تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صلقب]:

صفحة 152 - الجزء 2

  عمرو: إِذَا بلغ الرُّطَبُ اليَبِيس فذلك التَّصْلِيب، وقد صَلَّب. وفي لسان العرب: صَلَّبَتِ التَّمرَةُ: بَلَغَتِ الْيَبِيسَ⁣(⁣١).

  وقال أَبُو حَنِيفة: قَالَ شَيْخٌ من العَرَبِ: أَطْيَبُ مُضْغَةٍ أَكَلَها النَّاس صَيْحَانِيَّة مُصَلِّبَةٌ. بالهاء، وهَكَذَا في المحكم.

  وفي حديث أَبِي عُبَيْدَةَ: «تَمْرُ ذَخِيرَةَ مصَلِّبَةٌ» أَي صُلْبَةٌ، وتَمْرُ المَدِينَةِ صُلْبٌ.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَى المُؤَلِّف من الفَوَائِد الزَّوَائِدِ الَّتِي لم نُشِرْ إِلَيْهَا في أَثْنَاءِ المَادّة: في لِسَان الْعَرَب: قَوْلُهم: صَوْتٌ صَلِيبٌ، وجَرْيٌ صَلِيبٌ على المَثَل. وصَلُب على المال صَلَابَةً: شَحَّ به. أَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِيّ:

  فإِنْ كُنْتَ ذَا لُبٍّ يَزِدْكَ صَلَابَةً ... عَلَى المَالِ مَنْزُورُ العَطَاءِ مُثَرِّبُ

  كذا في المحكم. وقَالَ اللَّيْثُ: الصُّلْبُ من الجَرْيِ، ومِنَ الصَّهِيلِ: الشَّدِيدُ.

  والمَصْلُوب: لَقَبُ مُحَمَّد بْنِ سعيد الأَزْدِيّ مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ، وَلهُ عِدَّةُ أَلْقَاب يُدَلِّسُ بها، ذكره ذُو النَّسَبَيْن في العلم المشهور. وفي مَقْتَل عُمَرَ ¥ «خَرَجَ ابْنُه عَبيد الله⁣(⁣٢) فضَرَب جُفَيْنَةَ⁣(⁣٣) الأَعْجَمِيّ فصَلَّبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ أَي ضَرَبَه حتى صَارَتِ الضَّرْبَة كالصَّلِيبِ.

  وفي بَعْضِ الحَدِيث: «صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَرَ ¥، فوضَعْتُ يَدِي على خَاصِرتي فلما صَلَّى قَالَ: هذا الصَّلْبُ في الصَّلَاةِ كان النبِيُّ يَنْهَى عَنْه».

  أَي أَنه يُشْبِه الصَّلْبَ، لأَن الرجلَ إِذَا صُلِب مُدَّ يَدُه وباعُه على الجِذْعِ. وهَيْئَةُ الصَّلْبِ في الصَّلَاة أَن يَضَعَ يَدَيْه على خَاصِرَتَيْه ويُجَافِيَ بَيْنَ عَضُدَيْه فِي القِيَامِ.

  ويُقَالُ: مَطَر مُصَلِّبٌ «بكسر اللام» أَي شَدِيدٌ يَابِس، كذا في لِسَان العَرَب.

  وفي الأَمْثَال للمَيْدَانِيّ: «صَالِبي أَشَدُّ من نَافِضِك» وَهُمَا نَوْعَان من الحُمَّى، وقد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَةُ إِلَيْه. وفي الأَسَاس، ومِن الْمَجَازِ: عَرَبِيٌّ صَلِيبٌ: خَالِصُ النَّسَب⁣(⁣٤).

  وامرأَةٌ صَلِيبَةٌ: كَرِيمَةُ المَنْصِب عَرِيقَة. وَمَآءٌ صَلِيبٌ: يُسْمَنُ [عليه]⁣(⁣٥) وتَقْوَى عَلَيْه المَاشِيَة وتَصْلُبُ، انتهى.

  والصَّلِيبَةُ: محلة بمصر. والصَّلِيبِيّ: اسْمان. والصُّلْبُ، بالضم: قَرْيَةٌ أَسْفَلَ وادِي زَبيد، كان بها مَسْكن مُوسَى بْنِ عَلِيّ [بن] مهديّ ملك اليمن.

  ومحمد بن صَلَابَة كسَحَابة مُحَدِّث حَكَى عَنْ دَاوُود.

  وبالضَّم الصُّلْبُ بنُ مَطَر الكُوفِيُّ: شيخ لأَبي فُضَيْل.

  والصُّلْبُ بنُ حَكِيم عن أَبِيه عن جَدِّه. وأَبُو حَازِم أَحمدُ بن مُحَمَّد بن الصُّلْب الدَّلَّال شيخٌ لأَبي الزَّرْب. والصُّلْب بنُ عَبْدِ الله بْنِ وَهْب في بني سَامَة بْنِ لُؤَيّ. والصُّلْبُ بْنُ قَيْس بن شَرَاحِيل في نسب مَعْنِ بْن زَائِدَة الشَّيبَانِيّ.

  [صلقب]: الصِّلْقَابُ بالكَسْر: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيّ وصَاحِبُ اللّسَان. وقَال الصَّاغَانِيّ: هو الذي يَسُنُّ أَي يَصُكُّ بَعْضَ أَسْنَانِهِ بِبَعْضٍ قال رُؤْبَةُ:

  يَعْدِلُ عن رَاوُولِ أَشْغَى صِلْقَابْ⁣(⁣٦) ... لِسَانَ مِشْفَآءٍ⁣(⁣٧) طَوِيلِ الأَشْصَابْ

  ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه:

  [صلخب]⁣(⁣٨): صَلْخَبٌ كَجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَة، وهو اسْمٌ. وعُمارة بنُ صَلْخَبٍ قُتِل بالكُوفَةِ، وكان مِمَّن أَراد نُصْرَةَ مُسْلِم بْنِ عَقِيل، كذا في أَنْسَاب البَلَاذُرِيّ.

  [صلهب]: الصَّلْهَبُ: الرَّجُلُ الطَّوِيلُ، عن الأَصْمَعِي، وكذلك السَّلْهَب بالسِّين، قِيلَ: الصَّاد أَصْلٌ، وقِيلَ: السِّين، لأَكْثَريّة التَّصَرُف، ذكرهُمَا ابْنُ جِنّي، قاله شيخنا كالمُصَلْهَبِ.

  وهو أَيْضاً البَيْتُ الكَبِيرُ. قال رُؤْبَةُ:


(١) اللسان: اليبس.

(٢) بالأصل عبد الله تحريف. وما أثبتناه عن النهاية.

(٣) عن اللسان وبالأصل «جفني».

(٤) بعده في الأساس: قال أمية:

ويعرفنا ذو رأيها وصليبِها

(٥) زيادة عن الأساس.

(٦) الشطر في الأصل: يعدل عن راووك أسفى صلقاب وما أثبت عن التكملة.

(٧) مشفاء أي مشراف كما في التكملة.

(٨) كذا بالأصل هنا، وموقعها يجب أن يكون قبل «صلقب».