تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل النون مع الفاء

صفحة 503 - الجزء 12

  ومُنْتَصَفُ النَّهارِ، وكُلِّ شَيْءٍ بفَتْحِ الصّادِ: وَسَطُه يُقالُ: أَتَيْتُه مُنْتَصَفَ النَّهارِ، والشَّهْرِ.

  وتَناصَفُوا: أَنْصَفَ بَعْضُهُم بَعْضاً من نَفْسِه، نقَلَه الجَوْهرِيُّ، وأَنْشَدَ قولَ ابنِ الرِّقاعِ:

  إِنِّي غَرِضْتُ إلى تَناصُفِ وَجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إلى الحَبِيبِ الغائِبِ⁣(⁣١)

  يَعْنِي اسْتِواءَ المَحاسِنِ، كأَنَّ بعضَ أَجْزاءِ الوَجْهِ أَنْصَفَ بَعْضاً في أَخْذِ القِسْطِ من الجَمالِ، وغَرِضْتُ: اشْتَقْتُ وقالَ غيرُه: مَعْناهُ خِدْمَةُ وَجْهِها بالنَّظَرِ إِليهِ، وقِيلَ: إلى مَحاسِنِه التي تَقَسَّمَت الحُسْنَ فَتناصَفَتْهُ: أي أَنْصَفَ بعضُها بَعْضاً، فاسْتَوَتْ فيهِ، وقال ابنُ الأَعرابِيِّ: تَناصُفُ وَجْهِها: مَحاسِنُها؛ أي أَنّها كُلَّها حَسَنَةٌ يُنْصِفُ بعضُها بَعْضاً، يُريدُ أنَّ أَعْضاءَها حَسَنَةٌ متساويةٌ في الجَمالِ والحُسْنِ، فكأَنَّ بعضَها أَنْصَفَ بعضاً، فتَناصَفَ.

  وناصَفَه مُناصَفَةً: قاسَمَه على النِّصْفِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وتَنَصَّفَ الرّجُلُ: خَدَمَ نَقَلَه الجَوهرِيُّ، وأَنشَدَ لحُرَقَةَ بنتِ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِرِ:

  فَأُفٍّ لدُنْيَا لا يَدُومُ نَعِيمُها ... تَقَلَّبُ تَاراتٍ بِنا وتَصَرَّفُ

  بَيْنَا⁣(⁣٢) نَسُوسُ النّاسَ والأَمْرُ أَمْرُنَا ... إذا نَحْنُ فِيهِم سُوقَةٌ نَتَنَصَّفُ

  قال الصّاغانِيُّ: والبَيْتُ مَخْرُومٌ.

  وَقالَ ابنُ بَرِّي: تَنَصَّفْتُه: خَدَمْتُه وعَبَدْتُه، وأَنْشَدَ:

  فإِنَّ الإِلهَ تَنَصَّفْتُه ... بأَنْ لا أَعُقُّ وأن لا أَحُوبَا

  وتَنَصَّفَ فُلانًا: اسْتَخْدَمَه فَهُو ضِدٌّ وعِبارةُ العُبابِ: تَنَصَّفَ: خَدَمَ، وتَنَصَّفَه: اسْتَخْدَمَه، فتَنَصَّفَ لازِمٌ مُتَعَدٍّ، وَلم يَذْكُر الضِّدِّيَّةَ، فتَأَمَّلْ، ويُرْوَى قولُ الحُرَقَةِ بفَتْحِ النُّونِ وَبِضَمِّها؛ فبالفَتْحِ: أي نَخْدُم، وبالضمِّ: أي نُسْتَخْدَمُ.

  وتَنَصَّفَ زَيْداً: طَلَبَ ما عِنْدَه عن ابنِ عَبّادٍ. وتَنَصَّفَ فُلانًا: خَضَعَ له عن ابنِ عَبّادٍ أَيضاً.

  وتَنَصَّفَ السُّلْطانَ: سَأَلَه أَنْ يُنْصِفَه، كاسْتَنْصَفَه.

  وتَنَصَّفَ الشَّيْبُ إِيّاهُ: عَمَّهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

  وقال الفَرّاءُ: تَنَصَّفْناكَ بَيْنَنا: أي جَعَلْناكَ بَيْنَنا.

  والمَناصِفُ: أَوْدِيَةٌ صِغارٌ⁣(⁣٣).

  و: اسْمُ ع بعَيْنِه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  قال اليَزِيدِيُّ: نَصَفَ الماءُ البِئْرَ والحُبَّ والكُوزَ، وهو يَنْصُفُه نَصْفاً ونُصُوفاً، وقد أَنْصَفَ الماءُ الحُبَّ إِنْصافاً، وَكذلِكَ الكُوزَ: إذا بَلَغَ نِصْفَه، فإِنْ كُنْتَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِهِ قُلْتَ: أَنصَفْتُ الماءَ الحُبَّ والكُوزَ.

  وَتَقُول: أَنْصَفَ الشيبُ رَأْسَه، ونَصَّفَ تَنْصِيفاً.

  وَإذا بَلَغْتَ نِصْفَ السِّنِّ قلتَ: قد أَنْصَفْتُه، ونَصَّفْتُه، إِنْصافاً وتَنْصِيفاً.

  وَالمُناصِفُ، بالضَّمِّ: البُسْرُ رَطَّبَ نِصْفُه، لغةٌ يَمانِيَّةٌ.

  وَمَنْصَفُ القَوْسِ، والوَتَرِ: مَوْضِعُ النِّصْفِ منهما.

  وَالمَنْصَفُ: المَوْضِعُ الوَسَطُ بينَ المَوْضِعَيْنِ.

  وَنَصَّفَ النَّهارُ تَنْصِيفاً: انْتَصَفَ قالَ العَجّاجُ:

  حَتَّى إذا اللَّيلُ التَّمامُ نَصَّفَا

  وَقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: إنَّ فُلانَةَ لعَلَى نَصَفِها، مُحَرَّكَةً: أي نِصْفِ شَبابِها.

  وَنَصَّفَ الرَّجُلُ تَنْصِيفاً: صارَ كَهْلاً، كأَنَّه بَلَغَ نصفَ عُمُرِه.

  وَالنَّصِيفُ، كأَمِيرٍ: الخادِمُ.

  وَتَنَصَّفَه: طَلَبَ مَعْرُوفَه، قال:

  فإِنّ الإِلَه تَنَصَّفْتُه ... بأَن لا أَخُونَ وأَنْ لا أُخانَا

  وَقيلَ: تَنَصَّفْتُه: أَطَعْتُه، وانْقَدْتُ له.

  وَرَجُلٌ مُتَناصِفٌ: مُتَساوي المَحاسِنِ.


(١) البيت في التهذيب واللسان ونسباه لابن هرمة.

(٢) في الصحاح واللسان: «فبينا نسوس» والمثبت كرواية التكملة، ونص فيها على ضم نون «نتنصف».

(٣) في معجم البلدان: وادٍ أو أودية صغار.