تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خلق]:

صفحة 120 - الجزء 13

  لَخاقِيقُ، ولم يَعْرِفْه إِلّا بالَّلام، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وقالَ غيرُه: الأَخاقِيقُ صَحِيحَةٌ، كما جاءَ في الحَدِيثِ، وهي الأَخادِيدُ، قالَ اللَّيْثُ: ومَنْ قالَ: اللُّخْقُوقُ فإِنَّما هُو غَلَطٌ من قِبَلِ الهَمْزَةِ مع لامِ المَعْرِفَة، قالَ الأَزْهَرِيُّ: وهي لُغَةُ بعضِ العَرَب، يتَكَلَّمُ بها أَهلُ المَدِينَةِ، وقِيلَ: الأَخاقِيقُ: كُسُورٌ في الأَرْضِ في مُنْعَرَجِ الجَبَلِ، وفي الأَرْضِ المُتَفَقِّرَةِ، وهيَ الأَوْدِيَة.

  كالخَقِّ وهو: شِبْهُ حُفْرةٍ غامِضَةٍ في الأَرْضِ، نَقَله ابنُ دُرَيْدٍ عن أَهْلِ اللُّغَةِ، قالَ: ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه ج: أَخْقاقٌ، وخُقُوقٌ، وقِيلَ: جمعُ الجَمْعِ أَخاقِيقُ وهو قَوْلُ الرِّياشِيِّ، ونَصُّه: واحِدُ الأَخاقِيقِ خُقّ، وجمعُ الخُقِّ: أَخْقاقٌ وخُقُوقٌ، والأَخاقِيقُ: جَمْعُ الجَمْع.

  وكتَبَ عبدُ المَلِكِ بْنُ مَرْوانَ إِلى عامِلٍ له⁣(⁣١): «أَمّا بَعْدُ.

  فلا تَدَعْ خَقًّا من الأَرْضِ ولا لَقًّا إِلّا سَوَّيْتَهُ وزَرَعْتَهُ»، ورواهُ ابنُ الأَنْبارِيِّ بإِسْنادِه أَنّه زَرَعَ كُلَّ حُقٍّ ولُقٍّ، بالحاءِ المُهْملة المَضْمُومةِ، قالَ: فالحُقُّ: الأَرْضُ المُطْمَئِنَّةُ، واللُّقُّ: المُرْتَفِعَةُ، وقد تَقَدَّمَ في مَوْضِعه.

  وخَقَّ الفَرْجُ يَخِقُّ خَقِيقاً: إِذا صَوَّتَ عند الجِماع.

  وخَقَّ القِدْرُ: غَلَى فصَوَّتَ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، والّذِي في العُبابِ واللِّسانِ: وخَقَّ القارُ، وما أَشْبَهَهُ، خَقًّا وخَقَقاً وخَقِيقاً: إِذا غَلَى فسُمِعَ له صَوْتٌ، قال الصّاغانِيُّ: وكَذلِكَ القِدْرُ، وبالغَيْنِ المُعْجَمةِ أَيْضاً، فإِنْ أَبْقَيْتَ لَفْظَةَ القِدْرِ فالصّوابُ: غَلَتْ فصَوَّتَتْ، وإِلّا فَهُو القارُ بدَلَ القِدْرِ.

  والخَقُوقُ: الأَتانُ الواسِعَةُ الدُّبُرِ عن اللَّيْثِ والَّتِي يُسْمَعُ صَوْتُ حَيائِها عند الجِماع من الهُزالِ والاسْتِرْخاءِ، وكذلِك كُلُّ أُنْثَى من الدَّوابِّ، وقد خَقَّتْ تَخِقُّ خَقِيقاً.

  وكذا المَرْأَةُ، كالخَقّاقَةِ فيهِما، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: وهو نَعْتٌ مَكْرُوهٌ.

  قالَ اللَّيْثُ: ويُقال في السِّبابِ: يا ابْنَ الخَقُوقِ، وقال الشّاعِرُ:

  لَوْ نِكْتَ مِنْهُنَّ خَقُوقاً عَرْدَا ... سَمِعْتَ رِزًّا ودَوِيًّا إِدَّا

  وأَخَقَّتِ البَكْرَةُ إِخْقَاقاً: إِذا اتَّسَعَ خَرْقُها عن المِحْوَرِ، واتَّسَعَتْ النَّعامَةُ عن مَوْضِعِ طَرَفِها من الزُّرْنُوقِ وقالَ أَبو زَيْد: إِذا اتَّسَعَتْ البَكْرَةُ، أو اتَّسَعَ خَرْقُها عنها، قِيلَ: أَخَقَّت إِخْقاقاً فانْخُسُوها نَخْساً، وهو أَنْ يَسُدَّ ما اتَّسَع مِنْها بخَشَبَةٍ أَو بحَجَرٍ، أَو بغَيْرِه.

  وأَخَقَّ الفَرْجُ فهو مُخِقٌّ، أَي: صَوَّتَ عندَ الجِماع وحِرٌّ مُخِقٌّ: مُصَوِّتٌ عندَ النَّخْج، قالَه اللَّيْثُ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الخِقاقُ، بالكسر: صَوْتٌ يَكونُ في ظَبْيَةِ الأُنْثَى من الخَيْلِ مِنْ رَخاوَةِ خِلْقَتِها، وارْتِفاعِ مُلْتَقاها، فإِذا تَحَرَّكَت لعَنَقٍ ونَحْوهِ احْتَشَت رَحِمُها الرِّيحَ، فصَوَّتَتْ، فذلِك الخِقاقُ، قالهُ أَبُو عُبَيْدَةَ في كِتابِ الخَيْلِ، قالَ: ويُقالُ للفَرَسِ من ذلِكَ: الخاقُّ.

  والخَقُوقُ، والخَقّاقةُ: الاسْتُ.

  والخَقِيقُ، والخَقْخَقَةُ: زُعاقُ قُنْبَ الدّابَّةِ.

  والخَقْخَقَةُ أَيضاً: صَوْتُ الفَرْجِ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: الخَقُّ: الغَدِيرُ إِذا يَبِسَ وتَقَلْفَعَ، وأَنْشَد:

  كأَنَّما يَمْشِينَ في خَقٍّ يَبَسْ⁣(⁣٢)

  وخَقْخَقَ القارُ والقِدْرُ: مثلُ خَقَّ.

  وخَقَّ السَّيْلُ في الأَرْضِ خَقًّا: إِذا حَفَر فِيها حَفْراً عَمِيقاً، عن ابْنِ شُمَيْلٍ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرابِيِّ: الخَقَقَةُ: الرَّكْواتُ المُتَلاحِماتُ.

  والخَقَقَةُ أَيضاً: الشُّقُوقُ الضَّيِّقَةُ.

  وفي النَّوادِرِ: يُقال: اسْتَخَقَّ الفَرَسُ، وأَخَقَّ، وامْتَخَضَ: إِذا اسْتَرْخَى سُرْمُه، يُقالُ ذلِكَ في الذَّكَرِ⁣(⁣٣).

  [خلق]: الخَلْقُ في كَلامِ العَرَبِ على وَجْهَيْنِ: الإِنشاءُ على مِثالٍ أَبْدَعَه، والآخَرُ: التَّقْدِيرُ. وكُلُّ شَيْءٍ خَلَقه اللهُ فهو مُبْتَدِئُه عَلَى غيرِ مِثالٍ سُبِقَ إِليه: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ


(١) في التهذيب: «إلى وكيل له على ضيعة له».

(٢) الجمهرة ١/ ٦٨.

(٣) ومما يستدرك أيضاً عن اللسان: والخَقوق والخَقَّاقة من الأْتن والنساء: الواسعة الدُّبُر.