فصل الشين المعجمة مع القاف
  ومن المَجازِ: انْشَقَّتِ العَصا إِذا تَفَرَّقَ الأَمْرُ وأَصْلُ هذا في الخَوارِجِ، فإِنَّهُم شَقُّوا عَصا المُسْلِمِينَ كما تقدَّم، قال الشاعر:
  إِذا كانَت الهَيْجاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا ... فحَسْبُكَ والضَّحّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُ
  والاشْتِقاق: أَخْذُ شِقِّ الشَّيْءِ وهو نِصْفُه، كما في العُبابِ.
  والاشْتِقاقُ: بُنْيانُ الشَّيْءِ من المُرْتَجَلِ.
  وفي الصِّحاح: الاشْتِقاقُ: الأَخْذُ في الكَلامِ وفي الخُصُومَةِ يَمِيناً وشِمالاً مع تَرْكِ القَصْدِ، وهو مَجازٌ، قال: ومنه سُمِّيَ أَخْذُ الكَلِمَةِ من الكَلِمَةِ اشْتِقاقاً، وهو على قِسْمَيْنِ: صَغِيرٌ، وكَبِيرٌ.
  والمُشاقَّةُ والشِّقاقُ ككِتابٍ: الخِلافُ والعَداوَةُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، زادَ الرّاغِبُ: بكونِكَ في شِقٍّ غيرِ شِقِّ صاحِبكَ، أَو من شَقِّ العَصَا بينَك وبَيْنَه، فيكونُ مَجازاً، ومنه قولُه تَعالَى: فإِنْ {خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما}(١) وقولُه تَعالَى: {فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ}(٢) وقولُه تَعالَى: {وَمَنْ يُشاقِقِ اللهَ وَرَسُولَهُ}(٣) أَي: صار في شِقٍّ غيرِ شِقٍّ أَوْلِيائِه.
  وشَقْشَقَ الفَحْلُ شَقْشَقَةً: هَدَرَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وذلك لمّا يَهِيجُ، وبه يُشَبَّهُ البَلِيغُ الجَهْوَرِيُّ الصوتِ.
  وشَقْشَقَ العُصْفُورُ: صَوَّتَ قال الجَوْهَرِيُّ: والعُصْفُورُ يُشَقْشِقُ في صَوْنِه.
  * ومما يُسْتَدرَكُ عليه:
  شَقَّ النَّبْتُ يَشُقُّ شُقُوقاً، وذلِكَ أَوّلُ ما تَنْفَطِرُ عنه الأَرْضُ.
  وانْشَقَّ البَرْقُ، وتَشَقَّقَ: انْعَقَّ.
  والشَّوَاقُّ من الطَّلْعِ: ما طالَ فصارَ مِقْدارَ الشِّبْرِ؛ لأَنَّها تَشُقُّ الكِمامَ، واحِدَتُها شاقَّةٌ.
  وحَكَى ثَعْلَبٌ عن بعضِ بَنِي سُواءَةَ: أَشَقَّ النَّخْلُ: طَلَعَتْ شَواقُّه. ويُقال للإِنْسانِ عند الغَضَبِ: احْتَدَّ فطارَتْ منه شِقَّةٌ في الأَرْضِ وشِقَّةٌ في السَّماءِ، وهو مُبالغَةٌ في الغَضَبِ والغَيْظِ.
  يُقال: قد انْشَقَّ فُلانٌ من الغَضَبِ كأَنَّه امتلَأ باطِنُه به حتّى انْشَقَّ.
  وشَقَّ أَمرَهُ يَشُقُّه شَقًّا فانْشَقَّ: انْفَرَقَ وتَبَدَّدَ اخْتِلافاً.
  وتَشَقَّقَتْ عَصاهُم بالبَيْنِ، مثل انْشَقَّتْ، إِذا تَفَرَّقَ أَمْرُهُمْ، قالَهُ اللَّيْثُ.
  والمَشَقَّةُ: الشِّدَّةُ والحَرَجُ، جَمْعُه مَشاقُّ، ومَشَقّاتٌ.
  وهذا شَقِيقُه، أَي: نَظِيرُه، ومِثْلُه، كأَنَّهُ شُقَّ منه.
  وتَشَقَّقَ الفَرَسُ تَشَقُّقاً: إِذا ضَمَرَ، نقله أَبُو عُبَيْدٍ، وأَنْشَدَ:
  وبالجِلالِ بعدَ ذاكَ يُعْلَيْن ... حَتَّى تَشَقَّقْنَ ولَمّا يَشْقَيْن
  وهو مَجازٌ.
  واشْتَقَّ الخَصْمانِ، وتَشاقّا: تَلاحّا وأَخَذا في الخُصُومةِ يَمِيناً وشِمالاً، وهو الاشْتِقاقُ.
  والشَّقَقَةُ، مُحرَّكةً: الأَعْداءُ.
  ويُقال: فلانٌ شِقْشِقَةُ قَوْمِه، أَي: شَرِيفُهُم وفَصِيحُهم، قال ذُو الرُّمَّةِ:
  كأَنَّ أَباهُمْ نَهْشَلٌ أَو كَأَنَّهُمْ(٤) ... بشِقْشِقَةٍ من رَهْطِ قَيْسِ بنِ عاصِمِ
  وأَهلُ العِراقِ يَقُولونَ للمُطَرْمِذِ الصَّلِفِ: شَقّاقٌ، ولَيْسَ من كَلامِ العَرَبِ ولا يَعْرِفُونَه، كما في اللِّسانِ، وفي الأَساسِ: ورَجُلٌ شَقّاقٌ: مُطَرْمِذٌ يتَنَفَّجُ ويَقُولُ: كانَ وكانَ، يَتَبَجَّحُ بصُحْبَةِ السُّلْطان، ونَحْوِه، وهو مَجازٌ.
  واسْتَشَقَّ بالجُوالِق: حَرَّفَه على أَحَدِ شِقَّيْه حَتّى يَتَعَدّى البابَ.
  واشْتَقَّ الطَّرِيقُ في الفَلاةِ: إِذا مَضَى فِيها، وهو مَجازٌ.
  والشُّقُوق بالضَّمِّ: مَنْهَلٌ من مَناهِلِ الحاجِّ، ومَنْزِلٌ من مَنازِلِهم بينَ واقِصَةَ والثَّعْلَبِيَّةِ.
(١) سورة النساء الآية ٣٥ وفيها «وَإِنْ خِفْتُمْ ..».
(٢) سورة البقرة الآية ١٣٧.
(٣) سورة الأنفال الآية ١٣.
(٤) اللسان برواية: «أو كأنه» والمثبت كالمحكم.