تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صعل]:

صفحة 404 - الجزء 15

  ويُرْوَى: الصَّنْدَلَيْن بالنُّونِ وسَيَأْتي في مَوْضِعِه. والنِّسْبَةُ إِليه صَيْدَلانيُّ على القِياسِ، وصَنْدَلانيٌّ بالنُّونِ بَدَل الياءِ، وصَيْدَنانيُّ بالنُّونِ بَدَل اللَّامِ، ج صَيادِلَةٌ كصَيَارِفَةٍ.

  ومحمدُ بنُ داودَ الفَقِيهُ الصَّيْدَلانيُّ الرَّازِي وحَفِيدُه⁣(⁣١) أَبُو العَلاءِ الحُسَيْنُ بنُ داودَ بنِ محمدٍ صَدُوقٌ رَوَى عن ابنِ المبَارَكِ وعنه أَبُو حاتِمِ الرَّازِي، وفي بعضِ النسخِ: وجَدّه وهو غَلَطٌ، مَنْسوبانِ، إِلى بَيْعِ العِطْرِ والأَدْوِيةِ والعَقَاقيرِ، ويُنْسَبُ هكذا أَيْضاً يَعْلَى حَمْزةُ بنُ عبدِ العَزِيزِ بنِ المُهَلَّبِ النّيْسابُورِيّ الصَّيْدَلانيُّ عن أَبي حامِدٍ البزاز، وعنه أَبُو بَكْرٍ البَيْهَقي وأَبُو عُثْمان الصَّابونيّ، وهو الصَّيْدَلَةُ أي بَيْعُ العطَارَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الصَّيْدَلُ حجارَةُ الفِضَّةِ، نَقَلَه شيْخُنا عن شروحِ الفَصِيحِ.

  قلْتُ: نَقَلَه ابنُ بَرِّي عن ابنِ دَرَسْتَوَيْه وقالَ: شُبِّه بها حجارَةُ العَقَاقِير فنُسِبَ إِليها صَيْدَنانيُّ وصَيْدَلانيُّ وهو العَطَّارُ وسَيَأَتي في النونِ.

  [صصل]: الصَّاصَلُ كعالَمٍ، بفتحِ اللامِ، والصَّوْصَلاءُ، ككَرْبَلاء، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

  وقالَ أَبُو حَنِيفَة: نَبْتٌ ولم أَرَ من يَعْرِفْه. قالَ: وزَعَمَ بعضُ الرُّواةِ أَنَّهما شَيءٌ واحِدٌ، وضَبَطَه بعضٌ بضمِّ الصَّادِ الثانِيَةِ وتشْدِيدِ اللَّامِ.

  [صطبل]: وذَكَرَ بعضُهم هنا: الإِصْطَبْل والإِصْطَفْلِيْن، وقد ذَكَرَهما المصنِّفُ فِي الهَمْزَةِ، وهكذا أَوْرَدَهما الزَّمَخْشَرِيُّ أَيْضاً. ومَنْ يَقولُ بزيادَةِ هَمْزَتهما فمَحَلُّ ذِكْرِهما هنا.

  [صعل]: الصَّعْلَةُ: نَخْلَةٌ فيها عِوَجٌ وأُصُولُ سَعَفِها جَرْداءُ، حَكَاه أَبُو حَنِيفَةَ عن أَبي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ:

  لا تَرْجُوَنَّ بذِي الأَطامِ حامِلَةً

  ما لم تَكُن صَعْلَةً صَعْباً مَرَاقِيها⁣(⁣٢)

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الصّعْلة من النَّخْلِ: الطَّويلَةُ، قالَ: وهي مَذْمُومَةٌ لأَنَّها إِذا طالَتْ رُبَّما تَعْوَجُّ.

  والصَّعْلَةُ: الدَّقِيقَةُ الرَّأْسِ والعُنُقِ مِنَّا ومن النَّخْلِ والنَّعامِ، وفي كَلامِه لَفٌّ ونَشْرٌ غَيْر مُرَتَّب، كالصَّعلاءِ وللمُذَكّرِ الأَصْعَلِ والصَّعْل بالفتحِ، قالَ الأَصْمَعِيُّ: رجُلٌ صَعْلٌ وامرأَةٌ صَعْلَةٌ لا غَيْر.

  قالَ ابنُ بَرِّي، وحَكَى غيرُه: وامْرَأَةٌ صَعْلاءٌ، والرجُلُ على هذا أَصْعَلُ.

  وقالَ شَمِرٌ: الصَّعْلُ من الرِّجالِ: الصَّغيرُ الرَّأْسِ الطَّويلُ العُنُقِ الدَّقِيقُهما.

  وفي حدِيثِ عليٍّ: «اسْتَكْثِروا من الطَّوافِ بهذا البَيْتِ قَبْل أَنْ يَحُولَ بَيْنكم وبَيْنه من الحَبَشَة رَجُلٌ أَصْعَلُ أَصْمَع».

  قالَ الأَصْمَعِيُّ: هكذا يُرْوَى أَصْعَل، فأَمَّا كَلامُ العَرَبِ فهو صَعْلٌ بغيرِ أَلفٍ وهو الصَّغيرُ الرَّأَسِ. وقد وَرَدَ في حدِيثِ آخَر في هَدْمِ الكَعْبَة: «كأَنِّي به صَعْلٌ يَهْدِم الكَعْبةَ»، وأَصْحَاب الحدِيثِ يَرْوُونه أَصْعَل.

  وقد صَعِلَ، كفَرِحَ، صَعَلاً واصْعالَّ اصْعِيلالاً، وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  قالَ: يقالُ اصْعَالَّتِ النَّخْلَةُ إِذا دَقَّ رَأْسُها.

  والصَّعْلُ أَيْضاً: الطَّوِيلُ.

  قالَ العجِّاجُ يَصِفُ دَقَلَ السَّفِينَة وهو الذي يُنْصَب في وَسَطِه الشِّراعُ:

  ودَقَلٌ أَجْرَدُ شَوْذَبيُّ

  صَعْلٌ من السَّاجِ ورُبَّانيُّ⁣(⁣٣)

  أَرَادَ بالصَّعْل الطَّوِيل، وإِنَّما يَصِفُ مع طُولِه اسْتِواء أَعْلاه بوسَطِه ولم يَصِفْه بدِقَّة الرأْسِ.

  والصَّعْلُ من الحُمُرِ: الذَّاهِبُ الوَبَرِ. والعفاءِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.

  وصُعَيْلُ، كزُبَيْرٍ، اسمٌ.


(١) في القاموس: «وجَدُّه» وعلى هامشه: قوله وجده، هكذا في بعض النسخ وفي بعضها «وحفيده» وهو الصواب كما في الشارح.

(٢) اللسان.

(٣) مجموع أشعار العرب ٢/ ٦٩ واللسان والتهذيب. قال ابن منظور: رأيت في حاشية نسخة من التهذيب على قوله: صعل من الساج، قال: صوابه من السام، بالميم، يتخذ منه دقل السفن.