فصل الحاء مع الكاف
  وحَنَكُ الغُرابِ محرَّكةً مِنْقَارُهُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أو سَوادُه؛ وقالَ الرَّاغبُ: سوادُ رِيشِهِ؛ قالَ ابنُ بَرِّي: وحَكَى عليُّ بنُ حَمْزَةَ عن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه أَنْكَرَ قَوْلَهم: أسودُ من حَنَكِ الغُرابِ، قالَ أَبُو حاتِمٍ: سأَلْتُ أُمَّ الهَيْثمِ فقلْتُ لها أَسْودُ ممَّاذا؛ قالت: من حَلَكِ الغُرابِ لحييه(١) وما حَوْلهما ومنْقَارَه وليسَ بشيء وقالَ قومٌ: النونُ بدلٌ من اللامِ وليسَ بشيءٍ أَيْضاً. وقالُوا: أسْوَدُ حائِكٌ وحالِكٌ شديدُ السَّوادِ.
  والحُنْكَةُ بالضم وككِتابٍ خَشَبَةٌ تَضُمُّ الغَراضِيفَ(٢) أي غَراضِيفَ الرَّحْلِ كما في التَّهْذِيبِ أو قدَّةٌ تَضُمُّها كما في الصِّحاحِ زَادَ: وجَمْعُه حِنَاكٌ كبُرْمَةٍ وبِرَام عن أَبي عُبَيْدٍ.
  والحُنْكَةُ خَشَبَةٌ تُرْبَطُ تَحْتَ لَحْيَيِ الناقةِ ثم يُرْبَطُ الحَبْلُ إلى عُنُقِ الفَصيلِ فَتَرْأَمُه عن ابن عَبَّادٍ؛ ولكن نصّه في المحيطِ: الحِنَاكَةُ بالكسرِ(٣)، قالَ: والجَمْعُ الحَنَائِكُ: ففي كلامِ المصنِّفِ مَحَلُّ تأمُّلٍ.
  وحِناكُ بنُ سَنَّةَ القَيْسِيّ ككِتابٍ، وحِناكُ بنُ ثابِتٍ وأبو حِناك بنُو أبي بكرِ بنِ كِلابٍ وأبو حِناكٍ البَراءُ بنُ رِبْعِيٍّ شُعَراءُ في الجاهِلِيَّةِ الأخيرُ من بني فقعس.
  ويقالُ: أحْنَكَهُ عن هذا الأَمْرِ إحْناكاً أي رَدَّهُ مثل أحْكَمَهُ.
  والحَنِيكَةُ كسفينَةٍ الجَيِّدَةُ الأكْلِ من الدَّوابِّ يقالُ: ناقَةٌ حَنِيْكَة وشاةٌ حنِيْكَة. والحَنِيْكُ: كأميرٍ المُجَرَّبُ الذي حَنَّكَتْه التجارِبُ والسِّنُّ وهذا قد تقدَّمَ آنِفاً فهو تكْرارٌ.
  وتَحَنَّكَ أدارَ العِمامةَ من تحتِ حَنَكِهِ وهو التَّلَحِّي أَيْضاً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
  واسْتَحْنَكَ الرَّجُلُ إذا اشْتَدَّ أكْلُه بعدَ قِلَّةٍ نَقَلَه الصَّاغَانيُّ.
  وفي التَّهْذِيبِ: قَوِيَ أكْلَه واشْتَدَّ بعدَ ضَعْفٍ(٤) وقِلَّةٍ.
  واسْتَحْنَكَ العِضاهُ أي انْقَلَعَ من أصْلِهِ ومنه حدِيثُ خُزَيْمة: «والعِضَاه مُسْتَحْنِكا» أي مُنْقَلِعاً من أَصْلِه؛ قالَ ابنُ الأثيرِ: هكذا جاءَ في روايةٍ.
  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
  الحِنَاكُ: بالكسرِ وثَاقٌ يُرْبَطُ به الأسيرُ وهو غُلٌّ كلَّما جُذِبَ أَصَابَ حَنَكَه؛ قالَ الرَّاعِي يذْكُرُ رجلاً مأسوراً:
  إذا ما اشْتَكَى ظُلْمَ العَشِيرة عَضَّهُ ... حِناكٌ وقَرَّاصٌ شديدُ الشَّكاتِمِ(٥)
  وأخَذَ بحِنَاكِ صاحبِهِ إذا أَخَذَه بحَنَكِه ولَببَّه ثم جَرَّه إليه.
  والحُنُك بضمَّتَنْن: الأَكَلَةُ منَ الناسِ؛ وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: هُمُ العُقلاءُ، جَمْعُ حَنِيْك.
  والحانِكُ من يدقُّ حَنَكَه باللِّجامِ، حَكَى ثَعْلَب أَنَّ الأَعْرَابيِّ أَنْشَدَه لزياد(٦) بن سَيَّار الفَزَارِيّ:
  إنْ كنتَ تُشْكى بانجِماعِ ابنِ جَعْفَرٍ ... فإنَّ لَدَيْنا مُلجِمِينَ وحَانِك(٧)
  ورجُلٌ مَحْنُوكٌ: عاقِلٌ، عن ابنِ الأعْرَابيِّ.
  والحَنِيكُ: الشيْخُ، عنه أَيْضاً وأَنْشَدَ(٨):
  وهَبْتُه من سَلْفَعٍ أَفُوكِ ... ومن هِبِلٍّ قد عَسَا حَنِيكِ
  يَحْمِلُ رأْساً مِثْل رأْسِ الديكِ(٩)
  والحَنِيْكُ: البَخِيْلُ عن أَبي عَمْرٍو. واحْتَنَكَ البَعيرُ الصليانةَ إذا اقْتَلَعَها من أَصْلِها نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ: واحْتَنَكَ الرجُلُ: اسْتَحْكَم.
  والحَنَكُ: محرَّكةً وادٍ من أَوْديةِ الحجازِ على طريقِ حاجِّ مِصْرَ.
  وحنك المَرُوزِيُّ: له حِكايةٌ مَعَ أَحْمد بنِ حَنْبَل وأَبُو الحَسَنِ محمَّدُ بن نُوحٍ بنُ عَبْدِ الله المحدِّث يُعْرَفُ بالحَنَكِ ضَبَطَه الحافِظُ(١٠).
(١) في اللسان: لحيَيْه.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «العراصيف» ومثلها في التهذيب، أما القاموس فكاللسان.
(٣) في التكملة: «الحِناك».
(٤) الذي في التّهذيب: «إذا اشتد أكله بعد قلّة» كالأصل، وهذا القول في اللسان. ولم يعزه للأزهري.
(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٥٥ وانظر تخريجه فيه، والتهذيب واللسان.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لزبان، كذا بخطه، والذي في اللسان: لزياد، فحرره» والأصل الصواب موافقاً لما في الشعر والشعراء لابن قتيبة ص ٧٧ والضبط عنه.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وحانك، هكذا في اللسان أيضاً، وكان حقه: وحائكا، فلتحرر القافية».
(٨) في الأساس: وأنشد الجاحظ لامرأة.
(٩) اللسان والأساس الثالث فيها برواية:
أشهب ذي رأس كرأس الديك
(١٠) ذكرهما الحافظ ابن حجر، انظر التبصير ١/ ٢٤١ و ٢٦٩.