تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قلهف]:

صفحة 445 - الجزء 12

  الجَوْهَريُّ، والكسرُ عن ابنِ عَبّادٍ: الكَبِيرُ الأَنْفِ كما في الصِّحاح⁣(⁣١).

  وقال ابنُ عَبّادٍ: القُنافُ: الضَّخْم اللِّحْيَةِ.

  وقِيلَ: هو الطَّوِيلُ الغَلِيظُ الجِسْمِ، قال: والكسرُ لغةٌ فيه.

  قال: والقُنافُ: الفَيْشَلَةُ الضَّخْمَةُ وهي الحشَفَةُ كالقُنافيِّ بالضَّمِّ⁣(⁣٢)، عن أَبي عَمْرٍو في كتابِ الجِيمِ، وهو الرَّجُلَ العَظِيمُ، وقال غيرُه: هو العظِيمُ الرّأْسِ واللِّحْيَةِ.

  وقَبِيصةُ بنُ هُلْب واسمُه يزِيدُ بن قُنافَةَ الطّائِيُّ، كثُمامَةَ، هو وأَبُوه هُلْبٌ: مُحَدِّثانِ وهو يَرْوِي عن أَبِيه هُلْبٍ، وهُلْبٌ له صُحْبَةٌ، فقَبيصَةُ من التّابِعِينَ، عِدادُه في أَهلِ الكُوفَةِ، روى عنه سِماكُ بنُ حَرْبٍ، ذكَرَه ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ، فكانَ يَنْبغِي للمُصَنِّفِ أَن يُشِيرَ إلى ذلِكَ على عادَتِه.

  والأَقْنَفُ: الأَبيضُ القَفا من الخَيْلِ نَقلَه الجَوْهَريُّ، زادَ غيرُه: ولونُ سائِرِه ما كان، والمَصْدَرُ القَنَفُ.

  والقَنَفُ، محرَّكَةً: صِغَرُ الأُذُنَيْنِ وغِلَظُهُما كما في الصِّحاحِ، زادَ ابنُ دُرَيْدٍ: ولُصُوقُهما بالرَّأْسِ وقِيلَ: عِظَمُ الأُذُنِ وانْقِلابُها، والرَّجُلُ أَقْنَفُ، والمَرْأَةُ قَنْفاءُ، وقِيلَ: انْتِشارُهُما وإِقبالُهُما على الرَّأْسِ، وقيلَ: انْثِناءُ أَطْرافِهِما على ظاهِرِهِما.

  وقال أَبو عَمْرٍو: القَنَفُ: البياضُ الَّذِي عَلى جُرْدانِ الحِمارِ.

  وقال اللَّيْثُ: القَنْفاءُ من آذانِ المِعْزَى: هي الغَلِيظَةُ، كأَنَّها رأَسُ نَعْل مخْصُوفَة.

  والقَنْفاءُ مِنّا: ما لَا أُطُرَ لها.

  ومن المَجازِ الكَمَرَةُ القَنْفاءُ: هي العَظِيمَةُ على التَّشْبِيهِ، أَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ:

  وأُمُّ مَثْوايَ تُذَرِّي لِمَّتِي ... وتَغْمِزُ القَنْفاءَ ذاتَ الفَرْوةِ

  قال ابنُ بَرِّي: وهذا الرَّجزُ ذكَرَه الجَوْهَريّ، «وتَمْسَحُ القنفاءَ»، وصوابُه «وتَغْمِزُ القَنْفاءَ» قال: وفَسَّرَه الجَوْهَرِيُّ بأَنّه، الذَّكَرُ، قال ابنُ بَرِّيّ: والقَنْفاءُ: ليست من أَسْماءِ الذَّكَرِ، وإِنَّما هي مِن أَسْماءِ الكَمَرَةِ، وهي الحَشَفَةُ والفَيْشَةُ وَالفَيْشَلَةُ، ويُقالُ لَها: ذاتُ الحُوقِ، والحُوقُ: إِطارُها المُطِيفُ بها، ومنه قَوْلُ الرّاجِزِ:

  غَمْزَكَ بالقَنْفاءِ ذاتِ الحُوقِ ... بين سِماطَيْ رَكَبٍ مَحْلُوقِ

  ويُروَى أَنّه كانَ وفي العُبابِ كانَتْ لهَمّامِ بنِ مُرَّةَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ ثَلاثُ بناتٍ، فأَبَى أَنْ يُزَوِّجَهُنَّ⁣(⁣٣) وفي العُباب: فآلَى أَلّا يُزَوِّجَهُنَّ أَبَداً فلما عَنَسْنَ وطالت بهنّ العُزُوبَةُ واغْتَلَمْنَ، قالَتْ إِحداهُنَّ بَيْتاً، وأَسْمَعَتْه إِيّاهُ مُتَجاهِلَةً أي: كأَنّها لا تَعْلَمُ أَنَّه يَسْمعُ ذلك:

  أَهمّامَ بن مُرَّةَ إنَّ همِّي ... لَفي الّلائِي يَكُونُ⁣(⁣٤) مع الرِّجالِ

  فأَعْطاها سَيْفاً، فقَالَ: هَذَا يَكُونُ مع الرِّجالِ، فقالت أُخْرَى وهي التي تَلِيها: ما صَنَعْتِ شَيْئاً، ولكِنِّي أَقُولُ:

  أَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ إنَّ هَمِّي ... لَفي قَنْفاءَ مُشْرِفَةِ القَذالِ

  فقَالَ: وما قْنفاءُ؟ تُرِيدِينَ معْزَى؟⁣(⁣٥) فقالَت الصُّغْرَى: ما صَنَعْتُما شَيْئاً، ولكِنِّي أَقُولُ:

  أَهَمّامَ بنَ مُرَّةَ إنَّ هَمِّي ... لَفي عَرْدٍ أسُدُّ بِهِ مَبالِي

  فقَالَ: أَخْزاكُنَّ الله، فَزَوَّجَهُنَّ هكَذا أَورَدَها الليْثَ، وَحَكاها أَبو عُبَيْدَةَ، وفيها تَقْدِيمٌ وتَأْخِيرٌ وتَبْدِيلٌ في روايِة بعضِ الأَبْياتِ، وأَورَدَها المُبَرِّدُ في الكامِلِ على أَنَّها بِنْتٌ⁣(⁣٦) واحِدَةٌ، وفيهِ في البيتِ الأولِ: «حَنَّ قَلْبِي إلى» بَدَلَ: «إنَّ هَمِّي لَفي» وكذا في سائِر البُيُوتِ، فقَالَ لَها: يا فَساقِ، أَرَدْتِ صَفِيحَةً ماضيةً، وفي البَيْتِ الثانِي: «إلى صَلْعاءَ»⁣(⁣٧) بدل «إلى قَنْفاءَ» فقَالَ لها: يا فَجارِ أَرَدْتِ بَيْضَةً،


(١) في الصحاح المطبوع ضبطت بالقلم بضمة وكسرة على القاف وفي اللسان: القُناف والقِناف.

(٢) ضبطت في التكملة بالقلم بالكسر.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «فآلى أن لا يُزَوِّجَهُنّ».

(٤) في الكامل للمبرد ٢/ ٨٩١ وأمالي القالي ٢/ ١٠٦ «يكنّ».

(٥) في أمالي القالي: «تصف فرساً».

(٦) في الكامل للمبرد: جارية.

(٧) عن المبرد وبالأصل «حلفاء».