تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء المهملة مع الفاء

صفحة 348 - الجزء 12

  قلتُ لَها: بَلْ أنْتِ مُعْتَلَّةٌ ... في الوَصْلِ يا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِي

  وَفي حَدِيثِ نَظَر الفَجْأَةِ: «وقال: اطْرِفْ بَصَرَكَ» أي اصْرِفْه عمّا وَقَعَ عَلَيه، وامتَدَّ إِليه، ويُرْوَى بالقاف.

  وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً: إذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كما في الصِّحاح.

  أَو طَرَفَ بعَيْنِه: حَرَّكَ جَفْنَيْهَا وفي المُحْكَم: طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً: لَحَظَ، وقِيلَ: حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ.

  وَالطَّرْفُ: تَحْريكُ الجُفُونِ في النَّظَرِ، يقال: شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ. المَرَّةُ الواحِدَةُ منه طَرْفَةٌ يُقال: أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنِ، وما يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عَيْن.

  وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً: أَصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أو غَيْرِه فَدَمَعَتْ.

  وقد طُرِفَتْ، كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ، وطَرَفَها الحُزْنُ وَالبكاءُ.

  وَقال الأَصْمَعِيُّ: طُرِفَتْ عينُه فهي مَطْرُوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً: إذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْفَةُ، بالضمِّ.

  ويُقال: ما بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ: أي ماتُوا وقُتِلُوا كذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَو قُتِلُوا، كما في العُبابِ، وهو مجازٌ.

  والطُّرْفَةُ، بالضمِّ: الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ وَالطّارِفِ، للمالِ المُسْتَحْدَثِ وقد تَقَدَّم ذكرُه، فإعادَتُه ثانياً تَكْرارٌ لا يَخْفَى.

  والطَّرِيفُ كأَمِير: ضِدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاح: الطَّرِيفُ في النسَبِ: الكَثِيرُ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكبرِ، وهو نَقِيضُ القُعْدُدِ، وفي المُحْكَم: رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ: كثيرُ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكْبرِ، ليس بذِي قُعْدُدٍ وقد طَرُفَ، كَكُرمَ فيهِما طَرَافَةً، قال الجَوْهَرِيُّ: وقد يُمْدَحُ به، وقالَ ابنُ الأَعرابِي: الطَّرِيفُ: هو المُنْحَدِرُ في النَّسَبِ، قال: وهو عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ، وقال الأصمعِيُّ: فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ، وَالطَّرافَةُ فيه بَيِّنَةٌ، وذلك إذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إلى الجَدِّ الأَكبرِ.

  والطَّرِيفُ: الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمرِ، وغيرِه مما يُسْتَطْرَفُ به، عن ابنِ الأَعرابِيِّ.

  وأَبُو تَمِيمَةَ. طَرِيفٌ - كأَمِير - ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ، وَقولُه: كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكْ، تابِعِيٌّ عن أَهْلِ البَصْرةِ، يَرْوِي عن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ، رَوَى عنه ابن حَكِيمٍ⁣(⁣١) الأَثْرَمُ، مات سنة ٩٥ وقِيلَ: سنة ٩٧ وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هكذا في كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٌّ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ في العُبابِ، وَاقْتَصَر عَلَيه، ولم أَجِدْ مَن ذَكَرَه في مَعاجِمِ الصَّحابةِ غيرَه، فانْظُرْه.

  وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ: شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ.

  وطَرِيفُ بنُ شِهابٍ ويُقال: طَرِيفُ بنُ سُلَيْمَانَ⁣(⁣٢)، وَيقال: ابنُ سَعْدٍ، ويقال: طَرِيفٌ الأَشَلُّ، أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون⁣(⁣٣) في صِفاتِه، قال الدارَقُطْنِيُّ: ضَعِيفٌ وَقال أَحْمَدُ ويَحْيَى: ليس بشَيْءٍ، وقال النِّسائِيُّ: مَتْروكُ الحَديثِ، وقال ابنُ حِبّان: مُتَّهَمٌ في الأَخْبارِ، يَرْوِي عن الثِّقاتِ ما لا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ، وقد رَوَى عن الحَسَنِ وَأَبي نَضْرَةَ، هكَذا ذكره الذَّهَبيُّ في الدِّيوانِ⁣(⁣٤)، وابنُ الجَوْزِيّ في الضُّعفاءِ، ونَّبه عَلَيه أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْيَةَ في كتابِه العَلَم المَشْهُور.

  وَقد بَقِيَ على المُصَنِّفِ أَمْرانِ: أَولاً: فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِد في التابِعِينَ، وَتَرَكَ غيرَه مع أنَّ في المُوَثَّقِينَ منهم جَماعةً ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه، منهم: طَرِيفُ بنُ يَزِيدَ الحَنَفيُّ عن أَبي مُوسَى، وطَرِيفٌ العَكِّيُّ، عن عليٍّ، وطَرِيفٌ البزّارُ⁣(⁣٥)، عن أَبي هُرَيْرَةَ، وطَرِيفٌ يَرْوِي عن ابنِ عَباسٍ، ومن أَتْباعِ التابِعِينَ: محمَّدُ بنُ طَرِيفٍ وأَخُوه مُوسَى، رَوَيَا عن أَبيهما، عن عَلِيٍّ.

  وثانِياً: فإنه اقْتَصَر في ذِكْرِ الضُّعَفاءِ على واحِدٍ، وفي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيل مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ، منهم: طَرِيفُ


(١) في التاريخ الكبير للبخاري: «حكم» بدل «ابن حكيم».

(٢) في ميزان الاعتدال: ويقال: ابن سفيان.

(٣) بالأصل «يحتالون» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: يحتالون، لعلها: يختلفون، أخذاً مما بعده فليحرر» وهذا ما أثبتناه.

(٤) وميزان الاعتدال أيضاً، انظر ترجمته.

(٥) في التاريخ الكبير للبخاري: البراد.