تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عرجف]:

صفحة 374 - الجزء 12

  [عرجف]: العُرْجُوفُ، كعُصْفُورٍ أَهْملَه الجَوْهرِيُّ وَصاحبُ اللِّسانِ، وقال ابنُ عَبّادٍ: هي النّاقَةُ الشَّدِيدَةُ الضَّخْمَةُ كالعُرْجُومِ، نقله الصّاغانِيُّ.

  [عرصف]: عِرْصافُ الإكافِ، بالكسرِ، وعُرْصُوفُه، وَعُصْفُورُه، أَيضاً: قِطْعَة خَشَبَة مَشْدُودَة بَيْنَ الحِنْوَيْنِ المُقَدَّمَيْنِ نقَله الجَوْهَرِيُّ.

  أَو العِرْصافُ: السّوْطُ يُسَوَّى⁣(⁣١) من العَقَبِ كالعِرْفاصِ، نَقَله الأَزهرِيُّ وقال اللّيْثُ: العِرْصافُ: العَقْبُ المُسْتَطِيلُ وَأَكْثَرُ ما يُقالُ ذلِك لعَقَبِ الجَنْبَيْنِ والمَتْنَيْنِ أَو: هُوَ خُصْلَةٌ من العَقَبِ والقِدِّ يُشَدُّ بِها أَعْلَى قُبَّةِ الهوْدَج، كالعِرْفاصِ، نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢).

  وفي الصِّحاحِ: العِرْصافُ: واحِدُ العَراصِيف من الرَّحْلِ وهي أَرْبعَةُ أَوْتادٍ يَجْمَعْنَ بَيْنَ رُؤوسِ أَحْناءِ القَتَبِ، في رَأْسِ كُلِّ حِنْوٍ وَتَدانِ مشْدُودَانِ بعَقبٍ أَو بجُلُودِ الإِبِلِ، وَفيه الظّلِفات.

  أَو هِي: الخَشَبَتانِ اللَّتانِ تُشَدّانِ بيْنَ واسِطِ الرَّحْلِ وَآخِرَتِه يَمِينًا وشِمالاً قاله الأَصْمعيُّ.

  والعَراصِيفُ من سنَامِ البَعِيرِ: أَطْرافُ سَناسِنِ ظَهْرِه نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

  وَفي اللِّسانِ: العَراصِيفُ: ما عَلَى السَّناسِنِ كالعَصافِيرِ، قال ابنُ سِيدَه: وأَرَى العَرافِيصَ فيه لُغةً.

  والعَراصِيفُ من الخُرْطُومِ: عِظامٌ تَنْثَنِي⁣(⁣٣) في الخَيْشُومِ نَقَله ابنُ عَبّادٍ.

  والعُرْصُوفانِ: عُودانِ قد أُدْخِلا في دُجْرَيِ الفَدّانِ ليَعْزَفا⁣(⁣٤)، والدُّجْرُ: الخَشَبَةُ التي تُشَدُّ عليها حَدِيدَةُ الفَدّانِ.

  وعَرْصَفَه: جَذَبَه كما في اللِّسانِ، زادَ اللَّيْثُ: فشَقَّهُ مُسْتَطِيلاً.

  والعَرْصَفُ كجَعْفَرٍ: نَبْتٌ، يونانِيَّتهُ كما فيطوس وبه اشْتَهَر عندَ الأَطِبّاءِ، قالُوا: إِذا شُرِبَ مِنْ وَرَقِهِ بماءٍ العَسَلِ أَرْبَعِينَ يَوْماً أَبْرأَ عِرْقَ النَّسَا، وسَبْعَةَ أَيّامٍ أَبْرَأَ اليَرَقانَ وفي قَوْلِه: «عِرْقَ النَّسَا» البَحْثُ الذي سيَأْتِي للمُصَنِّفِ.

  [عرف]: عَرَفَه يَعْرِفُه مَعْرِفَةً، وعِرْفانًا، وعِرْفَةً بالكسرِ فيهما وعِرِفّانًا، بكسْرَتَيْنِ مُشَدَّدَةَ الفاءِ: عَلِمَه واقتصر الجوهريُّ على الأَوّلَيْنِ، قال ابنُ سِيده: وينْفَصِلان بتَحْدِيدٍ لا يَليقُ بهذا المَكانِ.

  وَقال الرّاغِبُ: المَعْرِفةُ والعِرْفانُ: إِدْراكُ الشيءِ بتَفَكُّرٍ وَتَدَبُّرٍ لأَثَرِهِ، فهي أَخصُّ من العِلمِ، ويُضَادُّه الإِنكارُ، وَيُقال: فلانٌ يعرِفٌ الله ورَسُولَه، ولا يُقال: يَعْلمُ الله متَعَدِّياً إلى مفعولٍ واحدٍ لمّا كانَ مَعرِفَةُ البَشَرِ لله تعالَى هو تَدبُّرُ⁣(⁣٥) آثارِه دُونَ إدْراكِ ذاتِه، ويُقالُ: الله يَعْلَمُ كذا، ولا يُقالُ: يَعْرِفُ كذا؛ لمّا كانت المَعْرِفةُ تُسْتَعْمَلُ في العِلْمِ القاصِرِ المُتَوَصَّلِ إِليه بتَفَكُّر، وأَصْلُه من عَرَفْتُهُ، أي: أَصَبْتُ عَرْفَه، أي رائِحَتَه، أو من أَصَبْتُ عَرْفَه: أي خَدَّهُ فهو عارِفٌ، وعَريفٌ، وعَرُوفَةٌ يَعْرِفُ الأُمورَ، ولا يُنْكِرُ أَحَداً رآه مرّةً، والهاءُ في عَرُوفَة للمُبالَغَةِ، قال طَرِيفُ بْنُ مالِكٍ⁣(⁣٦):

  أَوَ كُلَّما وَرَدَتْ عُكاظَ قبِيلَةٌ ... بَعَثُوا إِليَّ عَرِيفَهُم يَتَوَسَّمُ؟

  أي: عارِفَهم، قال سِيبَوَيْه: هو فَعِيل بمَعْنى فاعِلٍ، كقْولِهم: ضَرِيبُ قِداحٍ.

  وعَرَفَ الفَرَسَ عَرْفاً، بالفتحِ، وذِكْرُ الفتح مُسْتَدْرَكٌ: جَزَّ عُرْفَه يقال: هو يَعْرِفُ الخيل: إذا كانَ يَجُزُّ أَعْرافَها، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والجَوْهَرِيُّ وابنُ القَطّاعِ.

  وعَرَف بذَنْبِه، وكذا عَرَفَ لَهُ: إذا أَقَرَّ به، وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ:

  عَرَفَ الحِسانُ لها غُلَيِّمَةً ... تَسْعَى مع الأَتْرابِ في إِتْبِ

  وَقال أَعرابِيٌّ: ما أَعْرِفُ لأَحَدٍ يَصْرَعُنِي: أي لا أُقِرُّ بِهِ.

  وعَرَفَ فُلانًا: جازاهُ، وقَرَأَ الكِسائِيّ قولَه ø: (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمّا نَبَّأَتْ بِهِ


(١) الأصل والتكملة وفي التهذيب «ويقال للسوط إذا سمّي من العقب عرصاف.

(٢) انظر الجمهرة ٣/ ٣٨٧.

(٣) في التكملة: تتثنّى.

(٤) في التكملة: يفترقان.

(٥) في المفردات: هي بتدبّر.

(٦) كذا في اللسان وزيد فيه: وقيل: طريف بن عمرو.