تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع الفاء

صفحة 281 - الجزء 12

  نَحْنُ بِغَرْسِ الْوَدِيِّ أَعْلَمُنَا ... مِنَّا بِرَكْضِ الْجِيَادِ في السُّلَفِ

  قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ، وقد تَقَدَّم في «س د ف».

  وقال أَبو زَيْدٍ: يُقال جَاءوا سُلْفَةً سُلْفَةً: إذا جاءَ بَعْضُهُمْ في أَثَرِ⁣(⁣١) بَعْضٍ، وَمنه قِرَاءَةُ مَن قَرَأَ: فَجَعَلْنَاهُم سُلَفاً وَمَثَلا لِلْآخَرِينَ⁣(⁣٢)، أي: عُصْبَةً قد مَضَتْ، قَالَهُ الزَّجَّاجُ، وَقيل: مَعْنَاهُ: أي قِطْعَةً مِن النَّاسِ، مِثْلَ أُمَّةٍ.

  والسُّلَفُ، كَصُرَدٍ: بَطْنٌ مِن ذِي الْكَلَاعِ، من حِمْيَر، وَهو السُّلَفُ بنُ يَقْطُنَ، والذي في أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدٍ - لَمَّا سَرَدَ قبائلَ ذِي الكَلاعِ، فقَالَ -: وسُلْفَةُ، هكذا، فكأَنَّ السُّلَفَ جَمْعُه، فتَأَمَّل، منهم: رَافِعُ بنُ عَقِيبِ السُّلَفيُّ، وَقَيْسُ بنُ الحجَّاجِ السُّلَفيُّ، وخَالدُ بنُ مَعْدِيكَرِبَ، وأَخُوهُ خَوْلِيّ، هكذا في النُّسَخِ⁣(⁣٣)، والصَّوابُ: خَلِيَ، لا خالد، كما في التَّبْصِيرِ⁣(⁣٤) للحافِظِ، وآخَرُونَ نُسِبُوا إلى هذا البَطْنِ.

  والسُّلَفُ: وَلَدُ الْحَجَلِ: ج سِلْفَانٌ، كَصِرْدَانٍ، كذا في الصِّحاحِ، ويُضَمُّ، كما في اللِّسَانِ، قال الجَوْهَرِيُّ: قال أَبو عمرٍو: ولم نَسْمَعْ سُلَفَة للأُنْثَى، ولو قِيلَ: سُلَفَةٌ، كما قِيلَ: سُلَكَةٌ، لِوَاحِدَةِ السِّلْكَانِ، لَكَانَ جَيِّداً، قَالَ الْقُشَيْرِيُّ:

  أُعَالِجُ سِلْفَانًا صِغارًا تَخَالُهُم ... إذا دَرَجُوا بُجْرَ الْحَواصِلِ حُمَّرَا

  وَقال آخَرُ:

  خَطِفْنَهُ خَطْفَ الْقُطَامِيِّ السُّلَفْ

  وسُلَافَة، كَثُمَامَةٍ: اسْم امْرَأَةٍ مِن بنِي سَهْمٍ.

  والسُّلافَةُ: الْخَمْرُ، كَالسُّلَافِ، بغيرِ هاءٍ، وهو أَوَّلُ ما يُعْصَرُ منها، وقيل: مَا سَالَ مِن غَيْرِ عَصْرٍ، وقيل: هو أَوَّلُ ما يَنْزِلُ منها، وفي التَّهْذيبِ، السُّلَافُ والسُّلَافَةُ مِن الخَمْرِ⁣(⁣٥): أَخْلَصُها وأَفْضَلُهَا، وذلك إذا تَحَلَّبَ مِن العِنَبِ بلا عصْرٍ ولا مَرْثٍ، وكذلك مِن التَّمْرِ والزَّبِيبِ، ما لم يُعَدْ عليه الماءُ بعدَ تَحَلُّب أَوَّلِه، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  كَأَنَّ مَكاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلافاً مِن رَحِيقٍ مُفَلْفَلِ

  وَأَجْمَعُ مِمَّا ذُكِرَ قَوْلُ الراغِبِ في مُفْرَداتِهِ: السُّلَافَةُ: ما تَقَدَّم العَصْرَ.

  وسُلَافُ الْعَسْكَرِ: مُقَدَّمَتُهُمْ، هكذا في سائرِ النُّسَخِ، وَهو يَقْتَضِي أَن يكونَ كغُرَابٍ، والصَّوابُ أَنه كرُمَّانٍ في سَالِفٍ⁣(⁣٦) المُتَقَدِّم، وهكذا ضُبِطَ في سائرِ الأصُولِ.

  وسُولَافُ، بالضَّمِّ: ة بِخُوزِسْتَانَ، وَهي غَرْبِيُّ دُجَيْلٍ، منها، كانت بها وَقْعَةٌ بَيْنَ الأَزَارِقَةِ وأَهلِ البَصْرَةِ، كما في العُبَابِ، وفي اللِّسَانِ: بَيْنَ المُهَلَّبِ والأَزَارِقَةِ، قال عُبَيْدُ الله بن قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ:

  تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بَيْنِي وبَيْنَها ... وَسُولَافُ رُسْتَاقٌ حَمَتْهُ الْأَزَارِقَهْ

  وَمن شَوَاهِدِ العَرُوضِ:

  لمَّا الْتَقَوا بسُولَافْ

  وَقال رَجُلٌ مِن الخَوَارِجِ:

  فَإِنْ تَكُ قَتْلَى يَوْمَ سُلَّى تَتَابَعَتْ ... فكَمْ غَادَرَتْ أَسْيَافُنَا مِنْ قَمَاقِمَ

  غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيَّةُ فيهمُ ... بسُولافَ يومَ المَأْزِقِ المُتَلاحِمِ⁣(⁣٧)

  والسَّلُوفُ، كصَبُورٍ: النَّاقَةُ التي تَكُونُ في أَوَائِلِ الْإِبِلِ إِذا وَرَدَتِ الْمَاءَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وقد سَلَفَتْ سُلُوفاً، وقال الأَزْهَرِيُّ: السَّلُوفُ: مَا طَالَ مِن نِصَالِ السِّهَامِ وأَنْشَدَ:

  شَكَّ كُلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّ

  والسَّلُوفُ: السَّرِيعُ مِن الخَيْلِ. ج: سُلُفٌ⁣(⁣٨)، بِالضَّمِّ،


(١) ضبطت في التهذيب واللسان، بالقلم، بكسر فسكون.

(٢) سورة الزخرف الآية ٥٦ والقراءة «سَلَفاً».

(٣) كذا بالأصل، وقوله «خولي» من كلام الشارح وليس من متن القاموس.

(٤) الذي في التبصير ٢/ ٧٣٨ «خولي» وفي اللباب: «خلي بن معبد».

(٥) في التهذيب: «والسُّلافَةُ من الخمر ...» ولم ترد فيه لفظة «والسُّلاف».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: في سالف المتقدم، كذا في النسخ، ولعله: جمع سالف للمتقدم» ومثله في اللسان.

(٧) من أبيات لعبيدة بن هلال كما في الروض المعطار، وانظر شعر الخوارج ص ١٠٦ وابن الأعثم الكوفي بدون نسبة. وفي المصادر «نكر» بدل «تكر» وانظر تخريجهما في شعر الخوارج ومختلف الروايات فيه.

(٨) ضبطت في القاموس «سُلْف» بضمة فسكون، والمثبت ما يقتضيه تنظير الشارح للفظة.