تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الباء مع القاف

صفحة 34 - الجزء 13

  وحَكَى أَبو نَصْرٍ: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا لَمَعَ* بسَيْفه.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: أَبْرَقَ عن الأَمْر: إِذا تَرَكَهُ يَقُولُونَ: لَئِنْ أَبْرَقْتَ عَنْ هذا الأَمْرِ وإِلّا فَعَلْتُ كذا وكذا، أَي: لَئِنْ تَرَكْتَهُ.

  قالَ: وأَبْرَقَت المرأَةُ عن وَجْهها: إِذا أَبْرَزَتْهُ ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ؛ بوَجْهِهَا وسائِرِ جِسْمِها: إِذا تَحَسَّنَتْ، وقد تَقَدَّم.

  وأَبْرَقَ الصَّيْد: أَثارهُ.

  وأَبْرَقَ المُضحِّي: إِذا ضحَّى بالشَّاة البَرْقاء ومنه الحَدِيث: «أَبْرِقُوا فإِنَّ دَمَ عَفْراءَ أَزْكَى عندَ الله من دَمِ سَوْداوَيْنِ» أَي: ضَحُّوا بالبَرْقاءِ: أَي الشّاةِ التي يَشُقُّ صُوفها الأَبْيَض طاقاتُ سُودٌ وقِيلَ: مَعْنَى الحَدِيثِ: اطْلُبُوا الدَّسَمَ والسِّمَنَ، مِن بَرَقْتُ له: إِذا دَسَّمْتَ طَعامَه بالسَّمْنِ.

  وبرَّق بَصَرَه: لَأْلَأَ به.

  وقالَ اللَّيْثُ: بَرَّقَ عَيْنَيْهِ تَبْرِيقاً: إِذا وسَّعَهُما، وأَحَدَّ النَّظَر قال أَعْرابِيٌّ في المُعاتَبَة بينَه وبينَ أَهْلِه:

  فعَلِقَتْ بكَفِّها تَصْفِيقَا ... وطَفِقَتْ بِعَيْنِها تَبْرِيقَا

  نَحْوَ الأَمِيرِ تَبْتَغِي تَطْلِيقَا

  وقالَ المُؤَرِّجُ: بَرَّقَ فُلانٌ تَبْرِيقاً: إِذا سافَرَ سَفَراً بَعِيداً.

  قال: وبَرَّقَ مَنْزِلَه أَي: زَوَّقَهُ وَزَيَّنَهُ.

  قالَ: وبَرَّقَ في المَعاصِي: إِذا لَجَّ فِيها.

  وبَرَّقَ بي الأَمْرُ أَي: أَعْيَا عَلَيَّ.

  وقال ابنُ الأَعْرابِيِّ: بَرَّقَ: إِذا لَوَّحَ بشيءٍ ليسَ له مِصْداقٌ، تَقولُ العَرَب: بَرَّقْتَ وعَرَّقْتَ، أَي: لَوَّحْتَ بشيءٍ ليس له مِصْداقٌ، وعَرَّقْتَ، أَي: قَلَّلْتَ.

  والبُرْقُوقُ بالضمِّ: إِجّاصٌ صِغارٌ ويُعْرَفُ بالشام بجابزك⁣(⁣١) وقِيلَ: هو المِشْمِشُ، مُوَلَّدةٌ وبه سُمِّيَ المَلِكُ الظاهرُ سُلْطانُ مِصْرَ المُتَوَفَّى سنة ٨٠١.

  * ومما يُسْتَدرَك عليه: البُرْقَة، بالضَّمِّ: المِقْدارُ من البَرْقِ، وقُرِئَ: يَكادُ سَنا بُرَقِهِ⁣(⁣٢) فهذا لا مَحالَةَ جَمْعُ بُرْقَةٍ.

  وسَحابَةٌ بَرّاقَةٌ: كبارِقَةٍ.

  وأَبْرَقُوا: دَخَلُوا في البَرْقِ.

  وأَبْرَقُوا البَرْقَ: رَأَوْهُ، قالَ طُفَيْلٌ:

  ظَعائِنُ أَبْرَقْنَ الخَرِيفَ وشِمْنَه ... وخِفْنَ الهُمامَ أَنْ تُقادَ قَنابِلُهْ

  قال الفارِسِيُّ: أَرادَ أَبْرَقْنَ بَرْقَهُ.

  ويُقال: أَبْرَقَ الرَّجُلُ: إِذا أَمَّ البَرْقَ أَيْ: قَصَدَهُ.

  ويُقالُ: بَرَقَ: إِذا طَلَبَ.

  وبَرْقُ خُلَّبٍ، بالإِضافَةِ، وبَرْقٌ خُلَّبٌ، بالصِّفَةِ، وهذا الَّذِي لَيْسَ فيه مَطَرٌ.

  واسْتَبْرَقَ المَكانُ: لمعَ بالبَرْقِ، قال الشّاعِرُ:

  يَسْتَبْرِقُ الأُفُقُ الأَقْصَى إِذا ابْتَسَمَتْ ... لَمْعَ السُّيُوفِ سِوَى أَغْمادِها القُضُبِ

  وفي صِفَةِ أَبي إِدْرِيس: «دَخَلْتُ، مَسْجِدَ دِمَشْقَ، فإِذَا فَتىً بَرّاقُ الثَّنايا» وصَفَ ثَناياهُ بالحُسْنِ والضِّياءِ⁣(⁣٣)، وأَنَّها تَلْمَعُ كالبَرْقِ، أَرادَ صِفَةَ وَجْهِه بالبِشْرِ والطَّلاقَةِ.

  وأَبْرَقَه الفَزَعُ.

  ورَجُلٌ بَرُوقٌ: جَبانٌ.

  والبُرْقُ، بالضمِّ: العَيْنُ المُنْفَتِحَةُ، رواه ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ.

  وبَرِقَتْ قدَماه، كفَرِحَ: ضَعُفَتا، وهو من قَوْلِهم: بَرِقَ بَصَرُه، أَي: ضَعُفَ.

  وتُجْمَعُ البُرْقَةُ بالضمِّ على بِراقٍ بالكسرِ، وبُرَقٍ كصُرَدٍ.

  ويُقال: قُنْفُذُ بُرْقَةٍ، كما يُقال: ضَبُّ كُدْيَةٍ.

  وعَيْنٌ بَرْقاءُ: سَوْداءُ الحَدَقةِ مع بَياضِ الشَّحْمَةِ، وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ:


(*) بالقاموس: «أَلْمَعَ» بدل: «لَمَعَ».

(١) في تذكرة داود: برقوق صغار الإجاص بمصر، وبالمغرب المشمش.

(٢) سورة البقرة الآية ٤٣.

(٣) في النهاية: والصفاء.