تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زحلق]:

صفحة 190 - الجزء 13

  وقالَ الأَعْشَى يَمْدَحُ المُحَلِّقَ:

  كذلِكَ فافْعَلْ ما حَيِيتَ إِذا شَتَوْا ... وأَقْدِمْ إِذا ما أَعْيُنُ القَوْمِ تَزْرَقُ⁣(⁣١)

  وقالَ جَزْءٌ أَخُو الشَّمّاخِ:

  وما كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفاتُه ... بكَفَّيْ سَبَنْتَى أَزْرَقِ العَيْنِ مُطْرِقِ

  وفي الحَدِيث: «يَدْخُلُ عليكُم رَجُلٌ يَنْظُرُ بعَيْنَيْ شَيْطانٍ، فدَخَلَ رَجُلٌ أَزْرَقُ العَيْنِ».

  والزَّرَقُ: العَمَى، ومنه قَوْلُه تَعالَى: {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ} يَوْمَئِذٍ زُرْقاً⁣(⁣٢) أَي: عُمْياً وقِيلَ: عِطاشاً، قالَه ثَعْلَبٌ، قالَ ابنُ سِيدَه: وعِنْدِي أَنَّ هذا لَيْسَ على القَصْدِ الأَوّل، إِنَّما مَعْناهُ ازْرَقَّتْ أَعْيُنُهم من شِدَّةِ العَطَشِ، وقالَ الزَّجّاجُ: يَخْرُجُونَ من قُبُورِهِم بُصَراءَ كما خُلِقُوا أَوَّلَ مَرَّةٍ، ويَعْمَوْنَ في المَحْشَرِ.

  والزَّرَقُ: تَحْجِيلٌ دُونَ الأَشاعِرِ عن أَبِي عُبَيْدَةَ.

  وقِيلَ: بَياضٌ لا يُطِيفُ بالعَظْمِ كُلِّه، ولكِنّه وَضَحٌ في بَعْضِه.

  وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ - في بابِ فُعَّلٍ -: زُرَّقٌ كسُكَّرٍ: طائِرٌ صَيّادٌ بينَ البازيِّ والباشقِ، قال الفرَّاءُ: هو البازِيُّ الأَبْيَضُ، وفي سَجَعاتِ الأَساسِ: «ولا يُقاس الزُّرَّقُ بالأَزْرَقِ»، والأَزْرَقُ هو البازِيُّ ج: زَرارِيقُ وقال أَبو حاتِمٍ: البازِيُّ والصَّقْرُ والشاهِينُ والزُّرَّق والبَرِيدُ والباشِقُ، قالَ ابنُ دُرَيْدٍ - في البابِ المَذْكُورِ بعدَ ذِكْرِ الطَّيْرِ -: والزُّرَّقُ: بياضٌ في ناصِيَةِ الفَرَسِ أَو في قَذالِه، كما في العُبابِ⁣(⁣٣).

  والزُّرْقُمُ، بالضَّمِّ ولو قالَ: كقُنْفُذٍ، كان أَحْسَن: الشَّدِيدُ الزَّرَقِ، للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ والمِيمُ زائِدَةٌ، قالَ الصّاغانِيُّ: ونُعِيدُ ذِكْرَهُ في المِيمِ للَفْظِه، قالَ شَيْخُنا: كلامُ المُصَنِّف كطائِفَةٍ من الأَئمَّةِ أَنّه صِفَةٌ، وجَعَله ابنُ عُصْفُورٍ اسْماً لا صِفَةً، انتهى، قالَ:

  لَيْسَتْ بكحلاءَ ولكِنْ زُرْقُمُ ... ولا برَسْحاءَ ولكن سُتْهُمُ

  وقال اللِّحْيانِيُّ: رَجُلٌ أَزْرَقُ وزُرْقُمٌ، وامْرَأَةٌ زَرقاءُ بَيِّنَةُ الزَّرَقِ، أَو الزُّرْقُمَة⁣(⁣٤).

  ونَصْلٌ أَزْرَقُ بَيِّنُ الزَّرَقِ: شَدِيدُ الصَّفاءِ قالَ ابنُ السِّكِّيت: ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ:

  حتَّى إِذا تَوَقَّدَتْ من الزَّرَقْ ... حَجْرِيَّةٌ كالجَمْرِ منْ سَنِّ الذَّلَقْ

  والأَزارِقَةُ: قومٌ من الخَوارِجِ واحِدُهم أَزْرَقِيٌّ: صِنْفٌ من الحَرُورِيَّةِ، نُسِبُوا إِلى نافِعِ بن الأَزْرَقِ وهو من الدُّؤَلِ بنِ حَنِيفَةَ، قالُوا: كَفَرَ علِيٌّ بالتَحْكِيم، وقَتْلُ ابنِ مُلْجَمٍ له بحَقٍّ، وكَفَّرُوا الصَّحابةَ.

  والزُّرْقُ، بالضمِّ: النِّصالُ سُمِّيَت لِلَوْنِها، وقِيلَ: لِصفائِها، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  ليَقْتُلَنِي والمَشْرَفِيُّ مُضاجِعِي ... ومَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كأَنْيابِ أَغْوالِ

  والزُّرْقُ: رِمالٌ بالدَّهْناءِ قال ذُو الرُّمَّةِ:

  وقَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الجَمائِلَ بعدَ ما ... تَقَوَّبَ عَنْ غِرْبانِ أَوْراكِها الخَطْرُ

  وقالَ أَيْضاً:

  أَلا حَيِّ عندَ الزُّرْقِ دارَ مُقامِ ... لمَيٍّ وإِن هاجَتْ وَجِيعَ سَقامِ

  وقال أَيْضاً:

  كأَنْ لَمْ تَحُلَّ الزُّرْقَ مَيٌّ ولم تَطَأْ ... بَجَرْعاءِ حُزْوَى بَيْنَ مِرْطٍ مُرَجَّلِ

  ومَحْجَرُ الزُّرْقانِ: موضِع بحَضْرَ مَوْتَ أَوقَعَ به المُهاجِرُ بن أَبِي أُمَيَّةَ بنِ المُغِيرَةِ ¥ بأَهْلِ الرِّدَّةِ.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٢١ برواية: «... ما حييت إليهم ... تبرق» فلا شاهد فيها.

(٢) سورة طه الآية ١٠٢.

(٣) الجمهرة ٣/ ٣٥٢.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: أو الزرقمة، نص اللحياني كما في اللسان: رجل أزرق وزرقم، وامرأة زرقاء بيّنة الزرق وزرقمة ا هـ».