تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رقق]:

صفحة 171 - الجزء 13

  وبينَ حَرّانَ ثَلاثَةُ أَيّام، وهي واسِطَةُ دِيارِ رَبِيعَةَ قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيّاتِ:

  أَهْلاً وَسَهْلاً بمَنْ أَتاكَ مِنَ الرَّ ... قةِ يَسْرِي إِلَيْكَ في سُحُبهْ⁣(⁣١)

  والرَّقَّةُ: بَلَدٌ آخرُ غرْبِيَّ بَغْدادَ يُعْرَفُ برَقَّةِ واسِطَ.

  والرَّقَّةُ: ة كبِيرَةٌ أَسْفَلَ منها بفَرْسَخٍ تُعْرَفُ بالرَّقَّةِ السَّوْداءِ.

  والرَّقَّةُ أَيضاً: د، بقُومِسْتانَ.

  والرَّقَّةُ: موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ، صُغْرَى وكُبْرَى.

  والرَّقّتانِ: الرَّقَّةُ والرّافِقَةُ قال شَيْخُنا: وقد مَرَّ له في «رفق» أَنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ، وكلامُه هنا كالمُنافِي لذلِك، فتَأَمَّلْ.

  قلتُ: لا مُنافاةَ، والصَّحِيحُ أَنَّهما بَلْدَتانِ لا واحِدَةٌ، كما صَرَّحَ به ابن الأَثِيرِ واليَعْقُوبِيُّ وابنُ السَّمْعانِيِّ، وتَقَدَّمَت الإِشارَةُ إِليه.

  والرِّقَّةُ، بالكَسْرِ: الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيثُ: «اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ» فإِنها رَحْمَةٌ ويُقالُ: رَقَّ لَه قَلْبُه، وفي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ: «مَنْ رَق لوالِدَيْهِ أَلْقَى اللهُ عليه مَحَبَّتَه» وقد رَقَقْتُ له أَرِقُّ أَي: رَحِمْتُه.

  والرِّقَّةُ: الاسْتِحْياءُ يُقال: رَقَّ وَجْهُه: اسْتَحْيا، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ:

  إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيئَةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم تَرقَّ عُيونُها

  أَي: لم تَسْتَحْيِ.

  والرِّقَّةُ أَيضاً: الدِّقَّةُ ومنه حَدِيثُ عُثْمانَ ¥: «الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمِي، فاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ⁣(⁣٢) ولا مَلُومٍ»، ورِقَّةُ القَلْبِ مِنْ هذا. وقال المَناوِيُّ في التَّوْقِيفِ: الرِّقَّةُ، كالدِّقَّةِ، لكنَّ الدِّقَّةَ يُقالُ: اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءِ، والرِّقَّةُ: اعْتِباراً بعُمْقِه، فمَتَى كانَت الدِّقَّةُ في جِسْمٍ يُضادُّها الصَّفاقَةُ، نحو: ثَوْبٌ رَقِيقٌ وصَفِيقٌ، ومتى كانت في نَفْسٍ يُضادُّها الجَفْوَةُ والقَسْوَةُ، يقال: زَيْدٌ رَقِيقُ القَلْبِ وقاسِيه.

  وقد رَقَّ الشّيْءُ يَرِقُّ رِقَّةً فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ، كغُرابٍ وهي رَقِيقَةٌ ورُقاقَةٌ، قال:

  من ناقَةٍ خَوّارَةٍ رَقِيقَهْ⁣(⁣٣) ... تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ

  ويُشَدَّدُ كرُمّانٍ.

  ويُقال: مَشَى البَعِيرُ مَشْياً رُقاقاً، كغُرابٍ: إِذا رَقّقَ المَشْيَ أَي: مَشَى مَشْياً سَهْلاً، وهو مَجازٌ، قال ذُو الرُّمَّةِ:

  باقٍ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفَقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وإِنْ تَخْرُقْ به يَخِدِ

  والرَّقاقُ كسَحابٍ: الصَّحْراءُ المُتَّسِعَةُ اللَّيِّنَةُ التُّرابِ.

  وقِيلَ: الأَرْضُ السَّهْلَةُ المُنْبَسِطَةُ المُسْتَويَةُ اللَّيِّنَةُ التُّرابِ تَحْتَهُ صَلابَةٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ - لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنْصارِيِّ -:

  رَقاقُها ضَرِمٌ وجَرْيُها خَذِمٌ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ

  يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كما تَضْطرِمُ النّارُ، فيَثُور عُثانُها.

  أَو هي: ما نَضَبَ عنها الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمُّ، كالرَّقَّةِ بالفَتْحِ، كما تَقَدّم.

  أَو هي: اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ ¥:

  ورَقاقٍ⁣(⁣٤) عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحَرِيقِ الحَبَشِييِّنَ الزُّجَلْ

  وزادَ الأَصْمَعِيُّ: من غَيْر رَمْلٍ، وأَنْشَدَ للرّاجِز:


(١) في معجم البلدان: «في شجبه» وقبله فيه:

لم يصحُ هذا الفؤاد عن طربه ... وميله في الهوى وعن لعبه

(٢) بالأصل «عاجر» قال مصحح المطبوعة المصرية بهامشها «كذا بالأصل» والمثبت عن المطبوعة الكويتية.

(٣) قوله رقيقة: الناقة التي لا تغزر حتى تهن أنقاؤها وتضعف وترق.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ورقاق الخ كذا بالأصل» والبيت في ديوانه ط بيروت ص ١٣٩ وبالأصل «غصب ... كحريق الحبشين» والمثبت عن الديوان.