تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الراء مع القاف

صفحة 172 - الجزء 13

  ذَارِي الرَّقاقِ واثِب الجَرائِمِ

  أَي: يَذْرُو فِي الرَّقاق، ويَثِبُ في الجَراثِيمِ من الرَّمْلِ كالرُّقِّ، بالكَسْرِ، والضَّمِّ الكَسْرُ عن الأَصْمَعِيِّ والرَّقَقُ، مُحَرَّكَةً ومن الأَخِيرِ قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  كأَنَّها وَهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ ... من ذَرْوها شِبْراقُ شَدٍّ ذِي عَمَقْ

  ولكِنَّهُم صَرَّحُوا أَنَّه مَقْصُورٌ من الرَّقاقِ، وإِنَّما قَصَره لضَرُورَةِ الشِّعْرِ، فلا يَكُونُ لُغَةً مستَقِلَّةً، فتَأَمَّلْ.

  ويَوْمٌ رَقاقٌ كسَحابٍ: حارٌّ نَقَلَه الفَرّاءُ.

  والرُّقاقُ كغُراب: الخُبْزُ الرَّقِيقُ المُنْبَسِطُ، قالَ ثَعْلَبٌ: يقالُ: عندِي غُلامٌ يَخْبِزُ الغَلِيظَ والرَّقِيقَ، وإِن قُلْتَ: يخْبِزُ الجَرْدَقَ، قلتَ: والرُّقاقَ؛ لأَنَّهما اسمانِ الواحِدَةُ رُقاقَةٌ، ولا يُقالُ: رِقاقَةٌ بالكَسْرِ، فإِذا جُمِعَ قِيلَ: رِقاقٌ، بالكسرِ، والصَّحِيحُ أَنَّ الرِّقاق بالكَسْرِ جَمْعُ رَقِيقٍ، ككَرِيمٍ وكِرامٍ.

  والمِرْقاقُ: ما يُرَقُّ به الخُبْزُ يُقال: حَوِّرِ القُرْصَ بالمِرْقاقِ.

  والرُّقَّى، مثال رُبَّى من الشاةِ: شَحْمَةٌ من أَرَقِّ الشَّحْمِ لا يَأْتِي عليها أَحَدٌ إِلّا أَكَلَها، وفي المَثَلِ «وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ الرُّقَّى عَلَيْها المَأْتى» يَقُولُها الرَّجُلُ لصاحِبِه إِذا اسْتَضْعَفَه نَقَله الصّاغانِيُّ.

  والرَّقِيقُ: المَمْلُوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ، بالكَسْرِ، للواحِدِ والجَمْعِ فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُول، وقد يُطْلَقُ عَلَى الجَماعَةِ، كالرَّقِيقِ والخَلِيطِ، وقالَ اللَّيْثُ: الرِّقُّ: العُبُودَةُ، والرَّقِيقُ: العَبْدُ، ولا يُؤْخذُ منه على بناءِ الاسْمِ، وقد رَقَّ فُلانٌ، أَي: صارَ عَبْداً، وقال أَبو العَبّاسِ: سُمِّيَ العَبِيدُ رَقِيقاً لأَنَّهُم يَرِقُّونَ لمالِكِهم، ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُونَ. وقد يُجْمَعُ عَلَى رِقاقٍ هكذا في سائِر النُّسَخِ، والصَّوابُ عَلَى أَرِقّاءَ، كما في العُبابِ واللِّسانِ، ومنه الحَدِيثُ: «إِلّا بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من أَرِقّائِكُمْ» أَي: عَبِيدِكُم.

  وزادَ اللِّحْيانِيُّ: أَمَةٌ رَقِيقٌ ورَقِيقَةٌ، من إِماءٍ رَقائِقَ.

  وحَدَثُ الرِّقاقِ بالكسرِ: ع بالشّامِ.

  والرَّقِيقانِ: الحِضْنانِ قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ:

  أَصابَ رَقِيقَيْهِ بمَهْوٍ كأَنَّه ... شُعاعَةُ قَرْنِ الشَّمْسِ مُلْتَهِبُ النَّصْلِ

  والرَّقِيقانِ: الأَخْدَعانِ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: هما من المَنْخَرَيْنِ: ناحِيَتاهُما يَعْنِي نُخْرَتَيِ الأَنْفِ، وأَنشد:

  سالَ وقد مَسَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ

  وأَنْشَدَ أَيضَاً:

  ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدَى

  وقالَ غَيْرُه: رَقِيقُ الأَنْفِ: مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ من جانِبِه.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: الرَّقِيقانِ: ما بينَ الخاصِرَةِ والرُّفْغِ.

  وأُمَيْمَةُ بنتُ رُقَيْقَةَ، كجُهَيْنَةَ فِيهِما: صَحابِيَّةٌ ^، قال الحافِظُ: هي رُقَيْقَةُ بنتُ أَبي صَيْفِيّ بنِ هاشِمِ بنِ عَبْدِ مَناف، وبنْتُها أُمَيْمَةُ لها صُحْبَةٌ، رَوَتْ عنها بِنْتُها حَكِيمَةُ بنتُ رُقَيْقَةَ، وقالَ ابْنُ فَهْدٍ: رُقَيْقَةُ هذه أُمُّ مَخْزَمَةَ بنِ نَوْفَل، قال أَبو نُعَيْمٍ: لا أُراها أَدْرَكَت الإِسْلامَ، وقالَ الصّاغانِيُّ: أُمَيْمَةُ وأُمُّها رُقَيْقَةُ لَهُما صُحْبَةٌ.

  قُلت: ورُقَيْقَةُ الثَّقَفِيَّةُ: لها صُحْبَةٌ، وقد رَوَتْ عَنْها بِنْتُها حَدِيثاً في الوُحْدان لابْنِ أَبِي عاصِمٍ، فتَأَمَّلْ ذلِكَ.

  ومَراقُّ البَطْنِ: ما رَقَّ مِنْهُ ولانَ وفي الصِّحاحِ: أَسْفَلُه وما حَوْلَه مما اسْتَرَقَّ، وفي التَهْذِيب: ما سَفَلَ من البَطْنِ عِنْدَ الصِّفاقِ أَسْفَلَ من السُّرَّةِ، وفي حَدِيثِ الغُسْلِ⁣(⁣١): «ثُمَّ غَسَل مَراقَّهُ بشِمالِه» أَرادَ ما سَفَلَ من بَطْنِه ورُفْغَيْهِ ومَذاكِيرِهِ، والمَواضِعَ الَّتِي تَرِقُّ جُلُودُها، كَنَى عن جَمِيعِها بالمَراقِّ، وهو جَمْعُ مَرَقٍّ قالَهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، أَو لا واحِدَ لَها كما قالَهُ الجَوْهَريُّ.

  والرَّقَقُ: مُحَرَّكَةً: الضَّعْفُ في العِظامِ، وهو مَجازٌ، قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ ¥ يَصِفُ ناقَتُه:

  خَطّارَةٌ بعدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجيَةٌ ... لا تَشْتَكي للحَفا من خُفِّها رَقَقَا⁣(⁣٢)


(١) في التهذيب ونصه: وفي حديث عائشة أنها وصفت اغتسال النبي من الجنابة وأنه بدأ بيمينه فغسلها ثم ...».

(٢) عجزه في الصحاح واللسان:

لم تلقَ في عظمها وهنا ولا رققا