تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الفاء

صفحة 409 - الجزء 12

  اشْتَكَتْ بُطُونَهما من أَكلِ الغَرَف وأَخْصَرُ منه عبارَةُ الجَوْهَرِيّ: إذا اشْتَكَتْ عَنْ أَكْلِ الغَرَفِ.

  والغَرِيفُ، كأَميرٍ: القَصْباءُ والحَلْفاءُ نَقَله أبو حنيفَةَ، قال الأَعْشَى:

  كَبَرْدِيَّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَريف ... إذا ما أَتَى الماءُ منها السَّرِيرَا⁣(⁣١)

  وَيُرْوَى السَّديرَا» هذا هو الصَّواب في إِنْشادِه، وما أَنْشَدَه الجوهريُّ فإِنّه مُخْتَلٌّ، نَبَّه عَلَيه ابنُ بَرِّيٍّ والصّاغانيُّ.

  وقال أَبُو حَنِيفَةَ: الغَرِيفُ: هو الغَيْقَةُ أَيضاً، قال أَبُو كَبِيرٍ الهُذَليُّ:

  يَأْوي إلى عُظْمِ الغَرِيفِ ونَبْلُه ... مِنِّي⁣(⁣٢) كما رَزَمَ العَيّارُ في الغُرُفِ

  أَو: الغَرِيفُ في بيت الأَعْشَى: الماءُ في الأَجَمَة نقله اللّيثُ، وأَبْطَلَه الأَزْهريُّ⁣(⁣٣).

  والغَرِيفُ: سَيْفُ زَيْدِ بنِ حارثَةَ الكَلْبيِّ رضيَ الله تعالَى عَنْهُ وفيه يَقُول:

  سَيْفي الغَرِيفُ وفَوْقَ جلْدِيَ نَثْرَةٌ ... من صُنْعِ داودٍ لها أَزْرارُ

  أَنْفي به مَنْ رامَ منْهُمْ فُرْقَةً ... وَبمِثْلِه قَدْ تُدْرَكُ الأَوْتارُ

  والغَرِيفُ: الشَّجَرُ الكَثيرُ المُلْتَفُّ من أيِّ شَجَرِ كانَ نَقَلَه الجَوْهَريُّ، وبه فُسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى، كالغَريفَة بالهاءِ عن ابن سيدَه.

  أَو الأَجَمَةُ من البَرْديِّ والحَلْفاءِ والقَصَب، قال أَبو حَنيفَةَ: وقد يَكُونُ من الضّالِ والسَّلَمِ وبه فُسِّرَ قولُ أَبِي كَبيرٍ الهُذَليِّ السّابقُ.

  وغَرِيف: عابدٌ يَمانيٌّ غَيْرُ مَنْسُوبٍ حَكَى عنه عَليُّ بنُ بَكَّارٍ.

  والغَرِيفُ بنُ الدَّيْلَميِّ: تابعيٌّ عن واثلَةَ بن الأَسْقَعِ، هكذا ذَكَرَه الحافِظُ في التَّبْصِير، وقَرَأْتُ في كتاب الثِّقات لابنِ حبّان ما نصُّه: «الغَرِيفُ بنُ عَيّاشٍ من أَهْل الشّامِ، يَرْوِي عن فَيْرُوزَ الدَّيْلَميِّ، وله صُحْبَةٌ، رَوَى عنه إِبْراهيمُ بنُ أَبي عَبْلَةَ» انْتَهى، فتَأَمَّل ذلك.

  والغَرِيفَةُ بهاءٍ: النَّعْلُ بلُغَة بني أَسَد، قالَه الجَوْهريُّ، قال شَمِرٌ: وطَيِّئٌ تَقُولُ ذلك.

  أَو الغَريفَةُ: النَّعْلُ الخَلَقُ قالَه اللِّحْيانِيُّ، وبه فُسِّر قولُ الطِّرِمّاحِ يَذْكُرُ مِشْفَرَ البَعير:

  خَرِيعَ النَّعْوِ مُضطَّرِبَ النواحي ... كأَخْلاقِ الغَريفَةِ ذِي غُضُونِ⁣(⁣٤)

  قال الصاغانيُّ: كذا وقع في النُّسَخِ «ذي غُضُون»، وَالرِّواية: «ذا غُضُون» منصوبٌ بما قبلَه، وهو قوله:

  تُمِرُّ على الوِراك إِذَا المَطايَا ... تَقايَسَت النِّجادَ من الوجِينِ

  وقيلَ: الغَريفَةُ في شعر الطِّرمّاحِ: جَلْدَةٌ من أَدَمٍ نَحْوُ شِبْرٍ فارغةٌ مرتَّبَةٌ في أَسْفَلِ قِرابِ السَّيْفِ تَذَبْذَبُ، وتَكُونُ مُفَرَّضَةً مُزَيَّنَةً وإِنما جَعَلَها خَلَقًا لنُعُومَتها.

  والغِرْيَفُ كحِذْيَمٍ: شَجَرٌ خَوّارٌ مثلُ الغَرَب، قاله أَبو نَصْرٍ.

  أَو البَرْديُّ نقله أَبو حَنيفَةَ، وبهما فُسِّرَ قَوْلُ حاتمٍ في صفَة نَخْلٍ:

  رِواءٌ يَسيلُ الماءُ تحتَ أُصولِه ... يَميلُ به غَيْلٌ بأَدْناهُ غِرْيَفُ

  وَقالَ أُحَيْحَةُ بنُ الجُلاحِ:

  يَزْخَرُ في حافاتِه مُغْدِقٌ ... بحافَتَيْهِ الشُّوعُ والغِرْيَفُ⁣(⁣٥)


(١) ويروى عجزه - كما في الصحاح -

ساق الرصاف إليه غديرًا

وَرواه ابن بري:

إذا خالط الماء منها السرورا

وَالسرير: ساق البردي.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: مني رزم الخ هكذا في النسخ وأورده في اللسان هكذا:

كسوام دبر الخشرم المتثور»

وَمثله في ديوان الهذليين ٢/ ١٠٢.

(٣) زيد في التهذيب: والغريف: الأجمة نفسها بما فيها من شجرها.

(٤) التهذيب برواية «ذا غصون» بالصاد المهملة.

(٥) الصحاح برواية:

مغرورف أسبل جبّارة