تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وعف]:

صفحة 526 - الجزء 12

  السَّنَةِ والزَّمان المُعَيَّنِ، كما في شُرُوح الشِّفاءِ مِن طَعامٍ، أَو رِزْقٍ كما في الصِّحاحِ، زادَ غيرُه ونحْوِه كشَرابٍ، أو عَلَف للدّابَّةِ، يُقال: له وَظِيفَةٌ من رِزْقٍ وعَلَيْهِ كُلَّ يومٍ وظيفةٌ من عَمَلٍ.

  قال شَيْخُنا: ويَبْقَى النَّظَرُ: هَلْ هُوَ عَرَبِيٌّ أو مُوَلَّد؟ وَالأَظْهَرُ عِنْدِي الثّانِي.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: الوَظِيفَةُ: العَهْدُ والشَّرْطُ، ج: وَظائِفُ، ووُظُفٌ، بضَمَّتَيْنِ.

  والتَّوْظِيفُ: تَعْيِينُ الوَظِيفَةِ يُقالُ: وَظَّفْتُ عَلَى الصَّبيِّ كُلَّ يَوْمٍ حِفْظَ آياتٍ من كِتابِ الله ø.

  وَيُقالُ: وَظَّفَ عَلَيه العَمَلَ، وهو مُوَظَّفٌ عَلَيه.

  وَوَظَّفَ له الرِّزْقَ، ولدَابَّتِه العَلَفَ.

  قلتُ: ويُعَبَّرُ الآنَ في زَمانِنا بالجِرَايَةِ والعَلِيقَةِ.

  وقال ابنُ عَبّادٍ: المُواظَفَةُ: مثلُ المُوافَقَة، والمُوَازَرَة، وَالمُلازَمَة يُقال: واظَفْتُ فُلانًا إلى القَاضِي: إذا لازَمْتَه عِنْدَه.

  واستَوْظَفَه: اسْتَوْعَبَه ومنه قَوْلُ الإمام الشّافِعِيِّ | - في كِتابِ الصَّيْدِ والذَّبائِح -: «إِذا ذَبَحْتَ ذَبِيحَةً فاسْتَوْظِفَ قَطْعَ الحُلْقُومِ والمَرِيءِ والوَدَجَيْنِ» أي: اسْتَوْعِبْ ذلِكَ كُلَّه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  وَظَفَ الشَّيْءَ على نَفْسِه وَظْفاً: أَلْزَمَها إِيّاهُ⁣(⁣١).

  وَيُقال: للدُّنْيا وظائِفُ ووُظُفٌ؛ أي: نُوَبٌ ودُوَلٌ، وأَنشَدَ اللَّيْثُ:

  أَبْقَتْ لَنا وَقَعاتُ الدَّهْرِ مَكْرُمَةً ... ما هَبَّت الرِّيحُ والدُّنْيا لَها وُظُفُ

  أي: دُوَلٌ ونُوَبٌ، وهو مَجازٌ، وفي التَّهْذِيبِ: هي شِبْهُ الدُّوَلِ، مَرَّةً لهؤلاءِ، ومَرَّةً لهؤُلاءِ، جَمْعُ الوَظِيفَةِ.

  [وعف]: الوَعْفُ أَهمَلَه الجَوْهَرَيُّ، وقال ابنُ دُرَيْدٍ: هو كُلُّ مَوْضِعٍ من الأَرْضِ فيه غِلَظٌ يَسْتَنْقِعُ فيه الماءُ، ج: وِعافٌ بالكَسْرِ.

  وقال ابنُ الأَعْرابيِّ: الوُعُوفُ بالضمِّ: ضَعْفُ البَصَرِ قال الأَزْهَرِيُّ: هكَذا جاءَ بِهِ في بابِ العَيْنِ، وذَكَرَ معه العُوُوف، وأَمّا أَبو عُبَيْد فإِنَّه ذَكَر عن أَصحابِه الوَغْفَ، بالغينِ المعجمةِ، ضَعْفُ البَصَرِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَوْعَفَ الرَّجُلُ: إذا ضَعُفَ بَصَرُه، عن ابنِ الأَعرابِيِّ، لُغَةٌ في أَوْغَفَ بالمُعْجَمَةِ.

  [وغف]: الوَغْفُ: قِطْعَةٌ من أَدَمٍ أو كِساءٍ تُشَدُّ على بَطْنِ العَتُودِ أو التَّيْسِ؛ لِئَلّا يَشْرَبَ بَوْلَه، أو يَنْزُوَ نقلَه ابنُ دُرَيْدٍ⁣(⁣٢).

  والوَغْفُ: ضَعْفُ البَصَرِ نقله الجَوْهَرِيُّ، وهو قولُ أَبي عُبَيْدٍ، كالوُغُوفِ بالضمِّ، عن ابن الأَعْرابِيِّ، وقالَ الأَزْهَرِيُّ: رأَيْتُ بخَطِّ الإِيادِيِّ في الوَغْفِ⁣(⁣٣) قال - في كِتاب أَبي عَمْرٍو الشَّيْبانِيّ لأَبِي سَعْدٍ المَعْنِيِّ -:

  لعَيْنَيْكَ وَغْفٌ إذ رَأَيْتَ ابنَ مَرْثَدِ ... يُقَسْبِرُها بفُرْقُمٍ يتَزَبَّدُ

  ووَغَفَ يَغِفُ وَغْفاً: أَسْرَعَ وعَدَا.

  وقال أَبُو عَمْرٍو: أَوْغَفَت المَرْأَةُ: إذا ارْتَهَزَتْ عِنْدَ الجِماعِ تَحْتَ الرَّجُلِ وأَنشَدَ:

  لَمّا دَحاهَا⁣(⁣٤) بمِتَلٍّ كالصَّقْبْ ... وأَوْغَفَتْ لِذاكَ إِيغافَ الكَلْبْ

  بما يُدِيمُ الحُبَّ مِنْه في القَلْبْ⁣(⁣٣)

  وأَوْغَفَ الرَّجُلُ: عَدَا وأَسْرَعَ مثلُ وَغَفَ، قال العَجّاجُ يذكُرُ الكِلاب والثَّوْرَ:

  وأَوْغَفَتْ شَوارِعاً وأَوْغَفَا ... مِيلَيْنِ ثُمَّ أَزْحَفَتْ وأَزْحَفَا


(١) تقدم في مادة وطف عن ابن الأعرابي نفس العبارة بالطاء، قال هناك: ولم يفسره.

(٢) انظر الجمهرة ٣/ ١٤٨.

(٣) عن اللسان وبالأصل «الوقف».

(٤) الرجز لربعي الدبيري كما في اللسان، وفي التهذيب والتكملة برواية «لما رجاها» بدلاً من «دحاها» وفي التهذيب واللسان «لما يديم» بدلا من «بما يديم».