تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع اللام

صفحة 474 - الجزء 15

  أنَّه بمعْنَى فسَوَّاك وقَوَّمَك، مِن قَوْلِك عَدَلْت الشيءَ فاعْتَدَلَ أَي سَوَّيْته فاسْتَوى، ومنه قولُ الشاعِر:

  وعَدَلْناه ببَدْر فاعْتَدَل⁣(⁣١)

  أَي قَوَّمْناه فاسْتَقامَ، وكلُّ مُثَقَّفٍ مُعْتَدِلٌ وعَدَلَ عنه يَعْدِلُ عَدْلاً وعُدولاً: حادَ، وعن الطَّريقِ: جَارَ.

  وعَدَلَ إليه عُدولاً رَجَعَ وعَدَلَ الطَّريقُ نفْسُه: مالَ.

  وعَدَلَ الفَحْلُ عن الإبِلِ: إذا تَرَكَ الضِّرابَ.

  وعَدَلَ الجَمَّالُ الفَحْلَ عن الضِّرابِ: نَحَّاهُ فانْعَدَلَ تَنَحَّى.

  وعَدَلَ فلاناً بفلانٍ: إذا سَوَّى بينهما.

  ويقالُ: مالَهُ مَعْدِلٌ، كَمَجْلِسٍ، ولا مَعْدولٌ أَي مَصْرِفٌ.

  وانْعَدَلَ عنه: تَنَحَّى. وعادَلَ: اعْوَجَّ، قالَ ذو الرُّمَّة:

  وإنِّي لأُنْحي الطَّرْفَ عن نَحْوِ غيْرِها

  حَياءً ولو طاوَعْتُه لم يُعادِل⁣(⁣٢)

  أَي لم يَنْعَدِلْ: وقيلَ: معْناه لم يَعْدِل بنحْو أرضها أَي بقَصْدِها نحواً.

  والعِدالُ، ككِتابٍ: أَن يعْرِض لك أَمْرانِ فلا تدْري لأَيِّهما تصيرُ فأَنتَ تَرَوَّى في ذلِكَ، عن ابنِ الأعْرَابِيِّ وأَنْشَدَ:

  وذُو الهَمِّ تُعْدِيه صريمةُ أَمْرِه

  إذا لم تُميِّثْه الرُّقى ويُعادِلُ⁣(⁣٣)

  أَي يُعادِلُ بيْن الأَمْرَيْن أَيَّهما يَرْكَب. تُميِّثْه: تُذَلِّله المَشُورَات وقولُ الناسِ أَيْن تَذْهَب. والمُعادَلَةُ: الشَّكُّ في أَمْرَيْنِ، يقالُ: أَنا في عِدالٍ من هذا الأمْرِ أَي في شكٍّ منه، أَأَمْضِي عليه أَمْ أَتْركه. وقد عادَلْت بيْن أَمْريْن أَيَّهما آتي أَي مَيَّلْت.

  وعَدَوْلَى، بفتحِ العَيْن والدالِ وسكونِ الواوِ مَقْصورَةً: ة بالبَحرِينِ، وقد نَفَى سِيْبَوَيْه فَعَوْلى فاحتُجَّ عليه بعَدَوْلى، فقالَ الفارِسِيُّ: أَصْلُها عَدَوْلاً، وإنَّما تُركَ صرْفُه لأَنَّه جُعل اسْماً للبُقْعة ولم نَسْمَعْ في أَشْعارِهم عَدَوْلاً مَصْروفاً، فأَمَّا قَوْلُ نَهْشَل بن حَرِّيّ:

  فلا تأْمَنِ النَّوْكَى وإن كان دارهُمُ

  وراءَ عَدَوْلاةٍ وكُنْتَ بقَيْصَرا⁣(⁣٤)

  فَزَعَمَ بعضُهم أَنَّه بالهاءِ ضَرُورَةً، وهذا يُؤَنِّس بقولِ الفارِسِيِّ، وأَمَّا ابن الأعْرَابيِّ فإنه قالَ: هي موْضِعٌ وذَهَبَ إلى أَنَّ الهاءَ فيها وضْعٌ، لا أَنَّه أَرادَ عَدَوْلَى، ونَظِيرُهُ قَوْلهم قَهَوْباةٌ للنَّصْلِ العَرِيضِ.

  والعَدَوْليُّ: الشجرةُ القَديمةُ الطويلَةُ.

  والعَدَوْليَّةُ سُفُنٌ مَنْسوبَةٌ إليها أَي إلى القَرْيةِ المَذْكورَةِ، كما في الصِّحاح، لا إلى الشَّجرةِ كما يُتَوهَّم من سِياقِ المصنِّفِ، قالَ طرفةُ بنُ العَبْدِ:

  عَدَوْلِيَّة أَو من سَفِيْن ابنِ يامِن

  يَجُورُ بها الملَّاحُ طَوْراً ويَهْتدِي⁣(⁣٥)

  وهكذا فسَّرَه الأَصْمِعيُّ قالَ: والخُلُجُ سُفُنٌ دوْنَ العَدَوْلِيَّة.

  وقالَ ابنُ الأعْرَابيِّ في قَوْلِ طَرَفة: عَدَوْلِيَّة الخ.

  قالَ: نسبها إلى ضخَم وقِدَم، يقولُ هي قديمةٌ أَو ضَخْمةٌ، وقيلَ: نُسِبَتْ إلى موْضِع كان يُسَمَّى عَدَوْلاة بوزْنِ فَعَوْلاة، أَو إلى عَدَوْلٍ: رجُلٌ كان يَتَّخِذُ السُّفُنَ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ، أَو إلى قومٍ كانوا يَنْزلون هَجَرَ فيمَا ذَكَرَ الأَصْمَعِيُّ.

  وقالَ ابنُ الكَلْبي: عَدَوْلى ليْسوا من رَبيعَةَ ولا مُضَر ولا ممَّن يُعْرَفُ من أَهْلِ اليَمَنِ إنما هم أُمَّةٌ على حِدَة.


(١) البيت لعبد الله بن الزبعرى، من قصيدة قالها يوم أحد مطلعها:

يا غراب البين أسمعت فقلْ

إنما تنطق شيئاً قد فعلْ

وصدر البيت:

فقتلنا الضعف من أشرافهم

انظر سيرة ابن هشام ٣/ ١٤٤.

(٢) ديوانه ص ٤٩٣ واللسان والمقاييس ٤/ ٢٤٧.

(٣) اللسان والتهذيب وفيه: صرامة همّه.

(٤) اللسان.

(٥) ديوانه ط بيروت ص ٢٠ والتهذيب والمقاييس ٤/ ٢٤٧ وصدره في اللسان والتهذيب برواية: ابن نبتل.