تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فنتق]:

صفحة 409 - الجزء 13

  وخَلَّيْتُه بفالِقَةِ الوَرِكة، وهي الرَّمْلة. وفي التهذيب: خَلَّيْتُه بفالِقِ الوَرْكاء.

  وتَفلَّقَ الصّبح: تَشقَّق.

  ورَجُلٌ مِفْلاقٌ بالمُنْكراتِ.

  والفَالِق، وجَمْعه الفَوالِق، وهي العُروق المُتَفَلِّقةُ في الإِنْسانِ.

  والفَلِيقَة: العَجِيبَةُ، وَزْناً ومَعْنىً، وفي المَثَل:

  يا عَجبِي لغدَّتي الفَلِيقَهْ ... هل تَغلِبَنَّ القُوبَاءُ الرِّيقَة

  قال أَبو عَمْروٍ: مَعْناه أَنَّه يَعْجَبُ من تَغَيُّر العاداتِ؛ لأَنَّ الرِّيقة تُذْهِبُ القُوبَاء على العادَةِ فَتَفَلَ على قُوَبائِه فما بَرَأَتْ، فتعَجَّبَ مما تَعَهَّده، وجَعَل القُوَباءَ على الفَاعِلَة، والرِّيقَة على المَفْعُولَةِ.

  وإِفلاقَةُ، بالكَسْرِ: كُورة صغيرةٌ من أَعمالِ البُحَيرة، بالدِّيارِ المِصْرِيَّةِ.

  [فنتق]: الفُنْتُق، كَقُنْفُذِ أَهمَلَه الجَوْهَرِي وقال ابنُ عَبّادٍ: هو خَانُ السَّبِيلِ لغةٌ في الفُنْدُقِ بالدّالِ، وأَنكَرَهُ الخَفاجِيُّ في شِفاءٍ الغَلِيلِ.

  قلتُ: وهو غيرُ مُتَّجِهٍ، فقَدْ قال الفرَّاءُ: سَمِعتُ أَعرابِيّاً من قُضاعَة يَقُول: فُنتُق للفُندُق، وهو الخانُ.

  [فندق]: الفُنْدُق، كقُنفُذ أَهملَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ اللَّيثُ: حَمْلُ شَجَرَةٍ مُدَحْرَجٌ، وهو البُنْدُقُ يُقْشَرُ عن حَبٍّ كالفُسْتُقِ.

  وقد تَقدَّم ذِكْره.

  قال: والفُنْدُق بِلُغَة أَهْلِ الشامِ: الخانُ السَّبِيلُ من هذه الخَانَاتِ التي يَنْزِلُها الناسُ مِمَّا يكونُ في الطُّرُقِ والمَدائِنِ، وهو فارِسِيٌّ، حكاهُ سِيبَوَيْهٌ، والجمعُ الفَنادِقُ.

  وفي الأَبياتِ المَشْهُورة في القربة وعِظَمِها:

  يا صاحِ سكن الفَنادِق

  وفُندُق: ع قُربَ المَصِّيصَةِ.

  وفُندُق: لَقَب مُحدِّث.

  وفُندُق الحُسَين: ع.

  والفُنَيْدِقُ بالتَّصْغِير: ع بحَلَب.

  وقال اللَّيثُ: الفُنْداق، بالضَّمّ: صَحِيفَةُ الحِسابِ.

  وقالَ الأَصمَعِيُّ: أَحْسَبهُ مُعرَّباً.

  قلت: والمَشْهُورُ بالقاف، وسيأْتِي.

  [فنق]: الفَنِيقُ، كأَميرٍ: ع قُربَ المَدِينَة على ساكِنها أَفضلُ الصلاةِ والسلام.

  والفَنِيق: الفَحْلُ المُكْرَم الذي لا يُؤذَى، لِكَرامَتهِ على أَهْلِه، ولا يُرْكَب. قال عَنترةُ بنُ شَدّاد:

  ينباعُ من ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ ... زَيّافَةٍ مثل الفَنِيقِ المُكْرَمِ⁣(⁣١)

  وقال عَمروُ بنُ الأَهْتم:

  بأَدْمَاءَ مِرْباعِ النِّتاجِ كأَنَّها ... إِذا أَعْرَضَتْ دُونَ العِشاءِ فَنِيقُ⁣(⁣٢)

  وقِيل: جَمَلٌ فَنِيقٌ: مُودَع للفِحْلة. قالَ أَبو زَيْد: هو اسمٌ من أَسمائِه، وذَكَره في كِتابِ الإِبِل.

  ج: فُنُق كَكُتُب، جج جَمْع الجمع: أَفْناق كطُنُبٍ وأَطْنابٍ، الأَول عن أَبِي زَيْد، والثانِي عن ابن دُرَيْدِ، كما في الصحاح. وقال الأَعْشَى:

  ونَدَامَى بِيضُ الوُجوهِ كأَنَّ ال ... شَّرْبَ منهم مَصاعِبٌ أَفْناقُ⁣(⁣٣)

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: الفَنِيقَةُ: الغِرارَةُ الصَّغِيرَةُ. وقالَ غيرُه: وِعاءٌ أَصْغَرُ من الغِرارةِ، ج: فَنائِقُ، وأَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ:

  كأَنَّ تَحْتَ العُلْوِ والفَنائِقِ ... من طُولِهِ رَجْماً على شَواهِقِ

  وجارِيَةٌ فُنُقٌ، بضَمَّتَيْنِ، ومِفْناقٌ بالكَسْرِ، واقتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الأَوَّل: جَسِيمَةٌ حَسَنةٌ فَتِيَّةٌ مُنَعَّمَةٌ.

  وقالَ الأَصمعيُّ: امرأَةٌ فُنُقٌ: قلِيلةُ اللَّحْمِ. وقالَ شَمِرٌ: لا أَعرِفُه، ولكِنَّ الفُنُقَ المُنَعَّمةُ، وأَنشَدَ قولَ الأَعْشَى:


(١) ديوانه برواية «المكدم» بدل «المكرم».

(٢) من قصيدة مفضلية رقم ٢٣ بيت رقم ١٣ وعجزه فيها:

إذا عرضت دون العشار فنيق

والعشار جمع عشراء وهي الناقة مضى عليها من لقحها عشرة أشهر.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٢٩ وبهامشه: أفناق: الواحد فنيق الفحل المكرم.