تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ضعف]:

صفحة 336 - الجزء 12

  بالضِّعْفِ الأَضْعَافَ، قال: وأَوْلَى الأَشياءِ⁣(⁣١) فيه أَنْ يُجْعَلَ عَشْرَةَ أَمْثالِه؛ لقولِه تَعالَى: {مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها}⁣(⁣٢) الآية. فأَقَلُّ الضِّعْفِ مَحْصُورٌ، وهو المِثْلُ.

  وَأَكْثَرُه غيرُ مَحْصُورٍ، قال الزَّجّاجُ: والعَرَبُ تَتَكَلَّمُ بالضِّعْفِ مُثَنًّى، فيقولُون: إِنْ أَعْطَيْتَنِي دِرْهَماً فلَكَ ضِعْفاهُ؛ يُرِيدُونَ مِثْلَيْه، قال: وإِفْرادُه لا بَأْسَ به، إِلا أَنّ التَّثْنِيَةَ أَحْسَنُ.

  وَفي قولِه تعالى: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا}⁣(⁣٣) قال: أَرادَ المُضاعَفَةَ، فأَلزَمَ الضِّعْفَ التّوْحِيدَ؛ لأَنّ المَصادِرَ ليسَ سَبِيلُها التَّثْنِيةَ والجَمْعَ.

  وقولُ الله تعالَى: {يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ}⁣(⁣٤) وقَرَأَ أَبو عَمْرٍو: «يُضَعَّفْ» قال أَبو عُبَيْدٍ: أي يُجْعَل العَذابُ ثَلاثَةَ أَعْذِبةٍ وَقالَ: كانَ عليها أَنْ تُعَذَّبَ مرّةً، فإِذا ضُوعِفَ ضِعْفَيْنِ صارَ الواحدُ ثَلاثةً، قال: ومَجازُ يُضاعَفْ، أي: يُجْعَلُ إلى الشَّيْءِ شَيْئانِ، حَتّى يَصِيرَ ثَلاثَةً والجَمْعُ أَضْعافٌ، لا يُكَسَّر على غيرِ ذلِك.

  ومن المَجاز: أَضعافُ الكِتابِ، أي: أَثْناءُ سُطُورِه وَحَواشِيهِ ومنه قَوْلُهم: وَقَّعَ فلانٌ في أَضْعافِ كتابِه، يُرادُ به تَوْقِيعُه فيها: نَقَلَه الجوهريُّ والزَّمَخْشَرِيُّ.

  ويُقال: الأضْعافُ من الجَسَدِ: أَعْضاؤُه، أو عِظامُه وهذا قولُ أَبي عَمْرٍو وقالَ غيرُه: الأَضْعافُ: العِظَامُ فَوْقَها لَحْمٌ، وَمنه قولُ رُؤْبَةَ:

  والله بينَ القَلْبِ والأَضْعافِ⁣(⁣٥)

  الواحِدَةُ ضِعْفٌ، بالكَسْرِ.

  وضَعَفَهُم، كمَنَعَ يَضْعَفُهُم: كَثَرَهُمْ، فَصارَ له ولأَصْحابِه الضِّعْفُ عَلَيْهم قالَه اللَّيْثُ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الضَّعَف مُحَرّكَةً: الثِّيابُ المُضَعَّفَةُ كالنَّفْضِ. والضَّعِيفُ كأَمِيرٍ: الأَعْمَى لُغَةٌ حِمْيَرِيَّةٌ، قِيل: ومِنْهُ قولُه تَعالَى: {وَإِنّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً}⁣(⁣٦): أي ضَرِيرًا، نَقَلَه الصّاغانِيُّ في العُبابِ، وقد رَدَّه الشِّهابُ في العِنايَةِ، فانْظُرْه.

  وأَضْعَفَه المَرَضُ: جَعَلَه ضَعِيفاً نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مَضْعُوفٌ على غيرِ قِياسٍ، قال أَبو عَمْرٍو والقِياسُ مُضْعَفٌ قال لَبِيدٌ ¥:

  وَعالَيْنَ مَضْعُوفاً وفَرْداً سُمُوطُه ... جُمانٌ ومَرْجانٌ يَشُكُّ المَفاصِلَا

  قال ابنُ سِيدَه: وإِنَّما هو عِنْدِي على طَرْحِ الزّائِدِ، كأَنَّهُم جاءُوا به على ضَعَفَ.

  وأَضْعَفَ الشيءَ: جَعَلَهُ ضِعْفَيْنِ، كضَعَّفَه تَضْعِيفاً، قال الخَلِيلُ: التَّضعِيفُ: أَنْ يُزادَ على أَصْلِ الشَّيْءِ، فيُجْعَلَ مِثْلَيْنِ أو أَكْثَرَ.

  وضَاعَفَه مُضاعَفَةً: أي أَضْعَفَه من الضِّعْفِ، قال الله تَعالى: {فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً}⁣(⁣٧) وفي اللِّسان: يُقال: ضعَفَ الشيْءُ: إذا زادَ، وأَضْعَفْتُه وضَعَّفْتُه وضَاعَفْتُه بمعنًى واحدٍ⁣(⁣٨)، وهو: جَعْلُ الشَّيْءِ مِثْلَيْه أو أَكْثَرَ، ومثلُه امرأَةٌ مُناعَمَةٌ ومُنَعَّمَةٌ، وصاعَرَ المُتَكَبِّر خَدَّه وصَعَّرَه، وعاقَدْتُ وَعَقَّدْتُ.

  وَيُقال: ضَعَّفَه الله تَضْعِيفاً: أي جَعَله ضِعْفاً، وقولُه تعالى: {فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}⁣(⁣٩) أي: يُضاعَفُ لهم الثَّوابُ، قال الأَزْهرَيُّ: معناه الدَّاخِلون في التَّضْعِيفِ، أي: يُثابُونَ الضِّعْفَ المَذْكورَ في آية: {فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ}⁣(⁣١٠).

  وأَضْعَفَ فُلانٌ: ضَعُفَتْ دابَّتُه يُقال: هو ضَعِيفٌ مُضْعِفٌ، فالضَّعِيفُ في بَدَنِه، والمُضْعِفُ في دابَّتِه، كما يُقال: قَوِيٌّ مُقْوٍ⁣(⁣١١)، كما في الصِّحاح ومنه الحَدِيثُ أَنّه قالَ


(١) في التهذيب والتكملة: به.

(٢) سورة الأنعام الآية ١٦٠.

(٣) سورة سبأ الآية ٣٧.

(٤) سورة الأحزاب الآية ٣٠.

(٥) قبله في التهذيب:

فيه إزدهافٌ أيّما ازدهافِ

(٦) سورة هود الآية ٩١.

(٧) في اللسان والمحكم: ودرًّا.

(٨) سورة البقرة الآية ٢٤٥.

(٩) انظر اللسان باختلاف العبارة.

(١٠) سورة الروم الآية ٣٩.

(١١) يعني القوي في بدنه والمقوي الذي دابته قوية.