تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل السين المهملة مع اللام

صفحة 338 - الجزء 14

  وقَوْلُ الجَوْهَرِيِّ: اللِّسانُ الخَطيبُ بغيرِ واو سَهْوٌ، والصَّوابُ: والخَطيبُ بحَرْفِ عَطْفٍ ولكنْ صَحَّحَ بعضٌ أَنَّ اللِّسانَ قد يُوْصَفُ بالخَطابَةِ أَيْضاً فلا سَهْو، نَقَلَه شيْخُنا وعِنْدِي فيه نَظَرٌ.

  والمِسْحَلُ: اللِّجامُ كالسِّحالِ ككِتابٍ، كما تقُولُ: مِنْطَقٌ ونِطَاقٌ ومِئْزَرٌ وإِزَارٌ، ومنه الحدِيثُ: «أَنَّ الله ø قالَ لأَيُّوب على نَبيِّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام: لا يَنْبَغِي لأَحدٍ أَنْ يُخَاصِمني إِلَّا مَنْ يَجْعَل الزِّيارَ⁣(⁣١) في فَمِ الأَسَدِ والسِّحَال في فَمِ العَنْقاء»، ويُرْوَى: الشِّحَاك بالشِّينِ والكافِ، وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِه.

  أَو المِسْحَلُ: فَأْسُه وهي الحدِيدَةُ القائِمَةُ في الفَمِ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في كتابِ السرج واللِجامِ.

  ومن المجازِ: المِسْحَلُ: الخَطِيبُ البَليغُ الشحشح الذي لا يكادُ يَنْقَطِعُ في خُطْبَتِه وهو فَوْقَ المصقع.

  وقيلَ: المِسْحَلُ: حَلْقتانِ إِحْدَاهُما مُدْخَلة في الأُخْرَى على طَرَفَيْ شَكيمِ اللِّجامِ وهي الحدِيدَةُ التي تحت الحَجْفَلَةٍ السُّفْلَى، قالَ رُؤْبةُ:

  لولا شَكِيمُ المِسْحَلَين انْدَقَّا⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: مِسْحَل اللِّجامِ: الحدِيدَةُ التي تَحْتَ الحَنَكِ، قالَ: والفَأْسُ الحدِيدَةُ القائِمَةُ في الشَّكِيْمةِ، والشَّكِيْمةُ الحدِيدَةُ المُعْتَرِضَة في الفَمِ، والجَمْعُ المَسَاحِلُ، قالَ الأَعْشَى:

  صَدَدْتُ عن الأَعْدَاءِ يَوْم عُبَاعِبٍ ... صُدُودَ المَذَاكِي أَفْرَعَتها المَساحِلُ⁣(⁣٣)

  ومن المجازِ: شَابَ مِسْحَله هو جانِبُ اللِحْيَةِ أَو أَسْفَلُ العِذارَيْنِ إِلى مُقَدَّمِ اللِّحْيَةِ أَو هو الصُّدْغُ، وهُما مِسْحَلانِ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ، والمِسْحَلُ: مَوْضِعُ العِذَارِ في قَوْلِ جَنْدل الطُّهَويِّ.

  عُلِّقْتُها وقد تَرَى في مِسْحَلي⁣(⁣٤)

  أَي في مَوْضِعِ عِذَارِي من لحْيَتِي، يعْنِي الشَّيْب، قالَ: وأَمَّا قَوْلُ الشاعِرِ:

  الآنَ لَمَّا ابْيَضَّ أَعْلَى مِسْحَلِي⁣(⁣٥)

  فالمِسْحَلانِ هُنا الصُّدْغانِ وهُما من اللِجَامِ الخَدَّانِ.

  والمِسْحَلُ: النهايَةُ⁣(⁣٦) في السَّخاءِ.

  وأَيْضاً: الجَلَّادُ الذي يُقيمُ الحُدودَ بَيْن يَدَيْ السُّلْطان.

  وأَيْضاً: السَّاقي النَّشيطُ.

  وأَيْضاً: المُنْخُلُ.

  وأَيْضاً: فَمُ المَزادَةِ.

  وأَيْضاً: الماهِرُ بالقُرآنِ من السَّحْلِ وهو السَّرْدُ والتَّتَابعُ والصَّبّ.

  وأَيْضاً: الثَّوْبُ النَّقيُّ الرَّقيقُ يكونُ من القُطْنِ.

  وأَيْضاً: الشُّجاعُ الذي يَعْمَلُ، هكذا في نسخِ المُحْكَمِ، وفي العُبَابِ يَحْمِل وحْدَه.

  وأَيْضاً: المِيزابُ الذي لا يُطاقُ ماؤُهُ.

  وأَيْضاً: العَزْمُ الصَّارِمُ، يقالُ: رَكِبَ فلانٌ مِسْحَلَه إِذا عَزَمَ على الأَمْرِ وجَدَّ فيه وأَنْشَدَ أَبُو عُمَرَ الجرميّ لصَخْرِ بنِ عَمْرٍو البَاهِلِيِّ:

  وإِنَّ عِنْدِي إِن رَكِبْتُ مِسْحَلِي⁣(⁣٧)

  وتقدَّمَ عن ابنِ سِيْده أَنَّه أَنْشَدَه شاهِداً على معْنَى اللِّسانِ.

  وأَيْضاً: الحَبْلُ، وفي المُحْكَمِ، الخَيْطَ، يُفْتَلُ وحْدَه فإِنْ كانَ معه غَيْرُه فهو مُبْرَمٌ ومُغَارٌ.

  وأَيْضاً: الغَيُّ، يقالُ: رَكِبَ فلانٌ مِسْحَلَهُ أَي تَبعَ غَيَّهُ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: الزيار، قال ابن الأثير: الزيار شيء يجعل في فم الدابة إذا استصعبت لتنقاد وتذل ا ه».

(٢) ديوانه ص ١٨٠ واللسان والتهذيب.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ١٣٨ واللسان والتهذيب، وفي الديوان: أقرعتها بدل أفرعتها.

(٤) اللسان والتهذيب والأساس وفيها «نزا» بدل «ترى» وبعده فيها:

شيبٌ وقد حاز الجلا مُرَجَّلي

(٥) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٦) في القاموس: الغايةُ.

(٧) التهذيب واللسان وبعده فيه:

سم ذراريح رطابٍ وخشي