تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زقق]:

صفحة 197 - الجزء 13

  ويَزِيدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ زُقَيْقٍ الأَيْلِيُّ كزُبَيْرٍ: مُحَدِّثٌ عن الحَكَمِ بنِ عَبْدِ اللهِ، وعنه هارُونُ بنُ سَعِيدٍ.

  والزَّقاقُ كسَحابٍ: من يَشْرَبُ الماءَ على المائِدَةِ وفي فِيهِ طَعامٌ نَقَله ابنُ عَبّادٍ، وهو مَجازٌ، والّذِي في نَسَخِ المُحيطِ كشَدّادٍ، ولعَلَّه الصّوابُ، ويُؤَيِّدُه نَصُّ الزَّمَخْشِريِّ في الأَساسِ، قالَ: ماتَ لأَعرابِيٍّ أَخٌ، فلم يَحْضُر جِنازَتَه، وقالَ: إِنّه كانَ واللهِ قَطّاعاً زَقّاقاً جَرْدَبِيلاً⁣(⁣١)، أَي: يقطَعُ اللُّقْمَة بأَسْنانِه ثم يَغْمِسُها في الأُدُمِ، ويَشْرَبُ الماءَ وفي فيهِ الطَّعامُ، ويَحْفَظُ اللَّحْمَ بشِمالِه؛ لِئَلّا يَأْكُلَه جَلِيسُه، فتَأَمَّلْ ذلِك.

  والزُّقاقُ كغُرابٍ: السِّكَّةُ يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ قال الأَخْفَشُ: أَهْلُ الحِجازِ يُؤَنِّثُونَ الطَّرِيقَ، والسِّراطَ، والسَّبِيلَ، والسُّوقَ، والزُّقاقَ، والكَلّاءَ، وهو سُوقُ البَصْرَة، وبنو تَمِيمٍ يُذَكِّرُونَ هذا كُلَّه، كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: الزُّقاقُ: الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ نافِذاً كانَ أَو غَيْرَ نافِذٍ دُونَ السِّكَّةِ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لشاعِرٍ:

  فلم تَرَ عَيْنِي مِثْلَ سِرْبٍ رَأَيْتُه ... خَرَجْنَ عَلَيْنا من زُقاقِ ابنِ واقِفِ⁣(⁣٢)

  وفي الحَدِيث: «مَنْ مَنَحَ مِنْحَةَ لَبَنٍ، أَو هَدَى زُقَاقاً» يريدُ من دَلَّ الضّالَّ أَو الأَعْمَى على طَرِيقِه ج: زُقّانٌ بالضمِّ، كحُوارٍ وحُوران، عن سِيبَوَيْهِ، وأَزِقَّةٌ كغُرابٍ وأَغْرِبَةٍ.

  والزُّقاقُ: مَجازُ البَحْرِ بينَ طَنْجَةَ والجَزِيرَةِ الخَضْراءِ بالغَرْبِ بالأَنْدَلُسِ، ويُعْرَفُ بزُقاقِ سَبْتَةَ.

  والزَّقَقَةُ، مُحَرَّكَةً الصَّلاصِلُ الّتِي تَزُقُّ زُكَّها، أَي فِراخَها، وهي الفَواخِتُ الواحِدُ صُلْصُلٌ، قالَهُ ابنُ الأَعْرابِيِّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الزُّقَّةُ، بالضَّمِّ: طائِرٌ صَغِيرٌ من طُيُورِ الماءِ، يُمْكِن حَتّى يَكادَ يُقْبَضُ عليه، ثم يَغُوصُ فيَخْرُجُ بَعِيداً.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: الزِّقْزِقُ، كزِبْرِجٍ: ضَرْبٌ من النَّمْلِ. قالَ: والمَرْأَةُ الزَّقْزاقَةُ: الخَفِيفَةُ في المَشْيِ.

  وزَقَوْقَى، كشَرَوْرَى: ع بل ناحِيَةٌ بينَ فارِسَ وكِرْمانَ كذا في العُبابِ، وضَبَطَه غيرُه بضَمِّ القافِ الأُولَى.

  والمُزَقَّقَةُ كمُعَظَّمَة - من النُّوقِ -: العَظِيمَةُ عن ابنِ عَبّادٍ وقالَ النَّضْرُ: من الإِبِلِ المُزَقَّقَةُ، وهي الَّتِي امْتلَأَ جِلْدُها بعدَ لَحْمِها شَحْماً.

  ورَأْسٌ مُزَقَّقٌ أَي: مَطْمُومٌ، شَبِيهٌ بالجِلْدِ المُزَقَّق، وهو الَّذِي يُجَزُّ شَعَرُه ولا يُنْتَفُ نَتْفَ الأَدِيمِ، وقال سَلَّامٌ مَوْلَى نُبَيْطٍ الكاهِلِيِّ: «أَرْسَلَنِي أَهْلِي إِلى عَلِيٍّ ¥ وأَنا غُلامٌ، فقالَ: ما لِي أَراكَ مُزَقَّقاً» أَي: مَطْمُومَ الرَّأْسِ، أَي مَحْذُوفَ شَعَرِ الرَّأْسِ كُلِّه، وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ ¥ أَنّه: «رُئِيَ مَطْمُومَ الرَّأْسِ مُزَقَّقاً، وكان أَرْفَشَ، فقِيلَ له: شَوَّهْتَ نَفْسَك، فقالَ: إِنَّ الخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَةِ»، الأَرْفَشُ: العَظِيمُ الأُذُنِ.

  وفي حَدِيثِ بَعْضِهِم: «أَنَّه حَلَقَ رأْسَه زُقِّيَّةً» بالضَّمِّ وهو مَنْسُوبٌ إِلى ذلِكَ أَي: إِلى التَّزْقِيقِ، ويُرْوَى بالطاءِ وهو مَذْكُورٌ في مَوْضِعِهِ.

  والزَّقْزَقَةُ: الضَّحِكُ الضَّعِيفُ عن ابْنِ عبّادٍ.

  وقالَ غيرُه: الزَّقْزَقَةُ: الخِفَّةُ.

  قالَ اللَّيْثُ: ويُقالُ: الزَّقْزَقَةُ: صَوْتُ طائِرٍ عندَ الصُّبْحِ وقال غيرُه: حِكايَةُ صوتِ الطَّائِرِ، ولم يُقَيِّدْ بالصّبْحِ.

  قالَ اللَّيْثُ: والزَّقْزَقَةُ: تَرْقِيصُ الصَّبِيِّ، كالزِّقْزاقِ، بالكَسْرِ.

  قالَ ابنُ عَبّادٍ: والزَّقْزَقَةُ: لُغَةٌ لكَلْب، كأَنَّها في سُرْعَةِ كَلامِهم وإِتْباعِ بعضِه بَعْضاً.

  قالَ: والمُزَقْزَقُ: كُلُّ عَمَلٍ يُقْضَى سَرِيعاً.

  وكجُهَيْنَةَ: سَدِيدُ الدِّينِ مَحْمُودُ بنُ عُمَرَ النَّسائِيّ كذا في النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ صوابَّه الشَّيْبانِيُّ، كما في التَّبْصِير المَعْرُوفُ بابْنِ زُقَيْقَةَ، الطَّبِيبُ الشاعِرُ المُجِيدُ، روي عنه من شِعْرِه أَبو العَلاءِ الفَرَضِيّ في مُعْجَمِه، وأَخُوه شَيخ مُعَمَّر، كَتَبَ عنه الحافِظُ عَلَمُ الدِّينِ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:


(١) عن الأساس وبالأصل «خرد بيلا».

(٢) نسبه ياقوت لهدبة بن خشرم (زقاق ابن واقف).