تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع القاف

صفحة 344 - الجزء 13

  والإِعْقاقُ في الخَيْلِ والحُمُرِ بعدَ الإِقْصاصِ.

  وقيلَ: عَقَّت: إِذا حَمَلت، وأَعقَّت إِذا نَبتَت العَقِيقةُ في بَطْنِها على الوَلَد الذي حَمَلَتْه. وهي عَقوقٌ على غَيْرِ القِياس، ولا يُقال: مُعِقٌّ، وهذا نَادِر، أَو يُقالُ ذلِك في لُغَيَّةِ رَدِيئَةِ ومنه قَولُ رُؤبةَ:

  قد عَتَق الأَجْدَعُ بعد رِقِّ ... بقارحٍ أَو زَوْلَة مُعِقِّ

  وكان أَبو عَمْرو يقولُ: عَقَّت، فهي عَقُوق، وأَعَقَّتْ فهِيَ مُعِقّ. واللُّغَة الفَصِيحةُ أَعقَّت فهي عَقُوق.

  وفي نوادِرِ الأَعراب: اعتَقَّ السَّيْفَ من غِمدِه، واهْتَلَبه، وامْتَرقَه، واخْتَلطَه: إِذا اسْتَلَّه. قال الجُرْجانِيُّ: الأَصلُ اختَرَطه، وكأَنَّ اللَّام مُبْدَلة منه، وفِيهِ نَظَر.

  واعتَقَّ السَّحابُ: انْشَقَّ واندَفَع مَاؤُه. قال أَبو وَجْزَة:

  حتى إِذا أَنْجَدَتْ أَوراقُه انْهَزَمتْ ... واعتَقَّ مُنْبعِجٌ بالوَبْلِ مَبْقُورُ

  وانعَقَّ الغُبارُ: انشَقّ وسَطَع عن ابنِ فارِسٍ، قال رُؤْبةُ:

  إِذا العَجَاجُ المُسْتَطارُ انْعَقَّا

  وانعقَّت العُقْدَة: انْشَدَّت واستَحْكَمَتْ.

  وانعَقَّت السَّحَابَةُ: تَبَعَّجَتْ بالمَاءِ وانشَقَّت.

  وكُلُّ انْشِقَاقٍ فهو انْعِقاقٌ. يُقال: انعَقَّ الثّوبُ، أَي: انشَقَّ، عن ثَعْلب.

  وانعَقَّ البَرْقُ: تَشقَّق.

  والتَّركِيبُ يدلُّ على الشَّقِّ، وإِليه تَرجع فُروعُ البابِ بلُطْفِ نَظَر.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  العَقِيقُ، كأَمير: البَرْقُ، وبه فَسَّر بَعضهُم قولَ الفَرزْدَقِ:

  قِفِي وَدِّعِينا يا هُنَيْد فإِنَّني ... أَرَى الحَيَّ قد شامُوا العَقِيقَ اليَمانِيَا⁣(⁣١)

  أَي: شَامُوا البَرْقَ من ناحِيَةِ اليَمَن. وعَقَّ البرقُ: انشقَّ.

  ويُقال: الانْعِقاقُ: تَشَقُّقه. والتَّبَوُّجُ: تَكَشُّفه، وعَقِيقَتُه: شُعاعُه.

  وانعَقَّ الوَادِي: عَمُق.

  والعَقائِقُ: النِّهاءُ والغُدْرانُ في الأَخادِيدِ المُنْعَقَّة، حكاه أَبو حَنِيفَةَ. وأَنْشَدَ لكُثَيِّر بنِ عَبدِ الرّحمنِ الخُزاعِي يصفُ امرأَةً:

  إِذا خَرَجَت من بَيْتِها راقَ عَيْنَها ... مُعوَّذُه وأَعْجَبَتْها العَقائِقُ

  أَراد مُعوَّذَ النَّبت حَوْل بَيْتِها.

  وقِيلَ: العَقَائِق: الرِّمال الحُمْر.

  وعَقَّت الريحُ المُزْنَ تَعُقُّه عَقّاً: إِذا استدَرَّتْه كأَنَّها تَشُقُّه شَقّاً. قال الهُذَلِيُّ يصِف غَيْثاً:

  حَارَ وعَقَّتْ مُزْنَهُ الرِّيحُ وانْ ... قارَ بِهِ العَرْضُ ولم يُشْمَلِ⁣(⁣٢)

  حار: تحَيَّر وتردَّد، واستدَرَّته رِيحُ الجَنوب، ولم تَهُبّ به الشّمالُ فتَقْشَعَه. وانْقَارَ به العَرْضُ، أَي عَرْض السَّحابِ وقَعَت منه قِطْعة.

  وسَحَابة مَعْقُوقَة: إِذا عُقَّت فانْعَقَّت⁣(⁣٣).

  وسحابة عَقَّاقة: إِذا دَفَعت ماءَها وقد عَقَّت. قال عبدُ بَنِي الحَسْحاس يَصِف غَيْثاً:

  فمرَّ على الأَنْهاءِ فانْثَجَّ مُزُنه ... فعَقَّ طَوِيلاً يسكُبُ الماءَ ساجِيَا

  ومنه قولُ ابنةِ المُعَقِّر البارِقِيَّة: «أَرَى سَحابةً سَحماءَ عَقَّاقَة، كأَنّها حُوَلاءُ ناقة، ذات هَيْدب دانٍ، وسَيْرٍ وانٍ.

  رواه شَمِر.

  وما أَعقَّه لوالِدِه.

  وأَعقَّ فلانٌ: إِذا جاءَ بالعُقُوقِ. كما يُقال: أَجْوَب: إِذا جاءَ بالحُوبِ. ومنه قولُ الأَعْشَى - أَنشَده ابنُ السِّكِّيت -:


(١) ديوانه ط بيروت ٢/ ٣٦٠.

(٢) ديوان الهذليين في شعر المتنخل الهذلي ٢/ ٨.

(٣) يعني أنها تبعجت بالماء، كما في اللسان.