تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهمزة مع اللام

صفحة 34 - الجزء 14

  ¥: سُئِلَ رَسُولُ الله : مَنْ آل محمّدٍ؟ قال: «كلُّ تَقِيٍّ» قالَ الأَعْشَى في الآلِ بمعْنَى الأَتْبَاعِ:

  فكذّبُوها بما قالت فَصَيحتهم ... ذُو آلِ حَسَّانَ يُزْجِي الموتَ والشَّرَعا⁣(⁣١)

  الشرع الأَوْتَار، يعْنِي جَيْشَ تُبَّعٍ. وقد يقحم الآل كما قالَ:

  ألاقي من تذكَّر آل ليلى ... كما يَلْقَى السليم من العدادِ

  ولا يُسْتَعْمَلُ الآلُ إلَّا فيما فيه شَرَفٌ غالِباً فلا يقالُ آلُ الإِسْكافِ كما يقالُ أَهْلُهُ وخصّ أَيْضاً بالإِضافَةِ إِلى أَعْلام النَّاطِقِين دونَ النَّكِرَات والأَمْكِنَة والأَزْمِنَة فيقالُ: آلُ فلانٍ ولا يقالُ آلُ رجلٍ ولا آلُ زمانِ كذا، ولا آلُ موضِع كذا، كما يقالُ أَهْلُ بلدِ كذا وموضِعِ كذا، وأَصْلُهُ أَهْلٌ أُبْدِلَتِ الهاءُ هَمْزَةً فصارتْ أألٌ تَوَالَتْ هَمْزَتانِ فأُبْدِلَتِ الثانيةُ أَلِفاً فصارَ آلُ وتَصغيرُه أُوَيْلٌ وأُهَيْلٌ والآلَةُ الحالَةُ يقالُ هو بآلَةِ سوءٍ، قالَ أَبو قردودة الأَعْرَابيُّ:

  قد أَرْكَبُ الآلَةَ بَعْدَ الآلَهْ ... وأَتْرُكُ العاجِزَ بالجَدَالَهْ

  منْعَفِراً ليْسَتْ له مَحَالَهْ⁣(⁣٢)

  والآلَةُ: الشِّدَّةُ وأَيْضاً الجَنَازَةُ أي سَريرُ المَيِّتِ عن أَبي العَمَيثَلِ قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ ¥:

  كُلُّ ابن أُنْثَى وإن طالَتْ سَلامَتُه ... يوماً على آلَةٍ حدْباءَ مَحْمول⁣(⁣٣)

  وقيلَ الآلَةُ هنا الحالَةُ والآلَةُ أَيْضاً ما اعْتَمَلْتَ به من أَداةٍ يكونُ واحداً وجمعاً أَو هي جمعٌ بِلا واحدٍ أَو واحدٌ ج آلاتٌ وأَوْلٌ ع بأرضِ غَطَفانَ بَيْن خَيْبَرَ وجَبَلَيْ طيَّءٍ على يَوْمَين من ضِرغد وأَيضاً وادٍ بين مكةَ واليمامة بَيْن الغيل والأَكَمَةِ قالَ نُصَيْبُ:

  ونحنُ مَنَعْنَا يومَ أَوْلَ نِسَاءَنا ... ويوم أُفَيءٍ والأسِنَّةُ تَرْعُفُ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ:

  أَيا نَخْلَتَيْ أَوْلٍ سَقَى الأَصْلَ مِنْكما ... مَفِيضُ النَّدَى والمُدْجِناتُ ذُرَاكُما⁣(⁣٥)

  وأَوالٌ كسَحابٍ⁣(⁣٦) جَزيرةٌ كبيرةٌ بالبَحْرَيْنِ بيْنَها وبَيْن القَطِيفِ مَسِيْرَة يَوْم في البَحْرِ عندَها مَغاصُ اللُّؤْلُؤ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ:

  مَال الحُدَاةُ بها بعَارِضِ قَرْيَةٍ ... وكأَنَّها سُفُنٌ بسِيفِ أَوَالِ⁣(⁣٧)

  ويُرْوَى: بعَارِضِ قُرْنَةٍ والعَارِضُ: الجَبَلُ وأَوَالُ: صَنَمٌ لبَكْرٍ وتَغْلِبَ ابني وَائِلٍ والأَوَّلُ لِضِدِّ الآخِرِ يَأْتِي ذِكْرُه في وأَل، وبعضُهم ذَكَرَه في هذا الترْكِيبِ لاخْتِلافِهم في وَزْنِه والإِيالاتُ بالكسرِ الأَوْدِيَةُ قالَ أَبو وَجْزَةَ السَّعْدِيّ:

  حَتَّى إِذا ما إِيَالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً ... وقد رَبَعْنَ الشّوَى من ماطِرٍ مَاجِ⁣(⁣٨)

  جَرَتْ بُرُحاً أَي عَرَضَتْ عن يسارِه، ورَبَعْنَ أَمْطَرْنَ، ومَاطِرٌ أَي عَرَقٌ يقُولُ أَمْطَرَت قَوائِمُهُنَّ من العَرَقِ، والمَاجُ المِلْحُ. وأَوِلَ كفَرِحَ سَبَقَ قال ابنُ هَرْمَةَ:

  إنْ دَافَعُوا لم يُعَبْ دِفَاعُهُمُ ... أو سَابَقُوا نَحْوَ غَايَةٍ أَوِلُوا⁣(⁣٩)

  وأَوْلِيلُ مَلَّاحَةٌ بالمَغْرِبِ كذا نَقَلَه الصَّاغَانيُّ، وهي أَوْلِيلَةُ، مدينةٌ شهيرةٌ ذَكَرَها غيرُ واحِدٍ من المُؤَرِّخِين، وكان قَدِمَها مَوْلاي إدْريس الأَكْبر حين دَخَلَ المَغْرِب قَبْل أَنْ يَبْنِي فَاس.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  المآلُ: المَرْجِعُ. وقالَ شَمِرٌ: الإِيْلُ بكسرٍ فتشديدٍ أَلْبانُ الأَيَايِل وقالَ أَبُو نَصْر⁣(⁣١٠): هو البَوْلُ الخاثِرُ من أَبْوالِ الأَرْوَى إِذا شَرِبَتْه المرْأَةُ اغْتَلَمَتْ قالَ الفَرَزْدَقُ:


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٠٦ برواية «فصبحهم» واللسان.

(٢) الأول والثاني في اللسان والصحاح.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) معجم البلدان «أول».

(٥) اللسان، والبيت في معجم البلدان «أون» عن بعض الأعراب وروايته:

أيا أثلتيْ أون سقى الأصل منكما ... مسبل الربى والمدجنات رُباكما

(٦) قيدها ياقوت بالضم ويروى بالفتح.

(٧) ديوانه ص ٢١١ والتكملة ومعجم البلدان «أوال».

(٨) التكملة.

(٩) التكملة. (١٠) الأصل والتهذيب وفي اللسان: قال أبو منصور، وقيده في التهذيب واللسان «بالفتح» يعني: الأيّل بفتح الهمزة.