتِهِ في طَيَرَانِهِ، وهو تَحْرِيكُ جَنَاحَيْهِ حينَ يَعْدُو، كَالزَّفُوفِ، كصَبُورٍ، قال الحارثُ بنُ حِلِّزَةَ:

  بِزَفُوفٍ كَأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ ... مُ رِئَالٍ دَوِّيَّةٌ سَقْفَاءُ

  شَبَّهَ نَاقَتَهُ بالنَّعَامةِ في سُرْعَتِها.

  والزِّفُّ، بالْكَسْرِ: صِغَارُ رِيشِ النَّعَامِ، أو كُلِّ طَائِرٍ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، ونَصُّه: «وكُلّ طائرٍ»⁣(⁣١) ومنه قَوْلُهُم: «أَلْيَنُ مِن زِفِّ النَّعَامِ» وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الزِّفُّ: رِيشٌ صِغَارٌ كالزَّغَبِ تَحْتَ الرِّيشِ الكَثِيفِ، وقال بعضُ أَهْلِ اللُّغَةِ: لا يكون الزِّفُّ إِلا لِلنَّعَام.

  وقال الجَوْهَرِيُّ: يُقَال: هَيْقٌ أَزَفُّ، بَيِّنُ الزَّفَفِ، مُحَرَّكَةً: أي ذُو زِفِّ مُلْتَفٍّ، كما في الصِّحاحِ.

  والزَّفِيفُ، كأَمِيرٍ، والأَزَفُّ، والزِّفَّانِيُّ، بالكَسْرِ، كِلاهُمَا عن ابنِ عَبَّادٍ، والأَوَّلُ عن الجَوْهَرِيِّ: السَّرِيعُ، زادَ في اللِّسَانِ: الخَفِيفُ⁣(⁣٢)، وقال: هو الزَّفَّانُ، بغَيْرِ ياءٍ.

  وأَزَفَّهُ أي البَعِيرَ، كما في اللِّسَانِ: حَمَلَهُ علَى الْإِسْرَاعِ.

  والْمِزَفَّهُ، بَالْكَسْرِ: الْمِحَفَّةُ التي تُزَفُّ فيها الْعَرُوسُ، قال الجَوْهَرِيُّ: حُكِيَ ذلك عن الخَلِيلِ.

  والزَّفْزَفَةُ تَحْرِيكُ الرِّيحِ يَبِيسَ⁣(⁣٣) الْحَشِيشِ وقد زَفْزَفَتْهُ، قال العَجَّاجُ.

  زَفْزَفَةَ الرِّيحِ الْحَصَادَ الْيَبَسَا

  والزَّفْزَفَةُ: حَنِينُ الرِّيحِ، وصَوْتُهَا فيه أي: في الحَشِيشِ، وكذا في الشَّجَرِ، والزَّفْزَفَةُ: شِدَّةُ الْجَرْيِ، وقيل: الزَّفْزَفَةُ هَزِيزُ الْمَوْكِبِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  واسْتَزَفَّهُ السَّيْرُ، هكذا في النُّسَخِ، وصَوابُه: السَّيْلُ: اسْتَخَفَّهُ فذَهَبَ به، كما هو نَصُّ المُحِيطِ، والأَسَاسِ، وَمِثْلُه في العُبَابِ.

  وازْدَفَّ الْحِمْلَ، ازْدِفَافاً: احْتَمَلَهُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وفي الْحَدِيثِ: أَنَّه ، قال: مَا لَكِ يا أُمَّ السَّائِبِ، أَو «يا أُمَّ المُسَيَّبِ» - وهي الأَنْصَارِيَّةُ، وذلك حين مَرَّ بها وهي تُزَفْزِفُ مِن الحُمَّى - ما لك تُزَفْزِفِينَ؟، قالتْ: الحُمَّى، لا بَارَكَ الله فيها، فقَالَ: «لا تَسُبِّي الحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ»، والحديثُ رَوَاهُ جَابِرٌ ¥، وهو بِضَمِّ أَوَّلِهِ، أي: مَا لَكِ تُرْعَدِينَ، ويُرْوَى أَيضاً بِفَتْحِهِ، أي أَوَّلِهِ، أيْ تَرْتَعِدِينَ، ويُرْوَى بِالرَّاءِ، وَقد أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ هناك، وَاسْتَدْرَكْنَاهُ عَلَيه في آخِرِ التَّرْكيبِ، ويُرْوَى أَيضاً بكَسرِ الزَّايِ، ومَعْنَاهُ: تَحِنِّينَ، وتَئِنِّينَ أَنِينَ المَرْضَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  يُقَال للطَّائِشِ الحِلْمِ: قد زَفَّ رأْلُهُ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَالزَّمَخْشَرِيُّ، وهو مَجازٌ.

  وَالزَّفِيفُ: البَرِيقُ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ:

  دَجَا اللَّيْلُ واسْتَنَّ اسْتِنَانًا زَفِيفُهُ ... كَما اسْتَنَّ في الْغَابِ الْحَرِيقُ المُشَعْشَعُ

  وَزَفْزَفَ الرَّجُلُ: مَشَى مِشْيَةً حَسَنَةً. والزَّفْزَفَةُ: مِن سَيْرِ الإِبِلِ، وقيل: هو فَوْقَ الخَبَبِ، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  لَمَّا رَكِبْنَا رَفَعْنَاهُنَّ زَفْزَفَةً ... حتَّى احْتَوَيْنَا سَوَاماً ثُمَّ أَرْبَابَهْ⁣(⁣٤)


(١) في الصحاح: النعام والطائر، بدون «وكلّ».

(٢) كذا بالأصل، واقتصر في اللسان على القول: الزفيف: «السريع» وفي موضع آخر قال: «والزَّفَّان: السريع الخفيف» دون أن يكون لعبارته هنا ارتباط بما سبقها.

(٣) في التهذيب: والزفزفة تحريك الشيء يبس الحشيش وذكر الرجز.

(٤) ضبطت أربابه بالفتح عن الديوان ص ٨٠ ط بيروت، والبيت من قصيدة مفتوحة القافية مطلعها:

يا بؤس للقلب بعد اليوم ما آبه ... ذكرى حبيبٍ ببعض الأرض قد رابه

وَضبطت بالقلم في التهذيب واللسان، بالضم.