تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فلق]:

صفحة 405 - الجزء 13

  عن الفرّاءِ وفَقْفَاقَةُ أَي: أَحمَقُ هُذَرَةٌ مُخلِّطٌ، والأُنْثَى كذلك، ولَيْسَت الهاءُ فِيها لتَأْنِيثِ المَوْصُوفِ بما هيَ فيه، وإِنَّما هي أَمارةٌ لِمَا أُرِيدَ من تَأْنِيثِ الغايَةِ والمُبالَغة.

  وفَقْفَقَ الرجلُ: افْتَقَر فَقْراً مُدْقِعاً أَي: مُلصِقاً بالتّراب.

  وفَقْفَقَ الكَلْبُ: نَبَح فَرَقَاً، نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. وفي التَّهْذِيبِ: الفَقْفَقَة: حِكايَةُ عُواءَاتِ الكِلابِ.

  وفَقْفَق في كَلامِه: إِذا تَقَعَّرَ وهو مِثْلُ الفَيْهَقَةِ فيهِ.

  وقيلَ: إِذا خَلَّطَ في كَلامِهِ.

  والفَقْفَاقُ: السَّقَطُ من الكَلامِ عن ابنِ عَبّادٍ.

  قال: والفُقْفُوق بالضَّمِّ: العَقْل، والذِّهْنُ.

  وقال أَبو حاتِمٍ: الفَقَاقَةُ كَسَحابَة: طائِرٌ من العَصافِيرِ بَقْعاءُ، وليست من الدُّخَّلِ، قصيرةُ الرِّجْلينِ والعُنُقِ، وهي أَصْغَرُ من الفقار⁣(⁣١) ج: فَقاقٌ بحذفِ الهاءِ، وتصغِيرُه: الفُقَيِّقَةُ، بالتَّشْدِيدِ.

  والفَقَقَة، مُحَرَّكة: الحَمْقَى عن ابنِ الأَعرابيِّ.

  وانفَقَّ الشيءُ انْفِقاقاً أَي: انْفَرَج عن ابن دريد.

  وفي المُحْكَمِ: الانْفِقاقُ: انْفِراجُ عُواءِ الكَلْبِ، والفَقْفَقَة حِكايَةُ ذلِك ويُقال: انفقَّتْ عَوَّةُ الكَلْب، أَي: انفَرَجَت.

  والفَقْفَقَة: حِكايَةُ صَوْتِ المَاءِ. يُقال: سمعتُ فَقْفَقَة المَاءِ: إِذا سَمِعْتَ صَوْت تَدَارُكِ قَطْرِه أَو سَيَلانِه عن ابنِ دُرَيدٍ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  فَقَّ النَّخْلَةَ يَفُقّها فَقّاً: فَرَّج سَعَفَها، لِيَصِلَ إِلى طَلْعِها، فَيُلْقِحُهَا: عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وفَقَّ الشيءُ فقّاً: انْفَرَجَ.

  وتَفَقْفَق في كلامِه، مثل فَقْفَقَ.

  وقال شَمِرٌ: رجلٌ فَقَاقَة، كسَحابة، أَي: أَحْمر⁣(⁣٢). والفَقَقُ⁣(⁣٣)، محركةً: قَرْية باليَمامة بها منبر⁣(⁣٤)، وأَهْلُها ضَبَّةُ والعَنْبر.

  [فلق]: فَلَقَه يَفْلِقهُ فَلْقاً: شَقَّه، كفَلَّقه فانْفَلَق وتَفَلَّق.

  وهما مُطاوِعان للفِعْلَيْن.

  وفي رِجْلِه فُلوقٌ أَي: شُقُوقٌ كما في الصِّحاح، قالَه الأَصمَعِيُّ، واحدُها فَلَق، بالتحريكِ، وقال أَبو الهَيْثَم: بالتَّسْكِينِ، قالَ: وهو أَصْوَب.

  وقولُه تعالى: فالِقُ الْحَبِّ {وَالنَّوى}⁣(⁣٥) أَي: خالِقُه، أَو شَاقُّه بإِخْراجِ الوَرَقِ الأَخْضَرِ مِنْه وفي الحَدِيثِ: «يا فَالِقَ الحَبِّ والنَّوَى» وكان عَلِيٌّ ¥ كَثِيراً ما يُقْسِمُ بقوله: «والَّذي فَلَقَ الحَبَّة، وبَرَأَ النَّسْمَة».

  والفالِقُ: الشّاقِقُ. ومنه قولُ عائِشَةَ ^: «إِنَّ البُكاءَ فالِقٌ كبِدِي» وقولُه تعالى: {فالِقُ الْإِصْباحِ}⁣(⁣٦) أَي: شاقٌّ الصُّبْحِ، وهو راجعٌ إِلى مَعْنَى خَالِقٍ، قالَه الزَّجّاج.

  وفالِقٌ، وفي المُحْكم: الفَالِقُ: ع، لِبَنِي أَبِي بَكْر بن كِلابٍ بنَجْد، قالَه الأَصمَعِيُّ، وهو مكان مُطمَئنٌّ بينَ حَزْمَينِ به مُوَيْهَة يُقالُ لها: ماءُ الفَالِق. قالَ عُمارَةُ بن طارِق:

  حَيْثُ تَحَجَّى مُطرِقٌ بالفَالِقِ

  والفَالِقُ: النَّخْلَةُ المُنْشَقَّة عن الطَّلْع والكَافُور، وقد فَلَقت، والجمعُ فُلُق، بالضم.

  ومن سِماتِ الإِبِلِ الفَلْقَةُ، وهي هَذِه السَّمَة حَلْقة في وَسَطها عَمود يَفْلِقُها، هكذا، (/ () /)، تكونُ تَحْت أُذُنِ البَعِير. ويُقالُ: هو مَفْلُوق وعليه الفَلْقة.

  والفَلْق: نَزْع صُوفِ الجِلْدِ إِذا أَصِلَ، كالمَرْق وسيأْتِي في «م ر ق» أَنَّ المَرْق: هو نَتْفُ الصُّوفِ والشَّعَر.

  وقال اللِّحيانيُّ: يُقالُ: كَلَّمَنِي من فِلْقِ فِيهِ، بالكَسْرِ وكذا: سَمِعْتُه من فِلْقِ فيه ويُفتَح أَي مِنْ شِقِّه، والفَتْحُ أَعرفُ.


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله من الفقار كذا بالأصل، ولعله من النغران، راجع كتاب الطير لأبي حاتم وحرره» ولعله تحريف: النفار: عصفور سمي بذلك لنفوره، أو لعله: النقاز طائر من صغار العصافير كأنه مشتق من النقر. وهو الوثب.

(٢) كذا بالأصل واللسان وهو تحريف والصواب «أحمق» كما في التهذيب.

(٣) قيدها ياقوت الفَقْءُ بالفتح وسكون القاف وآخره همزة.

(٤) عن معجم البلدان وبالأصل «نبر».

(٥) سورة الأنعام الآية ٩٥.

(٦) سورة الأنعام الآية ٩٦.