تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خبل]

صفحة 188 - الجزء 14

  وقالَ أَبُو المَكَارِمِ: وَعْلة تَخِرُّ من رأْسِ الجَبَلِ إلى أَسْفَلِه، كما في العُبَابِ⁣(⁣١).

  والوَعْلَةُ صَخْرةٌ كَبيرةٌ.

  وحَيْلَةُ د بالسَّراةِ كانَ يسْكنُها بَنُو ثابِرٍ فأَجْلَتْهم عنها قَسْرُ بنُ عَبْقَرٍ بنِ أنْمَار بن أَرَاش.

  والحِيْلَةُ: اسمٌ من الاحْتيالِ كالحَيْلِ والحَوْلِ والحَوْلَة، وأَصْلُه الواو مَحَل ذِكره «ح ول».

  والحَيْلُ: القُوَّةُ كالَحوْلِ، ومنه الدّعاءُ الطويلُ الذي رَوَاه التَّرْمذيُّ في جامِعِه: «اللهُمَّ ذا الحَيْل الشَّديد»، وأَصْحابُ الحدِيثِ يُصَحِّفُونَه ويَرْوُونه: الحَبْل بالباءِ الموحدَةِ. ويقالُ: لا حَيْل ولا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ فإِن جَعَلْت الحَيْل مُخَفَّفاً من الحيل وأَصْلُه حُيولٌ كالقَيْل فموضِعُ ذِكْرِه تَرْكيبُ ح ول والَّا فهذا التَّرْكِيبُ.

  والحَيْلُ: الماءُ المُسْتَنْقَعُ في بَطْنِ وادٍ ج أَحْيالٌ وحُيولٌ، وقد حَالَ الماءُ يَحِيلُ.

  وحَيْلُ ع بَيْن المدينةِ وخَيْبَر كانَتْ بها لقاح رَسُول اللهِ ، فأَجْدَبَتْ فقَرَّبُوها إلى الغابَةِ فأَغَارَ عليها عُيَيْنَةُ بنُ حصنٍ، قالَهُ نَصْرُ.

  ويومُ الحَيْلِ من أيامِهِم المَعْرُوفَةِ.

  وحَيْلانُ ة منها مَخْرَجُ القَناةِ التي تَجْرِي في وَسَطِ حَلَبَ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الحِيْلانُ بالكسرِ الحَدائِدُ بخَشَبِها يُداسُ بها الكُدْسُ كما في العُبَابِ.

  وحالَ يَحيلُ حُيولاً تَغَيَّرَ، لُغَةٌ في حَالَ يَحُولُ حُؤولاً.

  وحَيْلِ حَيْلِ كجَيْرِ زَجْرٌ للمِعْزى.

فصل الخاء المعْجَمةِ مَعَ اللامِ

  [خبل] الخَبْلُ: بالفتحِ فَسادُ الأَعْضاءِ، كما في المُحْكَمِ، زَادَ الأَزْهَرِيُّ: حتى لا يَدْرِي كيفَ يمْشِي، قالَ الصَّاغانيُّ: ومنه الحدِيثُ: «أَنَّ الأَنْصارَ شَكَتْ إلى رَسُولِ الله، ، أَنَّ رَجلاً صاحِبُ خَبْلٍ يأْتي إلى نَخْلِهم فيُفْسِدُ»، أَرادُوا بالخَبلٍ الفَسادَ في الأَعْضاءِ. وفي حديثٍ آخَر: «مَنْ أُصِيبَ بدَمٍ أَو خَبْل فهو بَيْن إحْدَى ثلاثٍ بَيْن أَنْ يَعْفو أَو يَقْتَص أَو يَأْخُذَ الدِّيَةَ، فإنْ فَعَل شيئاً من ذلِكَ ثم عَدا بعْد فإنَّ له النارَ خالِداً فيها مخلَّداً».

  والخَبْلُ: الفالِجُ، يقالُ: أَصَابَه خَبْلٌ أي فالِجٌ وفَسادُ أَعْضاءٍ، ويُحَرَّكُ فيهما، ويقالُ بَنُو فلانٍ يُطَالبُونَ بدماءٍ وخَبْل أي قَطْعُ الأَيْدِي والأَرْجُلِ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ وابنُ سِيْدَهَ ج خُبولٌ هو جَمْعُ الخَبَلِ بالفتحِ.

  ومن المجازِ: الخَبْلُ: ذَهابُ السِّينِ والفاءِ كذا في النسخِ، وفي المُحْكَمِ: والتاء وكأنَّه غلطٌ، والصوابُ ماهُنا، من مُسْتَفْعِلُنْ في عَرُوضِ البَسيطِ والرَّجزِ، مُشْتَقُّ من الخَبْل الذي هو قَطْعُ اليَدِ.

  قالَ أَبُو إسْحق: لأَنَّ السَّاكِنَ كأَنَّه يَدُ السَّبَبِ فإذا ذهَبَ السَّاكِنَان فكأَنَّه قُطِعَتْ يَداهُ⁣(⁣٢) فبقِي مُضْطرِباً، وقد خَبَل الجزءَ وخَبَّله.

  وفي العُبَابِ: من أَسماءِ الفاصِلَةِ الكُبْرى الخَبْل. وهو الجَمْعُ بَيْن الجبن والطي. وبمَا عَرَفْت فقَولُ شيْخِنا عِبَارَته ليْسَتْ في كلامِهم لأَنَّهم يُعَبِّرُونَ عنه بحذْفِ الثاني والسَّابعِ غَيْر وَجِيهٍ، ولعلَّه الرَّابعِ، ثم قالَ: وهو من أَنْواعِ الزحَّافِ المزْدَوجِ.

  والخَبْلُ الحَبْسُ، يقالُ: خَبَلَه خَبْلاً إذا حَبَسه وعَقَله.

  وما خَبَلَك عَنَّا خَبْلاً أي ما حَبَسَك.

  واللهُ تعالىَ خابِلُ الرِّياحِ وإذا اشاءَ أَرْسَلَها.

  والخَبْل: المَنْعُ، يقالُ: خَبَلَه عن كذا أي مَنَعه، يَخْبلُه خَبْلاً.

  والخَبْلُ في كلِّ شيءٍ: القَرْضُ والاسْتِعارةُ، ومنه: اسْتخْبَله فأَخْبَلَه كما سَيَأْتي.

  والخَبْلُ: ما زِدْتَه على شَرْطِكَ الذي يَشْتَرطُهُ الجَمِّالُ، وفي المُحْكَمِ: الذي يَشْتَرِطُهُ لك الجَمَّالُ.


(١) نص كلام أبي المكارم في التكملة: «الحيلة بالفتح وعلة تخر من رأس الجبل، رواه بضم الخاء، إلى أسفله ثم تخر أخرى ثم أخرى فإذا اجتمعت الوعلات فهي الحيلة» وانظر اللسان.

(٢) في القاموس: «يدُه» والمثبت كاللسان.