تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة

صفحة 138 - الجزء 2

  مَضْبُوطاً بالكَسْر، وصَوَابُه بالفتح⁣(⁣١) كَمَا شَرَحْنَا.

  والصَّبِيبُ: مَاءُ شَجَر السِّمْسِمِ. وفي حديثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر «أَنَّه كَانَ يَخْتَضِبُ بالصَّبِيب».

  قال أَبُو عُبَيْدة⁣(⁣٢): يُقَالُ: إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَوْ غَيْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض⁣(⁣٣). قال: وقَدْ وُصِفَ لِي بِمِصر، ولَوْنُ مَائِه أَحْمَر يَعْلُوه سَوَادٌ. وأَنْشَدَ قَوْلَ عَلْقَمَة بْنِ عَبَدَة السَّابق ذِكْره.

  ولله الصَّبِيبُ: شَيْءٌ كالوَسْمَةِ يُخْضَبُ به اللِّحَى. وقِيل: هو عُصَارَةَ العَندَم. وقيلَ هُوَ صِبْغٌ أَحْمَر. والصَّبِيبُ أَيْضاً: المَاءُ المَصْبُوبُ. وهَذِه الأَقْوالُ كُلُّهَا بهذا التَّفْصِيلِ في المحكَمِ ولِسَان العَرَب وغَيْرِهِمَا مِنْ كُتُبِ الفَنِّ.

  والصَّبِيبُ: العَسَلُ الجَيِّد نَقَلَه الصَّاغَانِيّ، وطَرَفُ السَّيْفِ، في قَتْل أَبِي رَافِعٍ اليَهُودِيّ: «فوضَعْت صَبيبَ السَّيْفِ في بَطْنِه» أَي طَرَفَه وآخرَ ما يَبْلغ سِيلانُهُ حِينَ ضرب، وقيل هو سِيلَانُهُ مُطْلَقاً⁣(⁣٤).

  وصَبِيبٌ: ع بَلْ هُوَ جَبَل. وبه فُسِّر الحَدِيث: «أَنَّه⁣(⁣٥) خَيْرٌ من صَبِيبٍ ذَهَباً» كما جَاءَ في رواية أُخْرَى مِنْ صَبِيرٍ ذَهَباً. أَوْ هُوَ صُبَيْبٌ كزُبَيْرٍ. وقِيلَ: صَبِيبٌ في الحديث فَعيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُول أَي ذَهَبٌ كَثِير مَصْبُوبٌ غَيْرُ مَعْدُود.

  والصَّبَابَة: الشَّوْقُ أَوْ رِقَّتُه وحَرَارَتُه أَو رِقَّةُ الْهَوَى.

  صَبِبْتَ يا رَجُلُ إِليه بالكَسْرِ صَبَابَةً كَقَنِعْتَ قناعَةً* فأَنْتَ صَبٌّ أَي عَاشِقٌ مُشْتَاق وهِي صَبَّة ومُقْتَضَى قَاعِدَتِه أَن يَقُولَ وَهِيَ بِهَاء كما تَقَدَّم غَيْر مَرَّة. وهذَا الَّذِي ذَكَره المُؤَلِّف هو لَفْظ سِيبَوَيْه كما نَقَلَ عَنْه ابْنُ سِيدَه في المُحْكَم والجَوْهَرِيّ في الصَّحَاح ولَا إِجْحَافَ في عِبَارَة المؤَلِّف أَصْلاً كما زَعَمَه شَيْخُنَا فانْظُر بالتَّأَمّل. وفي لسان العرب: وحَكَى اللِّحْيَانِيّ فِيمَا يَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِيذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ فاصْبَبْ إِلَيْه، أَرِقٌ فَارْقَ إِلَيْه. قال الكُمَيْتُ:

  ولَسْتَ تَصَبُّ إِلَى الظَّاعِنِينَ ... إِذَا ما صَدِيقُك لم يَصْبَبِ

  وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ: صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق يَصَبُّ صَبَابَةً، ورَجُلٌ صَبٌّ، ورَجُلَان صَبَّان، ورجال صَبُّون.

  وامرَأَتَان صَبَّتَان، ونِسَاءٌ صَبَّاتٌ على مَذْهَب مَنْ قَالَ: رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَة قَوْلك: رجل فَهِمٌ وحذِرٌ وأَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْعَ بَيْنَ بَاءَيْن مُتَحَرِّكَتَيْن فأَسْقَطُوا حَرَكَة البَاء الأُولَى وأَدْغَمُوهَا في الثانية.

  والصُّبَيْبُ كَزُبَيْر: فَرَسٌ من خَيْل العَرَب مَعْرُوفٌ، عَنِ ابْنِ دُرَيْد⁣(⁣٦).

  وصَبَّابٌ كخَبَّاب: جَفْرٌ⁣(⁣٧) لبَنِي كِلَابٍ نَقَله الصَّاغَانِيُّ وزَادَ غَيْره: كَثيرُ النَّخْلِ.

  وصَبْصَبَهُ: فَرَّقَه ومَحَقَه وأَذْهَبَه فَتَصَبْصَبَ وصَبْصَبَ الشيءُ⁣(⁣٨): امَّحَقَ وذَهَبَ.

  وعن أَبي عَمْرو: صَبْصَب الرَّجُلُ إِذَا فَرَّق جَيْشاً أَو مَالاً. وصُبَّ الرَّجُلُ والشيءُ مَبْنِيّاً لِلْمَجْهُول إِذا مُحِقَ وهَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ.

  والتَّصَبْصُبُ: ذَهَابُ أَكْثَرِ اللَّيْل. يقال: تَصَبْصَبَ الليلُ وكذا النهارُ تَصَبْصُباً: ذَهَبَ إِلا قَلِيلاً. وأَنْشَدَ:

  حَتَّى إِذَا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا

  وعن أَبي عمرو: المُتَصَبْصِبُ: الذاهِبُ المُمَّحِق.

  والتَّصَبْصُبُ: شِدَّةُ الجُرْأَةِ والخِلَافِ. يُقَالُ: تَصَبْصَبَ عَلَيْنَا فُلَانٌ.

  والتَّصَبْصُبُ: اشْتِدَادُ الحَرِّ.

  قال العَجَّاجُ:

  حَتَّى إِذا مَا يَوْمُهَا تَصَبْصَبَا ... مِنْ صَادِرٍ أَو وَارِدٍ أَيْدِي سَبَا

  قال أَبُو زَيْد أَي ذَهَب إِلَّا قَلِيلاً، وقيل أَي اشتد عَلَيَّ


(١) بالأصل «بالضم» تصحيف.

(٢) بالأصل «أبو عبدة» وباللسان: «أبو عبيدة» وكلاهما تصحيف وهو أبو عبيد القاسم بن سلام صاحب غريب الحديث والحديث وشرحه مثبت فيه.

(٣) وفي الفائق ٢/ ١١ وقيل: شجر يغسل به الرأس، إذا صب عليه الماء صار ماؤه أخضر.

(٤) في النهاية: وقيل طرفه مطلقاً.

(٥) في النهاية: «لتسمع آية خير لك من صبيب ذهباً.

(٩) (*) عن القاموس: تَصَبُّ قَبل قوله فأنت صب ومشار إليها بهامش المطبوعة المصرية.

(٦) في اللسان عن أبي زيد: الصَّبِيبُ.

(٧) في نسخة ثانية من القاموس: حَفْرٌ.

(٨) في اللسان: «وبصبص الشيء» وفي المقاييس والصحاح: وتصبصب.