تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صردف]:

صفحة 319 - الجزء 12

  وقولُ صَخْرِ الغَيِّ:

  عاوَدَنِي حُبُّها وقد شَحَطَتْ ... صَرْفُ نَواهَا فإِنَّنِي كَمِدُ⁣(⁣١)

  أَنَّثَ الصَّرْفَ لتَعْلِيقِه بالنَّوَى، وجَمْعُه صُرُوفٌ.

  والصَّرْفُ: اللَّيْلُ والنَّهارُ، وهما صَرْفانِ بالفَتْحِ ويُكْسَرُ عن ابنِ عَبَّادٍ، وكذلِكَ الصِّرْعانِ، بالكسرِ أَيضاً، وقد ذُكِر في العين.

  وصَرْفُ الحَدِيثِ في حديثِ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلانِيِّ: «من طَلَبَ صَرْفَ الحَدِيثِ ليَبْتَغِيَ بِهِ إِقبالَ وُجُوهِ الناسِ إِليه، لم يُرَحْ رائِحَةَ الجَنَّةِ» هو: أَنْ يُزادَ فيه ويُحَسَّنَ، من الصَّرْفِ في الدَّراهِمِ، وهو فَضْلُ بعضِه على بَعْضٍ في القِيمَةِ قال ابنُ الأَثِيرِ: أرادَ بصَرْفِ الحَدِيثِ: ما يَتَكَلّفَه الإِنسانُ من الزِّيادَةِ فيه على قَدْرِ الحاجَةِ، وإِنَما كُرِهَ ذلك لِما يَدْخُلُه من الرِّياءِ والتَّصَنُّعِ، ولِما يُخَالِطُه من الكَذِبِ والتَّزَيُّدِ، وَالحَدِيثُ مَرْفُوعٌ من روايةِ أَبِي هُرَيْرَةَ ¥ في سُنَنِ أَبي دَاوُد وكذلك صَرْفُ الكلامِ يُقال: فلانٌ لا يَعْرِفُ⁣(⁣٢) صَرْفَ الكَلامِ، أي: فَضْلَ بعضِه على بعْضٍ.

  ويُقالُ: لَهُ عَلَيهِ صَرْفٌ: أي شَفٌّ وفَضْلٌ، وهُوَ مِنْ صَرَفَهُ يَصْرِفُه؛ لأَنَّهُ إذا فُضِّلَ صُرِفَ عن أَشْكالِهِ، ونَظائِرِه.

  والصَّرْفَةُ: مَنْزِلَةٌ للقَمَرِ، نَجْمٌ واحِدٌ نَيَّرٌ، يتلُو الزُّبْرَةَ خَلْفَ خَراتَيِ الأَسَدِ، يُقال: إِنه قَلْبُ الأَسدِ، إذا طَلَعَ أَمامَ الفَجْرِ فذلِكَ الخَرِيفُ، وإذا غابَ مع طُلوعِ الفَجْرِ فذلِكَ أَوَّلُ الرَّبِيعِ، قال ابن كُناسَةَ: سُمِّيَ هكذا في النُّسَخِ، وَكأَنَّهُ يرجِعُ إلى النَّجْمِ، وفي سائِرِ الأُصُولِ سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ البَرْدِ وإِقْبالِ الحَرُّ بطُلُوعِها أيْ: تلك المَنْزِلَة، قال ابنُ بَرِّي: صَوابُه أَنْ يُقال: سُمِّيَتْ بذلِكَ لانْصِرافِ الحَرِّ وإِقبالِ البَرْدِ.

  والصَّرْفَةُ: خَرَزَةٌ للتَّأْخِيذ وقال ابنُ سِيدَه: يُسْتَعْطَفُ بها الرِّجالُ يُصْرَفُون بها عن مَذاهِبِهِم ووُجُوهِهِم، عن اللِّحْيانِيّ.

  والصَّرْفَةُ: نابُ الدَّهْرِ الذي يَفْتَرُّ هكذا هو نَصُّ المُحِيط، وفي التهْذِيبِ: والعَرَبُ تقولُ: الصَّرْفَةُ نابُ الدّهْرِ؛ لأَنَّها تَفْتَرُّ عن البَرْدِ، أو عن الحَرِّ، في الحالَتَيْنِ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

  والصَّرْفَةُ: القَوْسُ التي فِيها شامَةٌ سَوْداءُ لا تُصِيبُ سِهامُها إذا رُمِيَتْ عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وقال أَيضاً: الصَّرْفَةُ: أَنْ تَحْلُبَ النّاقةَ غُدْوَةً، فتَتْرُكَها إلى مِثْلِها مِنْ أَمْسِ نقله الصّاغانِيّ.

  وصَرَفَهُ عن وَجْهِهِ يَصْرِفُه صَرْفاً: رَدَّهُ فانْصَرَفَ.

  وَقولُه تَعالى: {صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ}⁣(⁣٣) أي: أَضَلَّهُم الله مُجازاةً على فِعْلِهِمْ.

  وَقولُه تَعالَى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ}⁣(⁣٤) أي أَجْعَلُ جَزاءَهُم الإِضْلالَ عن هِدايَةِ آياتِي.

  وصَرَفَتِ الكَلْبَةُ تَصْرِفُ صُرُوفاً بالضمِّ وصِرافاً، بالكَسْرِ: اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وهي صارِفٌ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: السِّباعُ كلُّها تَجْعِلُ وتصْرِفُ: إذا اشْتَهَتِ الفَحْلَ، وقد صَرَفَتْ صِرافًا، وهي صارِفٌ، وأَكْثَرُ ما يُقَالُ ذلك كُلُّه للكَلْبَةِ.

  وَقال اللَّيْثُ: الصِّرافُ: حِرْمَةُ الشاءِ والكِلابِ والبَقَرِ.

  وصَرَفَ الشرابَ صُرُوفاً: لم يَمْزُجْها هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، ومثلُه نَصُّ المُحِيطِ، وهو غَلَطٌ، صوابُه: لم يَمْزُجْهُ وهو أي، الشَّرابُ مَصْرُوفٌ وقولُ المُتَنَخِّلِ الهُذَلِيِّ:

  إنْ يُمْسِ نَشْوانَ بمَصْرُوفَةٍ ... مِنْها بِرِيٍّ وعَلَى مِرْجَلِ⁣(⁣٥).

  يَعْنِي بكأْسٍ شُرِبَتْ صِرْفاً على مِرْجَلٍ، أي: على لَحْمٍ طُبِخَ، في قِدْرٍ.

  وصَرَفَتِ البَكَرَةُ تَصْرِفُ صَرِيفاً: صَوَّتَتْ عندَ الاسْتقاءِ وصَرَفَ الخَمْرَ يَصْرِفُها صَرْفاً: شَرِبَهَا وهي مَصْرُوفَةً خالصةٌ لم تُمْزَجْ.

  وصَرَفَ الصِّبْيانَ: قَلَبَهُم من المَكْتَبِ.


(١) ديوان الهذليين ٢/ ٨٥.

(٢) التهذيب والنهاية واللسان: «لا يُحسن» في التهذيب: «لم».

(٣) سورة التوبة الآية ١٢٧.

(٤) سورة الأعراف الآية ١٤٦.

(٥) ديوان الهذليين ٢/ ١٣.