تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مزق]:

صفحة 443 - الجزء 13

  وأَمْرَقَ الشَّعَرُ: حانَ له أَن يُنْتَفَ.

  والمُراقَةُ، بالضمِّ: ما سَقَطَ من الشعَر بعد الامْشاط، ومنه قولُهم: ادفن مُراقَةَ شَعَرِك.

  وأَمْرقَتِ النَّخْلَةُ، وهي مُمْرِقٌ: سَقَط حَمَلُها بعد ما كَبِر.

  والاسمُ المرْق بالفتح.

  وأَمْرَقَ السَّهْم إِمْراقاً: أَنْفَذَه.

  وجمعُ المارِق مارِقُون، ومُرّاق. قال حُمَيدٌ الأَرْقَطُ:

  ما فتِئَتْ مُرَّاقُ أَهْلِ المِصْرَيْن ... سَقْطَ عُمانَ ولُصُوصُ الجُفَّيْنِ

  وأَمْرَقَ الوَلَدُ من بَطْنِ أُمّه: امْتَرَق.

  ومَرقَ في الأَرْضِ مُروقاً: ذَهَب.

  ومَرَقَ الطائِرُ مَرْقاً: ذَرق، والزايُ لغةٌ فيه.

  والتَّمْرِيقُ: الغِناءُ. وقيلَ: هو رَفْع الصَّوْت به. قال الشاعِرُ:

  ذهَبَت مَعَدٌّ بالعلاءِ ونَهْشَلٌ ... من بينِ تالِي شِعْرِه ومُمَرِّقِ

  والمُمَرَّق، كمُعَظَّم، من الغِناءِ: الذي تُغَنِّيه السَّفِلَةُ والإِماءُ. وحكى ابنُ الأَعرابي مَرَّقَ بالغِناءِ، وأَنشد:

  أَفي كُلِّ عامٍ أَنتَ مُهدِي قَصِيدَة ... يُمرِّقُ مَذْعُورٌ بها فالنَّهابِلُ

  فإِنْ كُنتَ فاتَتْكَ العُلَا يابْنَ دَيْسَقٍ ... فدَعْها، ولكن لا تَفُتْكَ الأَسافِلُ

  قال ابنُ بَرِّيّ: قالَ ابنُ خالَوَيْهِ: ليس أَحدٌ فسَّر التَّمْرِيقَ إِلا أَبو عُمَر الزّاهِدُ قالَ: هو غِناءُ السَّفِلَة والسّاسَةِ.

  والنَّصْبُ: غِناءُ الرُّكْبانِ. وفي الحَدِيث ذَكَر «المُمَرِّقَ»، وهو المُغَنِّي.

  قلتُ: وقالَ الزَّمَخْشَريُّ: وغِناءٌ مُمَرَّق، كمُعَظَّم، كأَنّه المُخَرَّج من جُمْلَةِ أَلْحانِ المُغَنِّينَ.

  وامَّرَقَ الرَجُلُ، على افْتَعَل: بَدَتْ عَورتُه.

  وامْتَرقَ السّيفَ من غِمْدِه: استَلَّه، كذا في النَّوادر.

  والمُمْرقُ، كمُحْسِنٍ: اللَّحْمُ الذي فيه سِمَنٌ قَلِيلٌ، عن أَبي حنيفةَ. وقال أَبو عمرو: هُو اللّحم الذي يُشَكُّ فيه، هل فيه دَسَمٌ أَم لا.

  وقالَ غيرُه: لحم مُمرِّقٌ، كمُحدِّث: دَسِمٌ جدّاً، زادَ الزمخشري: يُكثِرُ المَرَق⁣(⁣١).

  ومَرَقَ حَبُّ العِنَب يَمْرُق مُروقاً: انتَثَرَ من رِيح أَو غيرِه، عن أَبي حَنِيفَةَ.

  وثَوْبٌ مُمَرَّق، كمُعَظَّمٍ: مَصْبُوغٌ بالمُرِّيقِ.

  ومَرقْتُ الصِّبغَ من العُصْفُر: أَخرجتُه، وهو مجاز.

  ورجل مِمْراقٌ: دَخَّالٌ في الأُمورِ، وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالزَّاي، وهو غَلَط.

  والمارِقُ العِلْم: النافِذُ في كُلِّ شيءٍ لا يتَعَوَّج فيه.

  ومن المَجازِ: يُقال: ما أَنتَ بأَنْجاهُم مَرَقَةً ومَرَقاً، وما أَنت بأَحْرَزِهم مَرَقاً، أَي: ما أَنتَ بأَسْلَمِهم نفساً. وأَصلُه أَنَّ رَجُلاً أَفلَت من بَيْن قَوم أُخِذُوا، فقيلَ له ذلك.

  والمُمَّرَق: المَخْرجَ. قال رُؤْبَةُ يَصِفُ صائِداً بَنَى نامُوساً:

  وقد بَنَى بَيْتاً خَفِيَّ المُنْزَبَقْ ... رَمْساً من النامُوسِ مَسْدُودَ النَّفَقْ

  مُقْتَدِرَ النَّقْبِ خَفِيَّ المُمَّرَقْ

  وكذلك المَمْرَق، كمَخْرَجٍ وَزْنَاً ومَعْنىً، وهو شِبْه كُوَّة تَمْرُقُ منه الرِّيحُ.

  ومَرَقا الأَنفِ، مُحَرَّكة: حَرْفاه. قالَ ثَعْلَبٌ: هكذا ضَبَطَه ابنُ الأَعْرابيّ، والصَّوابُ: مَرقَّا الأَنفِ بالتَّشْدِيدِ، وقد ذكر في «ر ق ق».

  ومُنْيَةُ أُمارقة: قَرْية بمِصْر من أَعمال المَنْصورَه.

  ومَحلَّةُ مرقة: أُخْرَى بالبُحَيرة.

  [مزق]: مَزَقَه يَمْزِقه مَزْقاً ومَزْقَةً: خَرَقَة. قال العَجّاجُ:

  بحَجَباتٍ يتثَقَّبن البُهَرْ ... كأَنَّما يَمزِقْنَ باللَّحمِ الحَوَرْ

  والحَوَرُ: جُلودٌ حُمْر. والبُهَرُ: الأَوْساط.


(١) وهو الماء الذي يمرق من اللحم، عن الأساس.