تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سلل]:

صفحة 350 - الجزء 14

  وقالَ سِيْبَوَيْه: انْسَلَلْت ليْسَتْ للمَطَاوَعَةِ إِنَّما هي كفَعَلْت، وقَوْلُه تعالَى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً}⁣(⁣١)، قالَ اللّيْثُ يَتَسَلَّلون ويَنْسَلُّون واحِدٌ.

  والسُّلالَةُ: بالضمِ، ما انْسَلَّ من الشَّيءِ.

  والنُّطْفَةُ سُلالَةُ الإِنْسانِ؛ قالَ الله تعالَى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ}⁣(⁣٢).

  وقالَ الفرَّاءُ: السُّلالَةُ الذي سُلَّ من كلِّ تُرْبةٍ.

  وقالَ أَبُو الهَيْثمِ: ما سُلَّ من صُلْب الرجُلِ وتَرَائِبِ المَرْأَةِ كما يُسَلُّ الشيءُ سَلًّا.

  ورُوِي عن عَكْرمَةَ أَنَّه قالَ في السُّلالَةِ: الماءُ يُسَلُّ من الظَّهْرِ سَلًّا، ومنه قَوْلُ الشمَّاخِ:

  طَوَتْ أَحْشاءَ مُرْتِجَةٍ لوَقْتٍ ... على مَشَجٍ سُلالَتُهُ مَهِينُ⁣(⁣٣)

  قالَ: والدليلُ على أَنَّه الماءُ قَوْلُه تعالَى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ}⁣(⁣٤)، ثم تَرْجَمَ عنه، فقالَ: {مِنْ ماءٍ مَهِينٍ}⁣(⁣٥).

  وقالَ قَتَادَة: اسْتُلَّ آدَمُ من طِيْنٍ فسُمِّي سُلالَةٌ؛ قالَ: وإِلى هذا ذَهَبَ الفرَّاءُ.

  وقالَ الأَخْفَشُ: السُّلالَةُ الوَلَدُ حِيْن يَخُرُجُ من بَطْنِ أُمِّه كالسَّليلِ سُمِّي سَلِيلاً لأَنَّه خُلِقَ من السُّلالَةِ.

  والسَّليلَةُ: البِنْتُ، عن أَبي عَمْرٍو، قالَتْ هنْدُ بِنْتُ النُّعْمان بنِ بَشِير:

  وما هِنْدُ إِلَّا مُهْرةٌ عَرَبِيَّةٌ ... سَلِيلةُ أَفْراسٍ تَجَلَّلها بَغْل⁣(⁣٦)

  والسَّليلَةُ: ما اسْتَطَالَ من لَحْمَةِ⁣(⁣٧) المَتْنِ، وقيلَ: هي لَحْمةُ المَتْنَيْن. وأَيْضاً: عَقَبةٌ، أَو عَصَبَةٌ⁣(⁣٨)، أَو لَحْمَةٌ إِذا كانَتْ ذات طَرائِقَ، يَنْفَصلُ بعضُها من بعضٍ؟ قالَ الأَعْشَى:

  ودَأْياً لَواحِكَ مِثْلَ الفُؤُو ... سِ لَاءَمَ فيها السَّلِيلُ الفَقَارا⁣(⁣٩)

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: السَّلائِلُ: طَرائِقُ اللَّحْمِ الطِّوالُ تكونُ ممتدَّةً مَعَ الصُّلْبِ.

  وأَيْضاً: سَمَكَةٌ طَويلَةٌ لها منْقَارُ طَويلٌ.

  والسَّلِيلُ: كأَميرٍ، المُهْرُ، وهي بهاءٍ؛ قالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا وَضَعَتِ الناقَةُ فوَلَدها ساعَةَ تَضَعُه سَلِيلٌ قَبْلَ أَنْ يُعْلم أَنَّه ذَكَرٌ وأُنْثَى، قالَ الرَّاعِي:

  أَلْقَتْ بمُنْحَرِقِ الرِّياحِ سَلِيلاً⁣(⁣١٠)

  وقيلَ: السَّلِيلُ من الأَمْهارِ: ما وُلِدَ في غيرِ ما سِكَةٍ ولا سَلىً وإِلَّا، أَي إِنْ كانَ في واحِدَةٍ منهما، فَبَقيرٌ، وقد ذُكِرَ في حَرْفِ الرَّاءِ.

  وأَيْضاً: دِماغُ الفَرَسِ، وأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  كقَوْنَسِ الطِّرْفِ اوْفى شأْنُ قَمْحَدة ... فيه السَّلِيلُ حَوَاليْه له إِرَمُ⁣(⁣١١)

  وأَيْضاً: الشَّرابُ الخالِصُ كأَنَّه سُلَّ من القَذَى حتى خلصَ، ومنه الحدِيثُ: «اللهُمَّ اسْقِنا من سَلِيل الجَنَّة» أَي صَافي شرابِها. وقيلَ: هو الشَّرابُ البارِدُ؛ وقيلَ: الصَّافي من القَذَى والكَدَر، فعِيلٌ بمعْنَى مَفْعولٍ، وقيلَ: السَّهْل في الحَلْق، ويُرْوَى: سَلْسَبيل الجَنَّة، ويُرْوَى: سَلْسَال الجَنَّة.

  وأَيْضاً: السَّنَّامُ.

  وأَيْضاً: مَجْرَى الماءِ في الوادِي أَو وَسَطُه حيث يسِيْلُ مُعْظمُ الماءِ.

  وأَيْضاً: النُّخاعُ، وبه فسِّرَ قَوْلُ الأَعْشَى السَّابقِ.


(١) سورة النور الآية ٦٣.

(٢) المؤمنون الآية ١٢.

(٣) ديوانه ص ٩٤ واللسان والتهذيب.

(٤) السجدة الآية ٧ - ٨.

(٥) سورة السجدة الآية ٨.

(٦) اللسان وعجزه في الصحاح. قال ابن بري: وذكر بعضهم أنها تصحيف وأن صوابه نغل بالنون وهو الخسيس من الناس والدواب لأن البغل لا يُنسِلُ.

(٧) في القاموس: «لحمِ».

(٨) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: وعَصَبِه.

(٩) ديوانه ط بيروت ص ٨١ برواية: «ودأياً تلاحكن ... لاحم منها» واللسان والتكملة وعجزه في التهذيب.

(١٠) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٦ وفيه: «بمفترق» وصدره:

يتْبعْن مائِرَةَ اليدين شِمِلَّةً

وانظر تخريجه فيه.

(١١) اللسان والتكملة والتهذيب بدون نسبة.