فصل الباء مع الكاف
  في مِرْفَقَيْهِ تَقاربٌ ولَهُ ... بِرْكَةُ زَوْرٍ كَجبأَةِ الخَزْمِ(١)
  ورجُلٌ مُبْتَرِكٌ مُعْتَمِدٌ على شيءٍ مُلِحٌّ وهو مَجَازٌ قالَ:
  وعامُنَا أَعْجَبَنَا مُقَدَّمُهْ ... يُدْعَى أَبا السَّمْحِ وقِرْضابٌ سِمُهْ
  مُبْتَرِكٌ لكلِّ عَظْمٍ يَلْحُمُهْ(٢)
  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: رجل بُرَكٌ كصُرَدٍ بارِكٌ على الشيءِ وأنْشَدَ:
  بُرَكٌ على جَنْبِ الإِناءِ مُعَوَّدٌ ... أَكلَ البِدَانِ فلَقْمُهُ مُتدارِكُ(٣)
  وقالَ أبو زَيْدٍ: البِرْكَةُ بالكسرِ أن يَدُرَّ لَبَنُ الناقَةِ وهي بارِكَةٌ فيُقيمَها فَيَحْلُبَها قالَ الكُمَيْتُ:
  وحَلَبْتُ برْكَتها اللَّبُو ... نَ لَبونَ جُودِكَ غَيْر ماضِرْ(٤)
  وقالَ اللَّيْثُ: البِرْكَةُ ما وَلِيَ الأَرضَ من جِلْدِ صَدْرِ البَعِيرِ ونَصّ العَيْن مِنْ جِلْد بَطْنِ البَعِيْرِ وما يَلِيْهِ مِنَ الصَّدْرِ، واشْتِقَاقه مِنْ مَبْرَكِ البَعِيْرِ كالبَرْكِ بالفتحِ وقالَ غَيْرُه: البَرْكُ: كَلْكَلُ البَعِيْر وصَدْرُه الذي يَدُوك به الشَّيْء تَحْتَه؛ يُقالُ(٥): وَدَكّ ببَرْكِه وأَنْشَدَ في صِفَةِ الحَرْبِ وشدَّتِها:
  فأَقْعَصَتْهُمْ وحَكَّتْ بَرْكَها بِهِمُ ... وأَعْطَتِ النَّهْبَ هَيَّانَ بن بَيَّانِ(٦)
  وقِيلَ: البِرْكَة جَمْعُ(٧) البَرْكِ كحِلْيَةٍ وحَلْيٍ أو البَرْكُ للإِنْسانِ والبِرْكَةُ بالكسرِ لما سواهُ وفي المُفرَدَاتِ أصل البَرْكِ صَدْرُ البَعيْرِ، وإن اسْتُعْمِلَ في غيره، ويقال له بَرْكٌ أو البرْكُ باطن الصَّدْرِ وقال يعقوب وسط الصَّدرِ والبركة ظاهِرُهُ وأَنْشَدَ يَعْقُوب لابنِ الزِّبَعْرَى:
  حِيْن حَكَّتْ بقُباءٍ بَرْكَها ... واسْتَحَرَّ القَتْل في عَبْدِ الأَشَلّ(٨)
  وشاهِدُ البرْكَة قَوْل أبي دُوَادٍ:
  جُرْشُعاً أَعْظَمُه جُفْرَتُه ... ناتِئُ البرْكَةِ في غَيْرِ بَدَدْ(٩)
  والبِرْكَةُ مِثْل الحَوْضُ(١٠) يُحْفَرُ في الْأَرْضِ لا يُجْعَلُ لَهُ أَعْضَادٌ فَوْق صَعِيْد الأَرْضِ كالبِرْكِ بالكسرِ أَيْضاً وهذه عَنِ اللَّيْثِ وأَنْشَدَ:
  وأَنْتِ التي كَلَّفْتِنِي البِرْكَ شاتياً ... وأَوْرَدْتِنِيْه فانْظُرِي أَيَّ مَوْرِدِ(١١)
  ج بِرَكٌ كعِنَبٍ يُقالُ: سُمِّيَتْ بذلِكَ لإقامَةِ المَاءِ فيها.
  وقالَ ابنُ الأَعْرّابيِّ البِرْكَةُ تَطْفَحُ مِثْل الزَّلَفِ، والزَّلَفُ وَجْه المِرْآة. قالَ الأَزْهَرِيُّ: ورَأَيْت العَرَبَ يُسَمُّون الصَّهاريجَ التي سُوِّيت بالآجُرِّ وضُرِّجَتْ(١٢) بالنُّورَةِ في طرِيقِ مكَّة ومناهِلِها بِرَكاً، واحِدَتها بِرْكَةٌ، قالَ: ورُبَّ برْكَةٍ تكونُ أَلْف ذِرَاعٍ وأَقَلّ وأَكْثَر، وأَمَّا الحِيَاض التي تسوّى(١٣) لماءِ السَّمَاءِ ولا تُطْوَى بالآجُرِّ فهي الأَصْنَاعُ، واحِدُها صِنْعٌ.
  والبِرْكَةُ نَوْعٌ من البُروكِ وفي العُبَابِ: اسمٌ للبُروكِ مِثّل الركْبَة والجِلْسَة، يُقالُ: ما أَحْسَن بِرْكَة هذا البَعِيْر، قالَ ابنُ سِيْدَه: ويُسَمُّون الشاةُ الحَلُوبَةُ برْكَةً، قالَ غَيْره: والإِثْنَتَانِ بِرْكَتَانِ وج بِرْكاتٌ بالكسرِ، والبِرْكَةُ أَيْضاً مُسْتَنْقِعُ الماءِ عَن ابنِ سِيْدَه، قالَ والبِرْكَةُ الحَلْبَةُ من حَلَبِ الغَداةِ وقد تُفْتَحُ قالَ: ولا أَحقها، وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ: البِرْكَةُ بُرْدٌ يَمَنِيٌّ وأَنْشَدَ لمالِكِ بنِ الرَّيْبِ:
  إِنَّا وَجَدْنا طَرَدَ الهَوَامِلِ ... بَيْن الرَّسِيْسَين وبَيْن عاقِلِ
  والمَشْيَ في البِرْكَةِ والمَرَاجِلِ ... خَيْراً مِنَ التأنانِ في المَسَائِلِ
(١) اللسان والصحاح.
(٢) اللسان.
(٣) اللسان.
(٤) اللسان والتهذيب والتكملة وفيهما «غير ما صر» بالصاد المهملة، وعجزه في المقاييس ١/ ٢٣٠.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ودك كذا بخطه والذي في اللسان يقال: حكه ودكه وداكه ببركه وهي ظاهرة».
(٦) التهذيب واللسان والأساس والمقاييس ١/ ٢٢٨.
(٧) في القاموس: «أو جمع».
(٨) اللسان.
(٩) اللسان.
(١٠) ضبطت عن القاموس بالضم وهو مقتضى سياقه، وتصرف الشارح في الجملة والمقتضى أن تجرّ.
(١١) اللسان والتكملة والتهذيب.
(١٢) الأصل والتهذيب وفي اللسان: وضرجت.
(١٣) في التهذيب: التي تحتقر وتسوّى.