تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع القاف

صفحة 354 - الجزء 13

  النُّشوبُ في الشَّيْءِ يَكونُ في جَبَلٍ أَو أَرْضٍ، أَو ما أَشْبَهَهما.

  ونَفْسٌ عِلَقْنَةٌ به: لَهِجَةٌ، وقَدْ ذُكِرَ شاهِدُه. وفي المَثَل:

  عَلِقت مَرَاسِيها بذِي رَمْرامِ⁣(⁣١)

  يُقالُ ذلِكَ حين تَطْمَئنُّ الإِبِلُ وتَقَرُّ عُيونُها بالمَرْتَعِ، يُضرَب لمن اطْمأَنَّ وقَرَّت عَيْنُه بعَيْشِه. ويُقالُ للشَّيخِ: قد عَلِق الكِبَرُ مَعالِقَه، جمع مَعْلَقٍ. وفي الحديث: «فعَلِقَتْ منه كُلَّ مَعْلَق» أَي: أَحبَّها وشُغِف بها. وكُلُّ شَيْءٍ وَقَع مَوْقِعَه فقد عَلِق مَعالِقَه.

  وأَعلَق أَظْفارَه في الشَّيْءِ: أَنْشَبها.

  وعَلَّق الشيءَ بالشَّيءِ ومنه، وعليه تَعْلِيقاً: ناطَه.

  وتَعلَّق الشيءَ: لَزِمَه.

  ويِقال: لم تَبْقَ لي عنده عُلْقَةٌ، أَي: شَيْءٌ.

  ويقال: «ارْضَ من المَرْكَبِ بالتَّعْلِيقِ» يُضرَبُ مثلاً للرَّجل يُؤمرُ بأَن يَقْنَعَ ببَعْض حاجَتِه دونَ تَمامِها، كالرَّاكِب عَلِيقَةً من الإِبل ساعةً بَعْد ساعَة.

  ويُقال: هذا الكَلامُ⁣(⁣٢) لنا فيه عُلقةٌ، أَي: بُلْغَةٌ.

  وعندهم عُلْقَة من متاعهم، أَي: بَقِيّة.

  وعَلَق عَلَاقاً وعَلُوقاً: أَكَل.

  وما بالنَّاقة عَلُوق، كصَبُور، أَي: شَيْءٌ من اللَّبَن.

  وما تركَ الحالِبُ بالنّاقةِ عَلاقاً: إِذا لم يَدَعْ في ضَرْعِها شَيْئاً.

  والصَّبيُّ يَعْلُق: يَمُصُّ أَصابِعَه.

  وقال أَبو الهَيْثَم: العَلُوقُ: ماءُ الفَحْلِ؛ لأَنّ الإِبلَ إِذا عَلِقَتْ وعَقَدَتْ على الماءِ انقلَبَتْ أَلوانُها، واحْمَرَّتْ فكانَتْ أَنْفَسَ لها في نَفْسِ صاحِبِها. وبه فُسِّرَ قَولُ الأَعشَى السابق⁣(⁣٣).

  وإِبلٌ عَوالِقُ، ومِعْزى عَوالق: جَمْع عَالق، وقد ذُكِر، نَقله الجَوْهَرِيّ. والعَلوق من الدّوابّ: هي العَلِيقة. والتَّعْلِيقُ. إِرسالُ العَلِيقَةِ مع القوم.

  وقال شَمِر: العَلَاقة، بالفتح: النَّيْلُ. وقال أَبو نَصْر: هو التَّباعدُ. وبِهِما فُسِّر قَولُ امرِئِ القَيْسِ:

  بأَيّ عَلاقَتِنا تَرغَبُو ... نَ عن⁣(⁣٤) عَمْروٍ على مَرْثَدِ

  وعلى الأَخِير البَاءُ مُقْحَمَة.

  والعِلَاقَةُ، بالكسرِ: المِعْلاقُ الَّذِي يُعَلَّقُ به الإِناءُ.

  ويُقالُ: لِفُلانٍ في هذهِ الدّار عَلاقَةٌ، بالفَتْح، أَي: بَقِيَّةُ نَصِيب.

  والمَعالِقُ - بغَيْر ياءٍ - من الدَّوابِّ هي العَلُوقُ عن اللِّحْيانِي.

  وفي بَيْتِه مَعالِيقُ التَّمْرِ والعِنَبِ جمعُ مِعْلاقٍ.

  ومَعالِيقُ العُقُودِ والشُّنُوفِ: ما يُجعَلُ فِيها من كُلِّ ما يَحْسُنُ، وفي المُحْكَم: ومَعالِيق العِقْدِ: الشُّنُوفُ يُجعَلُ فيها من كُلِّ ما يَحْسُنُ فيه.

  والأَعالِيقُ كالمَعالِيقِ، كِلاهُما ما عُلِّقَ، ولا واحدَ للأَعالِيقِ.

  ومِعْلاقُ البَابِ: شَيْءٌ يُعَلَّقُ به، ثم يُدْفَع المِعْلاقُ فيَنْفَتِحُ، وهو غيرُ المِغْلاق بالمُعْجَمة⁣(⁣٥). وفي الأَساسِ: ما لِبابِه مِعْلاقٌ ولا مِغْلاقٌ، أَي: ما يُفتَح بمِفْتاح أَو بغَيْره، وسَيَأْتي. وقد أَعْلَق البابَ مثل عَلَّقه.

  وتَعْلِيق البَابِ أَيضاً: نَصْبُه وتَرْكِيبُه.

  وعَلَّق يدَه وأَعْلَقَها قال:

  وكُنتُ إِذا جاوَرْتُ أَعْلَقْتُ في الذُّرَى ... يَدَيَّ فلم يوجَدْ لجَنْبيَّ مَصرَعُ

  والمِعْلَقة: بعضُ أَداةِ الرَّاعِي، عن اللِّحْياني.

  والعُلُق، بضَمَّتَين: الدَّواهي.

  وما بَيْنَهما عَلاقة، بالفَتْح، أَي شَيْءٌ يَتَعَلَّق به أَحدُهما على الآخر، والجَمعُ عَلائِقُ. قال الفَرَزْدَق:


(١) ويروى بذي: الرمرام.

(٢) كذا بالأصل والذي في التهذيب: الكلأ، ونراه الصواب.

(٣) يعني قوله: هو الواهب المائة ...

(٤) ويروى: «أعنْ دم» وهي رواية الديوان.

(٥) المعلاق ينفتح بدون مفتاح عند ما تدفعه أما المغلاق فيفتح بالمفتاح أفاده في التهذيب.