تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء مع القاف

صفحة 305 - الجزء 13

  يَكونَ بالكَسْرِ، وهذا يَدُلُّكَ على أَنَّ طَلَق الإِبل بالتَّحْرِيك كما صَوَّبْناه، فتَأَمَّل.

  والطَّلْق: الشُّبْرُمُ، نقله ابنُ عَبَّاد، وضَبَطَه بالفَتْح⁣(⁣١)، أَو نَبْتٌ يُسْتَعْمَل في الأَصبَاغِ نَقلَه ابنُ عَبَّادٍ أَيضاً: وقالَ الأَصمَعِيُّ: يُقالُ لضَرْبٍ من الدَّواءِ، أَو نَبْتٍ: طَلَقٌ، مُحرَّك اللّام⁣(⁣٢)، نقله الأَزهرِيّ. وقال غيرُه: هو نَبت تُسْتَخرَج عُصارَتُه فيتَطَلَّى به الذين يَدْخُلُون النّارَ أَو هذَا وَهَمٌ أَي ما نَقَلَهُ ابنُ عَبّاد والأَصمَعِيُّ. وقال⁣(⁣٣) في ابنِ عَبَّاد: لم يَعْمَل شَيْئاً، وهو لَيْس بنَبْت، إِنَّما هو من جِنْسِ⁣(⁣٤) الأَحْجار واللِّخافِ، ولعلَّه سَمِع أَنَّ الطَّلْقَ يُسَمَّى كَوْكَب الأَرْض، فتَوَهَّم أَنه نَبْت، ولو كان نَبْتاً لأَحرقَتْه النّار، وهي لا تَحرقُه إِلا بحِيَل، وهو مُعَرَّب «تَلْك».

  والطِّلْق: النَّصِيبُ نَقَله ابنُ عبّادٍ، وضَبَطَه بالتَّحْرِيكِ.

  وفي الأَساسِ: أَصبتُ من مالِه طَلَقاً، أَي: نَصِيباً، وهو مَجاز، وأَصْلُه من طَلَقِ الفَرَس⁣(⁣٥).

  والطِّلْق أَيضاً: الشَّوْطُ الواحدُ في جَرْيِ الخَيْلِ، ضَبَطه الجوهريّ والصّاغانيّ وابنُ الأَثِير بالتَّحْرِيك.

  وقد عَدَا الفَرسُ طِلْقاً أَو طِلْقَيْن أَي: شَوْطاً أَوْ شَوْطَيْنِ.

  ولم يُخَصِّصْ في التَّهذِيبِ بفَرَسٍ ولا غَيْرِه. وفي الحَدِيثِ: «فَرَفعْتُ فَرَسِي طَلَقاً أَو طَلَقَيْنِ». قال ابنُ الأَثِير: هو بالتَّحْرِيك: الشَّوط والغَايةُ التي يَجْري إِليها الفَرَسُ.

  والطَّلَق، بالتَّحْرِيك: قَيْدٌ من جُلُودٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وفي المُحْكَمِ: قَيْدٌ من أَدَمٍ، قالَ رُؤْبةُ يَصِفُ حِماراً:

  مُحَمْلَجٌ أُدرِجَ إِدراجَ الطَّلَقْ

  وفُسِّر بالحَبْل الشَّدِيد الفَتْل حتى يَقُومَ. وقالَ الراجِزُ:

  عَوْدٌ على عَوْدٍ على عَوْدٍ خَلَقْ

  كأَنَّها واللَّيلُ يَرْمِي بالغَسَقْ ... مَشاجِبٌ وفِلْقُ سَقْبٍ وطَلَقْ

  شَبَّه الرّجُلَ بالمِشْجَبِ؛ ليُبْسه وقِلّة لَحْمِه، وشَبَّه الجَمَل بفِلْقِ سَقْب. والسَّقْب: خشبةٌ من خَشَبات البيت. وشَبَّه الطَّرِيقَ بالطَّلَقِ، وهو قَيْدٌ من أَدَمٍ. وفي حَدِيث حُنَيْنٍ: «ثُمّ انتَزَعَ طَلَقاً من حَقَبِه فقيَّدَ به الجَمَل». وفي حَدِيثِ ابنِ عَبّاسٍ: «الحَياءُ والإِيمانُ مَقْرونانِ في طَلَقٍ» وهو حَبْل مَفْتولٌ شَدِيدُ الفَتْلِ، أَي: هما مُجْتَمِعان لا يَفتَرِقان، كأَنَّهما قد شُدَّا في حَبْلٍ أَو قَيْدٍ.

  والطَّلَق: النَّصِيبُ عن ابنِ عَبَّاد، وهو أَصابَ في ذِكْره هُنَا، وقد أَخْطَأَ المُصنِّفُ حيث ذَكَره مَرَّتَين.

  والطَّلَقُ: سَيْرُ اللَّيْل لوِرْدِ الغِبِّ نقله الجوهَرِيُّ والصاغانِيُّ، وهو طَلَقُ الإِبل الذي تقدَّم، وهو تَفْسِيرٌ عن هذا، وقد أَخْطَأَ المُصنِّف في التَّفرِيق بينهما.

  ويُقالُ: حُبِسَ فُلانٌ في السِّجْن طَلْقاً، ويُضَمُّ، والصَّوابُ بضَمَّتَيْن أَي: بلا قَيْد ولا وَثاقٍ ولا كَبْلٍ.

  والطَّلَقُ: دَواءٌ إِذا طُلِيَ به أَي بعُصارَتِه بعد ما تُسْتَخْرَجُ منه مَنعَ من حَرْق النَّار كما تَقَدَّم، والمَشْهُورُ فيه سُكُونُ اللَّام نقلَه الصاغانِيُّ، أَو هو لَحْنٌ والصوابُ التَّحْرِيك، كما نقله الأَزهرِيُّ وغيرُه. قال الصاغانيُّ: وهو مُعرَّب تَلْك.

  وحَكَى أَبُو حَاتِم عن الأَصمعيِّ: طِلْق بالكسرِ، كمِثْل. قالَ الصّاغانِيُّ: وَهُوَ من جِنْس الأَحْجارِ واللِّخافِ، وليس بنَبْتٍ.

  وقال الرَّئيسُ: هو حَجَرٌ بَرّاقٌ يَتَشظَّى⁣(⁣٦) إِذا دُقَّ صَفائِحَ وشَظَايَا، يُتَّخَذُ منها مَضاوِيَ للحَمَّامَاتِ بَدَلاً عن الزُّجَاجِ، وأَجوَدُه اليَمَانِيُّ، ثم الهِنْدِيُّ، ثم الأَنْدَلُسِيُّ⁣(⁣٧). وقالُوا: مَنْ عَرَف حَلَّ الطِّلْقِ استَغْنَى عن الخلْق. والحِيلَةُ في حَلِّه: أَنْ يُجْعَلَ في خِرْقَة مع حَصَواتٍ، ويُدْخَلَ في المَاءِ الفَاتِر، ثم يُحَرَّكَ برِفْقٍ حتى يَنْحَلَّ، ويَخْرُجَ من الخِرْقَةِ في الماءِ، ثم يُصَفَّى عنه الماءُ، ويُشَمَّس لِيَجِفَّ.

  وناقَةٌ طالِقٌ: أَي بلا خِطامٍ عن ابنِ دُرَيْدٍ. وقالَ غيرُه: بلا عِقالٍ، وأَنْشَدَ:


(١) في القاموس ضبطت بالقلم بالكسر في الشبرم والنبت.

(٢) ضبطه بالقلم في الصحاح بسكون اللام.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وقال في ابن عباد، لم يعمل شيئاً كذا في الأصل الذي بأيدينا» وفي المطبوعة. الكويتية: وقال الصاغاني في ابن عباد: لم يعمل الصاحب شيئاً.

(٤) بالأصل «جنس من» والمثبت عن التكملة.

(٥) وشاهده كما في الأساس، قول المسيب.

قِبَل مرئٍ تُرجى فواضله ... قد نالني من باعه طَلَقُ

(٦) في مفردات ابن البيطار: يتحلل.

(٧) انظر في ماهيته وخواصه تذكرة داود الانطاكي