تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع اللام

صفحة 490 - الجزء 15

  ومن المجاز: العُسَيْلَةُ النُّطْفَةُ أَو ماءُ الرجُلِ، وبكلٍّ منهما فسِّرَ الحدِيثُ «لا حتى تَذُوقي عُسَيْلَتَه ويَذُوق عُسَيْلَتَك».

  أَو العُسَيْلَةُ في هذا الحدِيثِ كِنايَةٌ عن حَلاوةِ الجماعِ الذي يكونُ بتَغْييبِ الحَشَفة في فَرْجِ المرْأَةِ، ولا يكونُ ذَواقُ العُسَيْلَتَيْن معاً إلَّا بالتَّغْييبِ وإنْ لم يُنْزِلا، ولذلِكَ اشْتَرط عُسَيْلَتهما، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: فيه تَشْبِيهٌ بالعَسَلِ لِلَذَّتِه لأنَّ الجماعَ هو المُسْتَحْلَى من المرْأَةِ فشَبَّه لَذَّة الجماعِ بِذَوقِ العَسَلِ فاسْتَعارَ لها ذَوْقاً، وقالُوا لكلِّ ما اسْتَحْلَوا عَسَلٌ ومَعْسولٌ على أَنَّه يُسْتَحْلَى اسْتِحْلاء العَسَل.

  وفي الصِّحاحِ: وفي الجماعِ العُسَيْلَة شُبِّهَت تلك اللَّذَّة بالعَسَلِ وصُغِّرَتْ بالهاءِ لأنَّ الغالِبَ على العَسَل التَّأْنِيثِ، ويقالُ: إنَّما أُنِّثَ لأنَّه أُرِيد به العَسَلة وهي القِطْعَةُ منه، كما تقولُ للقطْعَةِ من الذَّهَبِ ذهبة.

  وقالَ ابنُ الأَثيرِ: ومن صغّره⁣(⁣١) مُؤَنثاً قالَ عُسَيْلة كَقُوَيْسة وشُمَيْسة، قالَ وإنَّما صَغَّرَه إشارَةً إلى القَدرِ القَليلِ الذي يَحْصل به الحَلُّ.

  والعُسُلُ، بضمَّتَيْنِ: الرجالُ الصالحونَ عنِ ابنِ الأَعْرَابيِّ، قالَ: الواحِدُ عاسِلٌ وعَسولٌ، وهو ممَّا جاءَ على لَفْظِ فاعِلٍ وهو مَفْعولٌ به.

  قالَ الأَزْهَرِيُّ: كأَنَّه أَرادَ رجُلٌ عاسِلٌ ذو عَسَلٍ أَي ذو عَمَلٍ صالِح الثَّناء عليه به يُسْتَحْلى كالعَسَلِ.

  وصَفْوانُ بنُ عسَّالٍ المُرَادِيُّ، كشَدَّادٍ: صَحابيٌّ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه، نَزِلَ الكُوفَة ورَوَى عنه ابنُ مَسْعودٍ مع جَلالَتِه.

  ويقالُ: عَسْلاً له وبَسْلاً أَي تَعْساً، ويقالُ: العَسْل اللَّحْيُ في المَلامِ.

  والعَسَلُ والعَسَلانُ: الخَبَبُ وفي الحدِيثِ عن عُمَر رضِيَ اللهُ تعالَى عنه قالَ لعَمْرو بن مَعْدِيكَرِب: كَذَبَ عليكَ العَسَلُ، بنصبِ العَسَلَ ورفعِهِ أَي عليكَ بسُرْعَةِ المَشْيِ، هو من العَسَلانِ مَشْي الذِّئْبِ واهْتِزاز الرُّمحِ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: العَسَلانُ اهْتِزازُ الرُّمحِ واهْتِزازُ الأَعْضاءِ في العَدْوِ، وأَكْثَر ما يُسْتَعْمل في الذِّئْبِ، يقالُ: مَرَّ يَعْسِلُ ويَنْسِلُ. وقالَ بعضُهم: إنَّ المرادَ بالعَسَلِ هنا هو عَسَلُ النَّحْلِ، ومَرَّ شَرْحُه في «ك ذ ب» تَفْصيلاً فراجِعْه.

  والعاسِلُ: الذئبُ ج عُسَّلٌ وعَواسِلُ، كرُكَّعٍ وفَوارِسَ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:

  إلّا عَواسِلُ كالمِراطِ معيدةٌ

  باللَّيلِ مَوْردَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ⁣(⁣٢)

  والعاسِلُ: ذو العَمَلِ الصالِحِ يُسْتَحْلَى الثّناءُ عليه به كالعَسَلِ، قالَهُ الأَزْهَرِيُّ في شَرْحِ قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابيِّ وقد سَبَقَ قَرِيباً.

  وعَسِلَةُ، كفَرِحةٍ: ة باليمنِ من عَمَلِ البَعْدانيَّةِ، وبَعْدَانُ حصْنٌ له قُرًى.

  وهو على أَعْسالٍ من أَبِيهِ أَي على آسانٍ من أَبيهِ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليهِ:

  واحِدَةُ العَسَلِ عَسَلَةٌ جَاؤُوا بالهاءِ لإرَادَةِ الطّائِفَة كقَوْلِهم لَحْمة ولَبَنة.

  ومَكانٌ عاسِلٌ: فيه عَسَلٌ، وقوْلُ أَبي ذُؤَيْبٍ:

  تَنَمَّى بها اليَعْسُوبُ حَتَّى أَقَرَّها

  إلى مَأْلَفٍ رَحْبِ المَباءةِ عاسِلِ⁣(⁣٣)

  إنَّما هو على النَّسَبِ أَي ذي عَسَلٍ.

  ويقالُ للحدِيثِ الحُلْو: مَعْسُولٌ وعُسِّلَ الرجُلُ تَعْسِيلاً: جُعِلَ أُدْمَه عَسَلاً.

  والعُسَيْلتان: العُضْوان لكَوْنِهما مَظِنَّة⁣(⁣٤) الالْتِذاذ، وهو كنايَةٌ، قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.

  والعَسَّالُ: الذِّئْبُ، قالَ الفَرَزْدقُ:

  وأطلَس عسَّالٍ وما كان صاحباً

  رفعتُ لناري مَوْهِناً فَأَتاني⁣(⁣٥)


(١) بالأصل «صفره» بالفاء.

(٢) ديوان الهذليين ٢/ ١٠٥ والضبط عنه.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ١٤٢ واللسان والمقاييس ٤/ ٣١٤.

(٤) الأساس: مظنّتي الالتذاذ.

(٥) ديوانه ط بيروت ٢/ ٣٢٩ والكامل للمبرد ١/ ٤٧٣.