تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع القاف

صفحة 169 - الجزء 13

  كُثْوَةَ، أَي: مُنْسَدٌّ إِحْلِيلُ خِلْفِها فتَحْلُبُ دَماً وبها رَفَقٌ، مُحَرَّكَةً، قالَ - في الأَخيرِ -: وهوَ حَرفٌ غَريبٌ، وقِيل: ناقَةٌ رَفِقَةٌ: إِذا وَرِمَ ضَرْعُها، وقيل: هي التي تُوضَعُ التَّوْدِيَةُ على إِحْلِيلِها فيَقْرَحُ.

  أَو الرَّفَقُ: فَسادٌ في الإِحْلِيلِ من سُوءِ حَلْبِ الحالِب، أَو تَرْكِ نَفْضِهِ إِيّاه، فيَرْتَدُّ اللَّبَنُ في الضَّرَّةِ، فيَعُودُ دَماً أَو خَرَطاً.

  والمِرْفاقُ من الجمال: ما يُصِيب مِرْفَقُه جَنْبَهُ.

  ومن النُّوقِ وفي العَينِ: من الإِبِل: ما إِذا صُرَّتْ أَوْجَعَها الصِّرارُ، وإِذا حُلِبَتْ خَرَجَ منها دَمٌ وهي الرَّفِقَةُ أَيضاً، كما تقدَّم، قاله اللَّيْثُ.

  وماءٌ رَفَقٌ، مُحَرَّكَةً وكذا: مَرْتَعٌ رَفَقٌ، أَي: سَهْلٌ.

  أَو ماءٌ رَفَقٌ، أَي: قَصِيرُ الرِّشاءِ ومَرْتَعٌ رَفَقٌ: ليس بكَثِيرٍ.

  ويُقال: طَلَبْتُ حاجَة فوجَدْتُها رَفَق البِغْيَةِ بالتَّحْرِيكِ: إِذا كانَتْ سَهْلَة.

  ورُفَيْقٌ، كزُبَيرٍ: ابنُ عُبَيْدٍ عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، وعنه مِرْداسُ بن مافَنّه وأَبو رافِقَةَ⁣(⁣١): مُحَدِّثانِ.

  والرّافِقَةُ: د مُتَّصِلُ البِناءِ بالرَّقَّةِ، وهِيَ على ضَفَّةِ الفُراتِ، قالَ ابنُ الأَثيرِ: تُعْرَفُ اليومَ بالرَّقَّةِ، كان محمّدُ بنُ خالِدِ بنِ⁣(⁣٢) جَبَلَة يَنْزِلُها، يُقال: إِنَّ البُخارِيَّ حدَّثَ عنه في الصَّحِيحِ، وقالَ اليَعْقُوبِيُّ: الرّافِقَةُ: مدينةٌ جانِبَ الرَّقَّةِ بناها المَنْصُورُ العَبّاسِيُّ، أَبو جَعْفَرٍ، وأَتَمَّها المَهْدِيُّ، ونَزَلها الرَّشِيدُ، مِنْها: مُعافَى بنُ مُدْرِكٍ عن أَيُّوبَ بنِ سَوادٍ.

  وقولُ شَيْخِنا: فالرَّافِقَةُ والرَّقَةُ بلدٌ واحدٌ لا بَلَدانِ كما يُتَوَهَّمُ من تَعْداد الاسْمِ واخْتِلافِه، فيه نظرٌ ظاهِرٌ.

  والرّافِقَةُ أَيضاً: ة، بالبَحْرَيْنِ.

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: يُقال: أَوْلَى فُلانٌ فُلاناً رافِقَةً⁣(⁣٣)، وهو الرِّفْقُ واللُّطْفُ وحُسْنُ الصَّنِيعِ. وحَكَى أَبو زَيْدٍ: أَرْفَقَهُ أَي: رَفَقَ به، ويُقالُ أَيضاً: أَرْفَقَه، أَي: نَفَعَهُ وهو مَجازٌ.

  ويُقال: شاةٌ مُرَفَّقَةٌ، كمُعَظَّمَةٍ أَي: يَداها بَيْضاوانِ إِلى مِرْفَقَيْها نقله الصّاغانِيُّ.

  وارْتَفَق الرَّجُلُ: اتَّكَأَ على مِرْفَقِ يَدِه ومنه الحَدِيثُ: «هو الأَبْيَضُ المُرْتَفِقُ».

  وباتَ فُلانٌ مُرْتَفِقاً: أَي مُتَّكِئاً على مِرْفَقِ يَدِه، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَعْشَى باهِلَةَ:

  فبِتُّ مُرْتَفِقاً والعَيْنُ ساهِرَةٌ ... كأَنَّ نَوْمِي عَلَيَّ اللَّيْلَ مَحْجُورُ

  أَو ارْتَفَقَ: إِذا اتَّكَأَ على المِخَدَّةِ.

  ومنه حَدِيثُ ابنِ ذِي يَزَنَ:

  فاشْرَبْ هَنِيئاً عَلَيْكَ التّاجُ مُرْتَفِقاً

  وارْتَفَق: إِذا امْتَلَأَ.

  ومِنهُ المُرْتَفِقُ من القِيعانِ، وهو: الواقِفُ الثّابِتُ الدّائِمُ كَرَبَ أَنْ يَمْتَلِئَ، أَو امْتَلَأَ، قاله شَمِرٌ عن ابنِ الأَعرابِيِّ، وبه فَسَّرَ بيتَ عَبِيدِ بنِ الأَبْرصِ:

  فأَصْبَحَ الرَّوْضُ والقِيعانُ مُتْرَعَةً ... مِنْ بينِ مُرْتَفِقٍ منها ومُنْصاحِ⁣(⁣٤)

  وفَسَّرَ المُنْصاحَ بالفائضِ الجارِي على الأَرْضِ، ورَواه أَبو عُبَيْدٍ: «من بينِ مُرْتَتِقٍ» وقد تَقَدَّم في «ر ت ق».

  وتَرَفَّقَ به بمعنى: رَفَقَ وأَرْفَقَ.

  ورافَقَهُ مُرافَقَةً، ورِفاقاً: صارَ رَفِيقَهُ في السَّفَرِ والمَسِيرَةِ.

  وتَرافَقا في السَّفَرِ: صارَا رُفقاءَ.

  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:

  يُقال: هذا الأَمرُ رَفِيقٌ بكَ، ورافِقٌ بكَ، ورافِقٌ عليكَ، أَي: نافِعٌ، نَقَلَه اللَّيْثُ. وأَنْشَدَ:

  فبعضَ هذا الوَجْء يا عَجْرَدٌ ... ماذا عَلَى قومِكَ بالرّافِقِ؟

  وهو مَجازٌ، وكَذا قولُهم: هذا أَرْفَقُ بكَ، أَي: أَنْفَعُ.


(١) في القاموس: أبو رُفَيْق.

(٢) في معجم البلدان: بجيلة.

(٣) في الجمهرة ٢/ ٣٩٨ رافقة ومِرْفَقاً.

(٤) تقدم في مادة رتق منسوباً لأوس بن حجر، وهو في ديوانيهما.