فصل الباء مع الكاف
  وعِدَّة العامِ وعامٍ قَابِلِ ... مَلْقُوحَة في بَطْنِ نارٍ حائِلِ(١)
  هكذَا رَوَاه إبْراهِيم الحَربيّ عَنْه، قالَ الصَّاغَانيُّ: لم أَجْدِ المَشْطورَ الثالِثَ الذي هو مَوْضِعُ الاسْتِشْهادِ في هذهِ الأُرْجُوزَةِ.
  والبُركَةُ: بالضمِ طائِرٌ مائِيٌّ صغيرٌ أَبْيَضُ ج بُرَكٌ كصُرَدٍ وعَلَيه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، زَادَ غَيْرُه: وأَبْرَاكٌ وبُرْكانٌ مِثْل أَصْحابٍ ورُغْفانٍ ويُكْسَرُ قالَ ابنُ سِيْدَه: وعِنْدِي أنَّ أَبْراكاً وبُرْكاناً جَمْعُ الجَمْعِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لزُهَيْرِ يَصِفُ قطَاةً فَرَّتْ مِنْ صَقْرٍ إلى ماءٍ ظاهِرٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ:
  حتَّى اسْتَغَاثَتْ بماءٍ لا رِشَاءَ لَهُ ... مِنَ الأَبَاطِحِ في حافاتِهِ البُرَكُ(٢)
  وفَسَّرَ بَعْضُهم هذا البَيْتَ فقالَ: البُرَكُ: الضَّفادِعُ، قالَ الصَّاغَانيُّ: والحَمالَةُ نَفْسُها تُسَمَّى بُرْكَةً، أو هو(٣) رِجالُها الذينَ يَسْعَوْنَ فيها ويَتَحَمَّلونَها أي الحَمَالَة قالَ الشَّاعِرُ:
  لقَدْ كانَ في لَيْلَى عَطَاء لبُرْكةٍ ... أَناخَتْ بكم تَرْجو الرَّغائِبَ والرَّفْدا(٤)
  ويُقالُ: البُرْكَةُ: الجَمَاعَةُ من الأَشْرافِ لسَعْيِهم في تَحَمّلِ الحَمَالات وهم الجُمَّةُ أَيْضاً، والبُرْكَةُ: ما يأخُذُه الطَّحَّانُ على الطَّحْنِ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ، وأَيْضاً الجَماعَةُ يَسْألونَ في الدِّيَّةِ وبه فسّرَ أَيْضاً قَوْل الشاعِرِ السَّابِقِ، ويُثَلَّثُ وبَرْكَةُ الأُرْدُنِيُّ بالضم مِنْ أَهْلِ الشَّأْمِ رَوَى عن مَكْحولٍ وعَنْه مُحَمَّدُ بنُ مهاجِر قالَهُ البُخَارِيُّ وابنُ حَبَّانٍ.
  وبَرَكَةُ بنُ الوَلِيْدِ أبو الوَلِيدِ المُجاشِعِيُّ مُحرَّكةً تابِعِيُّ ثِقَةٌ رَوَى عَن ابنِ عَبَّاس وعَنْه خالِدُ الحَذَّاء قالَهُ ابنُ حَبّانٍ، ومِنَ المَجَازِ ابْتَرَكوا في الحَرْبِ إذا جَثَوْا للرُّكَبِ فاقْتَتَلوا ابْتِرَاكاً وهي البَروكاءُ كجَلُولاءَ والبَرَاكاءُ بالفتحِ والضمِ وهو الثَّبَاتُ في الحَرْبِ عَنِ ابنِ دُرَيْدٍ؛ زَادَ غَيْرُه: والجِدّ قالَ: وأَصْلُه مِنَ البُرُوكِ؛ قالَ بِشْرُ بنُ أبي حَازِمٍ:
  ولا يُنْجِي مِنَ الغَمَراتِ إلَّا ... بَرَاكاءُ القتالِ أو الفِرَار(٥)
  والبَراكاءُ: ساحَةُ القِتَالِ. وقالَ الرَّاغِبُ بَراكاءُ الحَرْبِ وبُرُوكاؤُها للمَكَانِ الذي يَلْزَمُه الأَبْطَالُ. وابْتَرَكوا في العَدْوِ أي أسْرَعوا مُجْتَهِدينَ قالَ زُهَيْرٌ:
  مَرّاً كِفاتاً إذا ما الماءُ أَسْهَلَها ... حتَّى إذا ضُرِبَت بالسُّوطِ تَبْتَرِكُ(٦)
  كما في الصِّحَاحِ، والإِسْمُ البُروكُ بالضمِ قالَ:
  وهنَّ يَعْدُون بنَا بُرُوكاً(٧)
  وابْتِرَاكُ الفَرَسِ أن يَنْتَحِي عَلَى أَحَدِ شِقَّيْه في عَدْوه، وهو مِنْ ذلِكَ. وابْتَرَكَ الصَّيْقَلُ مالَ على المِدْوَسِ في أَحَدِ شِقَّيْه، ومِنَ المَجازِ: ابْتَرَكتِ السَّحابَةُ إذا اشْتَدَّ انْهِلالُها وسَحَابٌ مُبَرَّكٌ وهو المُعْتَمِدُ الذي يقشرُ وَجْه الأَرْضِ قالَ أَوْسُ بنُ حُجْرٍ يَصِفُ مَطَراً:
  يَنْفِي الحَصَى عَنْ جدِيدِ الأَرْضِ مُبْتَرِكاً ... كأنَّه فاحِصٌ أو لاعِبٌ دَاحِي(٨)
  وابْتَرَكَ السَّحَابُ أَلَحَّ بالمَطَرِ، وابْتَرَكَتِ السماءُ دامَ مَطَرُها كَبَرَكَتْ وأبْرَكَتْ. قالَ الصَّاغَانيُّ: وابْتَرَكَ أَصَحّ، ومِنَ المَجَازِ: ابْتَرَكَ الرَّجُلُ في عِرْضِهِ وكذَا ابْتَرَكَ عليه إذا تَنَقَّصَهُ وشَتَمَهُ واجْتَهَدَ في ذَمِّهِ. والبَرُوكُ: كصَبورٍ امْرَأَةٌ تَزَوَّجُ ولَها ابنٌ(٩) كَبيرٌ بالِغٌ كما في الصِّحَاحِ. وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: البُرُوكُ: بالضم الخَبيصُ قالَ: وقالَ رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ لامْرَأَتِه: هَلْ لكِ في البُرُوكِ؟ فأَجَابَتْه إنَّ البُرُوكَ عَمَلُ المُلُوكِ، والإِسمُ منه البَريكَةُ كسَفِينَةٍ وعَمَلَه البُرُوك وليْسَ هو الرُّبُوك، وأَوَّلُ مَنْ عَمِلَ الخَبِيْص عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْه، وأَهْدَاها إلى أَزْوَاجِ النبيِّ ﷺ، وأَمَّا الرَّبِيْكَةُ
(١) الأول والثالث في اللسان والتهذيب والتكملة.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ٥٠ واللسان والصحاح والتهذيب.
(٣) في اللسان: والبركة الحمالة ورجالها.
(٤) اللسان.
(٥) من قصيدة مفضلية ٢/ ١٣٨ واللسان والمقاييس ١/ ٢٢٩ والتهذيب.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٤٩ واللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح برواية:
حتى إذا مسّها بالسوط تبترك
(٧) اللسان والتهذيب والتكملة والمقاييس ١/ ٢٢٩.
(٨) ديوانه ط بيروت ص ١٦ وصدره فيه:
ينزع جلد الحصى أجش مبتركٌ
(٩) في القاموس: «ولدٌ».