تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الطاء المهملة مع اللام

صفحة 447 - الجزء 15

  والطَّوْلُ والطَّائِلُ والطَّائلَةُ: الفَضْلُ والقُدْرَةُ والغِنَى والسَّعَةُ والعُلوُّ، قال أَبُو ذُؤَيْبٍ:

  ويَأْشِبُني فيها الذينَ يَلُونَها

  ولو عَلِمُوا لم يَأْشِبُوني بطَائِلِ⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ثَعْلَب في صِفَةِ ذئْبٍ:

  وإن أَغارَ فلم يَحْلُلْ بطائلةٍ

  في لَيْلةٍ من جُمَيْر ساوَرَ الفُطُما⁣(⁣٢)

  وقد تَطَوَّلَ عليهم أَي امْتَنَّ كطَالَ عليهم، وأَصْلُ الطَّوْلِ: المَنُّ والفَضْلُ.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: والتَّطَوُّلُ عنْدَ العَرَبِ مَحْمودٌ يُوْضَعُ مَوْضِعَ المَحاسِنِ، والتَّطَاوُلُ: مَذْمومٌ يُوْضَعَ موضعَ التَّكبّر كالاسْتِطَالةِ وقد تقدَّمَ.

  وقَوْلُه تعالَى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً}⁣(⁣٣)، قالَ الزَّجَّاجُ: معْناهُ من لم يقْدِرْ منكم على مَهْرِ الحُرَّة، قالَ: والطَّوْلُ القُدْرةُ على المَهْرِ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: هو كِنايةٌ عمَّا يُصْرَفُ إلى المَهْرِ والنَّفَقَةِ.

  وقَوْلُه تعالَى: {ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلّا هُوَ}⁣(⁣٤)، أَي ذي القُدْرةِ، وقيلَ: ذي الفَضْلِ والمَنِّ.

  ويقالُ: ما هو بطائلٍ للدُّونِ الخَسيسِ الذَّكَرُ والأُنْثَى في ذلك سواهٌ، قالَ:

  لقد كَلَّفوني خُطَّة غيرَ طائِلٍ

  ومنه حدِيثُ أَبي مَسْعودٍ في قَتْلِ أَبي جَهْلٍ: «ضَرَبْته بسيفٍ غَيْر طائِلٍ» أَي غَيْر ماضٍ ولا قاطِعٍ كان سَيْفا دُوناً بَيْن السُّيوفِ.

  وفي حدِيثٍ آخَرَ: «أَنَّه ذكر رجُلاً من أَصْحابِه قُبِضَ فكُفِّنَ في كَفَنٍ غَيْر طائلٍ»، أَي غَيْر رَفيعٍ ولا نَفِيسٍ، وأَصْلُ الطائِلِ النَّفعُ والفائِدَةُ.

  والطُّوَّلُ، كسُكَّرٍ: طائِرٌ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ، وزَادَ الصَّاغانيُّ: مائيٌّ طَويلُ الرِّجْلَيْنِ. وطُوَالَةُ، كثُمَامةٍ: ع أَو بِئْرٌ في ديارِ فَزَارَةَ لبَنِي مُرَّةَ، قالَهُ نَصْرُ، وأَنْشَدَ الصَّاغانيُّ للشَّمَّاخِ:

  كِلا يَوْمَيْ طُوالةَ وَصْلُ أَرْوَى

  ظَنُونٌ آنَ مُطَّرَحُ الظَّنُون⁣(⁣٥)

  وطُوَالَةُ: فَرَسٌ لبَنِي ضُبَيْعَةَ بنِ نِزَارٍ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وأَبُو طُوَالَةَ: عبدُ الله بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ مَعْمَر النَّجارِيُّ قاضِي المَدِينَة تابِعِيٌّ عنِ أَنَس وابنِ المُسَيِّبِ، وعنه مالِكُ ووَرَقاء والدَّرَاوُرْدي، وكان يسرد الصَّوم، كذا في الكَاشِفِ.

  وطُوَالُ، كغُرابٍ: اسمُ⁣(⁣٦) رجُلٍ.

  وأَطالَتِ المرْأَةُ: ولَدَتْ أَوْلادً طِوالاً، أَو وَلَداً طَويلاً، وفي الأَسَاسِ والصِّحاحِ، ولداً⁣(⁣٧) طِوالاً.

  وفي المَثَلِ: أَنَّ القَصيرَةَ قد تُطِيلُ وأَنَّ الطَّويلَةَ قد تقصرُ، وليْسَ بِحدِيثٍ كما وَهِمَ الجَوْهَرِيُّ.

  قالَ شيْخُنا: لا وَهْم إذ كَوْنه مَثَلاً لا يُنَافي أَنَّه حدِيثٌ، ففي الأَحادِيثِ النَّبوِّيةِ كَثيرٌ من الأَمْثالِ المَشْهورَةِ، وقد صَرَّحَ ابنُ الأَثيرِ أَنَّه حدِيثٌ إنتَهَى.

  قلْتُ: والمصنِّفُ قَلَّدَ الصَّاغانيّ في جَعْلِه مَثَلاً.

  وبَنو الأَطْوَلِ: بَطْنٌ من العَرَبِ، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  والطَّالَةُ: الأَتَانُ، قالَ ذو الرُّمَّةِ، يَصِفُ ناقَتَه:

  مَوَّارة الضَّبعِ مِثلُ الحَيْدِ حارِكُها

  كأَنَّها طالةٌ في دَفَّها بَلَقُ⁣(⁣٨)

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: ولا أَعْرِفه فليُنْظَر في شعْرِ ذي الرُّمَّةِ.

  والمِطْوَلُ، كمِنْبَرٍ: الذَّكَرُ، كما في العُبَابِ.

  وأَيْضاً: الرَّسَنُ والجَمْعُ المَطاوِلُ.

  ومَطاوِلُ الخَيْلِ: أَرْسانُها، نَقَلَه الْأَزْهَرِيُّ.

  وطَيِّلَةُ الرِّيحِ، كَكَيِّسَةٍ: نَيِّحَتُها، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وطاوَلَه مُطَاوَلَةً: ماطَلَه في الدِّينِ والعِدة.


(١) ديوان الهذليين ١/ ١٤٤ برواية: «فيها الأولاء يلونها» واللسان.

(٢) اللسان.

(٣) النساء الآية ٢٥.

(٤) غافر الآية ٣.

(٥) ديوانه ص ٩٠ واللسان والتكملة ومعجم البلدان «طوالة».

(٦) ضبطت في القاموس بالضم منونة، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى رفع التنوين لإضافته.

(٧) المثبت عبارة الصحاح، وفي الأساس: «ولدت طوالاً» بحذف «ولداً».

(٨) ديوانه ص ٦٧٠ واللسان والتكملة ولم ينسبه.