تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[علف]:

صفحة 397 - الجزء 12

  وعُكِّفَ الشَّعَرُ: جُعِّدَ.

  وتَعَكَّفَ الشَّيْءُ: تَحَبَّسَ كاعْتَكَفَ وهو مُطاوِعُ عَكَفَه عَكْفاً، ولا تَقُل: انْعَكَفَ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  قَومٌ عُكَّفٌ، كسُكَّرٍ: أي عُكُوفٌ.

  وَعَكَفَت الخَيْلُ بقائِدِها: إذا أَقْبَلَت عَلَيهِ.

  وَالعُكُوفُ: لُزُومُ المَكانِ.

  وَعَكَفَه عن حاجَتِه، يَعْكِفُه ويَعْكُفُه، عَكْفاً، صَرَفَه، وَيُقال: إِنَّكَ لتَعْكِفُنِي عن حاجَتِي: أي تَصْرِفُنِي عنها.

  وَعَكَّفَه تَعْكِيفاً: حَبَسَه، لُغَةٌ في عَكَفَه عَكْفاً.

  وَالمُعَكَّفُ، كمُعَظَّمٍ: المُعَوَّجُ المُعَطَّفُ وَهو في مُعْتَكَفِه: موضع اعْتِكافه.

  [علف]: العَلَفُ، مُحَرَّكَةً: م مَعْرُوفٌ، وهو ما تَأْكُلُه الماشِيَةُ، أو هو قُوتُ الحَيوانِ، وقالَ ابنُ سِيدَه: هو قَضِيمُ الدَّابَّةِ.

  ج: عُلُوفَةٌ بالضَّمِّ وأَعْلافٌ، وعِلافٌ الأَخيرانِ كسَبَبٍ وَأَسْبابٍ، وجَبَلٍ وجِبالٍ، ومنه الحَدِيثُ: «ويَأْكُلُونَ عِلافَها»⁣(⁣١).

  ومَوْضِعُه: مَعْلَفٌ، كمَقْعَدٍ وفي الصِّحاح: مِعْلَفٌ بالكسرِ، فانْظُره.

  وبائِعُه عَلّافٌ وقد نُسِبَ هكذا بعضُ المُحَدِّثِينَ، منهم: بيتُ بَنِي دُرُسْتَ⁣(⁣٢) المُتَقَدِّمِ ذكْرُهم في التّاءِ الفَوقِيّة.

  وعِلافٌ، ككِتابٍ ابنُ طُوارٍ هكَذا في سائِرِ النّسخِ، وَهو تَحْرِيفٌ قَبِيحٌ [والصواب]⁣(⁣٣) ابنُ حُلْوانَ بنِ عِمْرانَ بنِ الحافي بنِ قُضاعَةَ، واسمُ عِلافٍ رَبّانُ⁣(⁣٤)، وهو أَبُو جَرْمِ بنُ رَبّانَ، إِليهِ تُنْسَبُ الرِّحالُ العِلافِيِّةُ؛ لأَنَّه أَوَّلُ مَنْ عَمِلَها وَقيلَ: هو رجلٌ من الأَزْدِ، قال الصّاغانِيُّ: وصَغَّرَهُ حُمَيْدُ ابنُ ثَوْرٍ العامرِيُّ الهِلالِيُّ الصَّحابِيُّ رَضِيَ الله تعالَى عنه تصْغِيرَ تَرْخِيمٍ، فقَالَ:

  فَحَمِّلِ الهَمَّ كِنازاً جَلْعَفَا ... تَرَى العُلَيْفيَّ عَلَيهِ مُؤْكَفَا

  هكَذا في سائرِ النُّسَخِ، والصوابُ «جَلْعَدَا» و «مُوكَدَا» كما هو نَصُّ العُبابِ واللِّسان، وقد تَقَدّم إِنشادُه في الدّالِ على الصَّحيحِ، فراجِعْه.

  أَو هُوَ أَعْظَمُ الرِّحالِ آخِرَةً وواسِطاً قالَهُ اللّيْثُ، ما يكون⁣(⁣٥) من الرِّحالِ، وليسَ بمَنْسُوبٍ إلّا لَفْظاً، كعُمَريٍّ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  أَحَمُّ عِلافيٌّ وأَبْيَضُ صارِمٌ ... وَأَعْيَسُ مَهْرِيٌّ وأَرْوَعُ ماجِدُ

  وَقال الأَعْشَى:

  هِيَ الصّاحِبُ الأَدْنَى وبَيْنِي وبَيْنَها ... مَجُوفٌ عِلافيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرُقُ⁣(⁣٦)

  وَالجَمْعُ: عِلافِيّاتٌ، ومنه قولُ النّابِغَةِ الذُّبْيانِيّ:

  شُعَبُ العِلافِيّاتِ تحت فُرُوجِهِم ... وَالمُحْصَناتُ عوازِبُ الأَطْهارِ⁣(⁣٧)

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المَعْلَفُ كمَقْعَدٍ: كواكِبُ مُسْتَدِيرةٌ مُتَبَدِّدَةٌ ورُبّما سُمِّيَت الخِباءَ أَيضاً.

  والعَلْفُ، كالضَّرْبِ: الشُّرْبُ الكَثِيرُ عن أَبي عمرٍو.

  والعَلْفُ أَيْضاً: إِطْعامُ الدّابَّةِ وقد عَلَفَها يَعْلِفُها عَلْفاً، وَأَنشَدَ الفَرّاءُ:


(١) في اللسان: وتأكلون.

(٢) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «دوست».

(٣) زيادة مقتبسة عن المطبوعة الكويتية، وفي هامش القاموس: قوله طوار ... تحريف عن حلوان.

(٤) في التهذيب واللسان «زبَّان» بالزاي. وبهامش المطبوعة المصرية: «الصواب ابن زبان بن حلوان».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: قاله الليث ما يكون، عبارة اللسان: وَقيل: هي أعظم ما يكون الخ».

(٦) ديوانه ط بيروت ص ١١٨ وفسر مصححه العلافي بالضخم.

(٧) روايته بالأصل:

مشعب العلافيات بين فروجهم ... وَالمحصنات عواقب الأطهار

وَبهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مشعب العلافيات هكذا بالأصل ولعله: شعب العلافيات» والرواية المثبتة هي رواية الديوان صنعة ابن السكيت ص ١٠٣ وَفسر العلافيات بالرحال. ورواية أبي عبيدة:

بخت العلافيات بين فروجهم ... وَالمحصنات عواقب الأطهار