تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الخاء مع القاف

صفحة 111 - الجزء 13

  غَداةَ الرُّعْنِ والخَرْقاءِ تَدْعُو ... وصَرَّحَ باطِلُ الظَّنِّ الكَذُوبِ⁣(⁣١)

  وعِذارُ بنُ خَرْقاءَ الكُوفِيُّ: مُحَدِّثٌ.

  ومالِكُ بنُ أَبِي الخَرْقاءِ: عُقَيْلِيٌّ وبِنْتُهُ كَرِيمَةُ بنتُ مالِكٍ، امرأَةُ عُبَيْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الله بنِ عَبْدِ المَدانِ.

  وفي المَثَل: «لا تَعْدَمُ الخَرْقاءُ عِلَّةً» يُضْرَبُ في النَّهْيِ عن المَعاذِيرِ، أَي: إِنَّ العِلَل كَثِيرَةٌ تُحْسِنُها الخَرْقاءُ فَضْلاً عن الكَيِّسِ والكَيِّسَةِ فلا تَتَشَبَّثُوا بِها، ولا تَرْضَوْا بها لأَنْفُسِكُم.

  وأَخْرَقَة: أَدْهَشَه نَقَله الجَوْهَرِيُّ.

  والتَّخْرِيقُ: التَّمْزِيقُ يكونُ في الثَّوْبِ وغيرِه.

  ومن المَجاز: التَّخْرِيقُ: المُبالَغَةُ في الخَرْقِ، أَي: كَثْرَة الكَذِبِ وقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ ونافِعٌ: وخَرَّقُوا له بَنِينَ وبَناتٍ⁣(⁣٢) بالتَّشْدِيدِ.

  والتَّخَرُّقُ: خَلْقُ الكَذِبِ واشْتِقاقُه، وهو مجازٌ أَيضاً.

  والتَّخَرُّقُ: مُطاوِعُ التَّخْرِيقِ، كالانْخِراقِ يُقال: خَرَقَه فانْخَرَقَ، وتَخَرَّقَ، ومنه الحَدِيثُ: «إِنَّ رَجُلاً أَتاهُ فقالَ: يا رَسُولَ اللهِ تَخَرَّقَتْ عَنّا الخُنُفُ⁣(⁣٣)، وأَحْرَقَ بُطُونَنا التَّمْرُ» وقولُ رُؤْبَةَ:

  يَكِلُّ وَفْدُ الرِّيحِ من حَيْثُ انْخَرَقْ

  أَي: من حَيْثُ صارَ خَرْقاً، أَي: مُتَّسَعاً.

  ومن المَجازِ: التَّخَرُّقُ: التَّوَسُّعُ في السَّخاءِ يُقال: هو مُتَخَرِّقُ الكَفِّ بالنَّوالِ، وأَنشَدَ ابنُ بَرِّيّ للأُبَيْرِدِ اليَرْبُوعِيِّ:

  فَتًى إِنْ هُو اسْتَغْنَى تَخَرَّقَ في الغِنَى ... وإِن عَضَّ دَهْرٌ لم يَضَعْ مَتْنَهُ الفَقْرُ

  ويُقال: رَجُلٌ مُتَخَرِّقُ السِّرْبالِ، ومُنْخَرِقُه: إِذا طالَ سَفَرُه فتَشَقَّقَتْ ثِيابُه⁣(⁣٤) واخْرَوْرَقَ. تَخَرَّقَ.

  قالَ ابنُ بَرِّيّ - عن أَبِي عَمْروٍ الشَّيْبانِيِّ -: والمُخْرَوْرِقُ: من يَدُورُ عَلَى الإِبِلِ فيَحْمِلُها على مَكْرُوهِها، نقله الصّاغانِيُّ عن ابْنِ عَبّادٍ، وفيهِ: ويَخِفُّ ويَتَصَرَّفُ وأَنشد أَبو عَمْرٍو:

  خَلْفَ المَطِيِّ رَجُلاً مُخْرَوْرِقَا ... لم يَعْدُ صَوْبَ دِرْعِه المُنَطَّقَا

  ومن المجازِ: اخْتَرَقَ الأَرْضَ: إِذا مَرَّ فيها عَرْضاً على غيرِ طَرِيقٍ.

  ومن المَجازِ: اخْتَرَقَ الكَذِبَ: مثل اخْتَلَقَه.

  ومُخْتَرقُ الرِّياحِ: مَهَبُّها ومَمَرُّها، قال رُؤْبَةُ:

  وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ ... مُشْتَبِهِ الأَعْلامِ لمّاعِ الخَفَقْ

  وأَبُو أُمَيَّةَ عبدُ الكَرِيمِ بنُ أَبِي المُخارِقِ قَيْسٍ البَصْرِيُّ المُعَلِّم: مُحَدِّثٌ من أَتْباعِ التابِعِين لَيِّنٌ وقال ابنُ الجَوْزِيِّ في كتاب الضُّعَفاءِ: رَوَى عن نافِعٍ والحَسَنِ ومُجاهِدٍ وعِكْرِمَةَ، رَمَاه أَيُّوبُ السِّخْتِيانِيُّ بالكَذِب، وقال: ليس هو بشَيْءٍ، وهو شَبِيهُ المَتْرُوكِ، وقال السَّعْدِيُّ: غيرُ ثِقَةٍ.

  * ومما يُسْتَدرك عليه:

  الخَرْقُ: الفُرْجَة، وجمعُه: خُرُوقٌ.

  خَرَقَه يَخْرِقُه، وخَرَّقَه، واخْتَرَقَه، فتَخَرَّقَ، وانْخَرَقَ، واخْرَوْرَقَ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الخَرْقُ⁣(⁣٥) يكونُ في الحائِطِ أَيْضاً، ويُقال: في ثَوْبِه خَرْقٌ، وهو في الأَصْلِ مَصْدَرٌ، ومنه قولهم: «اتَّسَعَ الخَرْقُ على الرّاقِعِ».

  والخَرْقُ أَيضاً: ما انْخَرَق من الشَّيْءِ وبانَ منه.

  وسَيْفٌ خارِقٌ: قاطِعٌ، وجمعُه: خُرُقٌ، بضمَّتَيْنِ.

  وانْخَرَقَتِ الرِّيحُ: هَبَّتْ على غيرِ اسْتِقامَةٍ، وهو مَجازٌ.

  والخِرْقُ، بالكسرِ: الكَريمُ من الرِّماحِ، قال ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ:


(١) اللسان لأسامة بن الحارث برواية: «باطن الظن» وفي مادة «رعن» باطل كالأصل. وندعو بالنون بدل التاء.

(٢) سورة الأنعام الآية ١٠٠ والقراءة: {وَخَرَقُوا} بالتخفيف. قال الفراء: معنى {خَرَقُوا}: افتعلوا ذلك كذباً وكفراً.

(٣) عن النهاية «خنف» وبالأصل «الجنف» بالجيم.

(٤) في التهذيب: ويقال للرجل المتمزق الثياب: منخرق السربال.

(٥) يعني الشقّ كما في التهذيب.