تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[علق]:

صفحة 346 - الجزء 13

  وأَيضاً: الطِّينُ الذي يَعْلَقُ باليَدِ.

  وأَيضاً: الخُصُومَةُ والمَحَبَّةُ اللَّازِمَتان، وقد عَلِقَ به عَلَقاً: إِذا خاصَمَه، وعَلِقَ به عَلَقاً: إِذا هَوِيه، وسَيَأْتِي.

  وذُو عَلَق: اسم جَبَلٍ عن أَبي عُبَيْدة كما في الصّحاح.

  قال غَيرُه. لِبَنِي أَسَد ويُقال: هو وَرَاءَ عَرَفة، وقيل: جَبَل نَجْدِيّ لَهُم فِيه يَوْم م مَعْروف على بَنِي رَبِيعَةَ بنِ مَالِك.

  وأَنشَد أَبو عُبَيدٍ لعَمْرو بنِ أَحْمر:

  ما أَمُّ غُفْرٍ على دَعْجاءِ ذي عَلَقٍ ... يَنْفِي القَرامِيدَ عنها الأَعصَمُ الوَقِلُ

  والعَلَق: دُوَيْبَة، وهي دُوَيْدَةٌ حَمْراءُ تكونُ في المَاءِ تَعْلَقُ بالبَدَن وتَمُصُّ الدَّمَ، وهي من أَدْوِيَةِ الحَلْقِ والأَورامِ الدّموِيّة؛ لامْتِصاصها الدَّمَ الغالبَ على الإِنسان. وفي حَدِيث عامر: «خَيرُ الدَّواءِ العَلَق والحِجامَةُ».

  والعَلَق: ما تَتَبَلَّغُ به المَاشِيَةُ من الشَّجَر كما في الصِّحاح، قال:

  وأَكتَفِي من كَفافِ الزَّاد بالعَلَقِ

  كالعُلْقَة بالضَّمّ، وكذلك العَلاقُ والعَلاقة كسَحَاب وسَحَابَة. وأَكثرُ ما يُستعملُ في الجَحْدِ، يُقال: ما ذُقْت عَلاقاً.

  وما في الأَرضِ عَلاق ولا لَماق، أَي: ما فيها ما يُتَبَلَّغُ به من عَيْشٍ. ويقال: ما فيها مَرْتَعٌ. قال الأَعْشَى:

  وفَلَاةٍ كأَنَّها ظَهْرُ تُرْسٍ ... ليسَ إِلّا الرَّجِيعَ فِيها عَلاقُ⁣(⁣١)

  يَقُول: لا تَجِد الإِبِلُ فيها عَلاقاً إِلا ما تُرَدِّده من جِرَّتِها.

  وقالَ ابنُ عَبّادٍ: العَلَقُ: مُعْظَمُ الطَّرِيقِ.

  والعَلَقُ: الَّذِي تُعَلَّقُ به البَكَرَة من القَامَةِ. يُقال: أَعِرْنِي عَلَقَكَ، أَي: أَداةَ بَكَرتِك، قال رَؤْبَةُ:

  قَعْقَعَةَ المِحْوَرِ خُطَّافَ العَلَقْ

  وقِيلَ: البَكَرةُ نَفْسُها والجَمْع أَعلاق، قال:

  عُيونُها خُزْرٌ لصَوْتِ الأَعلاقْ

  أَو العَلَق: الرِّشاءُ، والغَرْبُ، والمِحْوَرُ والبَكَرة جَمِيعاً، نقله اللِّحْياني. قالَ: يُقال: أَعِيرُونا العَلَقَ فيُعارُونَ ذلك كُلّه. وقال الأَصمَعيّ: العَلَقُ: اسمٌ جامع لجَمِيع آلاتِ الاسْتِقاءِ بالبَكَرة، ويَدْخلُ فيها الخَشَبتانِ اللَّتان تُنْصَبان على رَأْسِ البِئْرِ ويُلاقَى بين طَرَفَيْهِما العالِيَيْن بحبلٍ، ثم يُوتَدانِ على الأَرضِ بحَبْلٍ آخر يُمَدُّ طَرفاهُ للأَرْض، ويُمَدَّان في وَتِدَيْن أُثْبِتَا في الأَرض، وتُعَلَّقُ القامَةُ - وهي البَكَرة - في أَعلى الخَشَبَتَينِ⁣(⁣٢)، ويُسْتَقى عليها بَدَلْوَينِ، يَنْزِعُ بهما ساقِيانِ، ولا يكونُ العَلَقُ إِلا⁣(⁣٣) السَّانِيةَ وجُمْلَة الأَداةِ من: الخُطّاف، والمِحْور، والبَكَرة، والنَّعامَتَين، وحِبالها، كذلك حَفِظْتُه عن العرب.

  أَو هو الحَبْل المُعَلَّق بالبَكَرَةِ، وأَنشد ابنُ الأَعرابي:

  كلا زَعَمْت أَنَّني مَكْفِيُّ ... وفَوْقَ رَأْسِي عَلَقٌ مَلْوِيُّ

  وقِيلَ: هو الحَبْلُ الذي في أَعْلَى البَكَرة، وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابي أَيضاً:

  بِئْس مَقامُ الشَّيخِ بالكَرَامهْ⁣(⁣٤) ... مَحالَةٌ صَرَّارَةٌ وقَامَهْ

  وعَلَقٌ يَزْقُو زُقَاءَ الهَامَهْ

  قال: لَمَّا كانَت القَامَةُ مُعَلَّقةً في الحَبْلِ جَعَلَ الزُّقاءَ له، وإِنَّما الزُّقاءُ للبَكَرة.

  والعَلَق: الهَوَى والحُبُّ الَّلازِم للقَلْب. وقال اللِّحيانيُّ: العَلَق: الهَوَى يكونُ للرَّجُلِ في المرأَة. وإِنَّه لَذُو عَلَق في فُلانة، كذا عَدَّاه بفي. وقالوا في المَثَل: «نَظْرة من ذِي عَلَق» يضرب في نَظْرةِ المُحِبِّ. قالَ ابنُ الدُّمَيْنَة⁣(⁣٥):

  ولقد أَردتُ الصَّبْرَ عنكِ فعاقَنِي ... عَلَقٌ بقَلْبِي من هَواكِ قَدِيمُ

  وقد عَلِقَه، كفَرِح، وعَلِقَ بِهِ. وفي الصّحاح،


(١) ديوان، ط بيروت ص ١٢٧ وبهامشه: العلاق: ما تتبلغ به الناقة.

(٢) في التهذيب: - وهي البكرة - من شعبتي طرفي الخشبتين.

(٣) كذا بالأصل واللسان وفي التهذيب: ولا يكون العلق للسانية.

(٤) في التهذيب «ذي الكرامة» وذكر الرجز شاهداً على قوله: العلق: الحبل المعلّق بالبكرة.

(٥) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «ابن الدثئية» والبيت في اللسان ونسبه لكثير.