تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عطل]:

صفحة 499 - الجزء 15

  والأَعْطال من الخَيْل والإبِل التي لا قلائِدَ عليها ولا أَرْسانَ لها، واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الإبِلِ، وقالَ الأعْشَى:

  ومَرْسُونُ خَيْلٍ وأَعْطالُها⁣(⁣١)

  وقالَ ثَعْلَب: الأَعْطالُ من الإبِلِ التي لا سِمَةَ عليها.

  وفي الصِّحاحِ: الأَعْطالُ الرجالُ الذين لا سِلاحَ معهم واحدةُ الكلِّ عُطُلٌ بضمتينِ، يقالُ: فَرَسٌ عُطُلٌ ورجُلٌ عُطُلٌ، وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ:

  في جِلَّةٍ منها عَداميسَ عُطُل

  قيلَ: إنّه يجوزُ أَن يكونَ جَمْعَ عاطِلٍ كبازِلٍ وبُزُلٍ.

  والأَعْطَالُ: الأشْخاصُ والواحدُ عَطَلٌ، كجَبَلٍ، وخَصَّ به بعضُهم: شَخْص الإنْسانِ، وكذلِكَ الطَّلَلُ والأَطْلَالُ بمعْناه، يقالُ: ما أَحْسَنَ عَطَله أَي شَطاطَه وتَمامَه، كما في الصِّحاحِ.

  والتَّعْطيلُ: التَّفْريغُ، كما في الصِّحاحِ.

  وأَيْضاً: الإخلاءُ في مِثْلِ الدار؟ ونحوِها.

  وأَيْضاً: تَرْكُ الشيءِ ضَياعاً. وفي حدِيثِ عائِشَةٍ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنها في امرأَةٍ تُوُفِّيت: فقالَتْ: «عَطِّلوها» أَي انزِعُوا حَليَها واجْعَلُوها عاطِلاً.

  والعَطِلَةُ من الإبِلِ، كفَرِحَةٍ: الحَسَنَةُ العَطَل إذا كانت تامَّة الجِسْم والطولِ.

  وقالَ أَبو عُبَيْد: العَطِلات من الإبِلِ الحِسانُ، فلم يَشْتقَّه.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: وعنْدِي أَنَّ العَطِلات على هذا إنَّما هو على النَّسَب.

  والعَطِلة أَيْضاً: الناقةُ الصَّفِيُّ، أَنْشَدَ أَبو حَنِيفَةَ للَبِيدٍ:

  فلا نَتَجاوَزُ العَطِلاتِ منها

  إلى البَكْرِ المُقارِبِ والكَزُومِ

  ولكِنَّا نُعِضُّ السَّيْفَ منها

  بأَسْؤُقِ عافِياتِ اللَّحْم كُومِ⁣(⁣٢)

  والعَطِلَة أَيْضاً: المِغْزارُ من الشِّياهِ، عن اللّيْثِ، ونَصُّه في العَيْن: شاةٌ عَطِلة يُعْرَف في عُنُقها أَنَّها غَزِيرَةٌ.

  والعَطِلَةُ أَيْضاً: الدَّلْوُ التي انْقَطَعَ وذَمُها فتعطَّلَت من الإسْتقاءِ بها.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: هي التي تُرِكَ العَمَلُ بها حيناً وعُطِّلَتْ وتقَطَّعَتْ أَوذامُها وعُراها، ومنه حديثُ عائِشَةَ تَصِفُ أَبَاها، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما: «فرَأَب الثَّأَى وأَوْذَم العَطِلة»، أَرَادَت أَنَّه رَدَّ الأُمُورَ إلى نظامِها وقَوَّى أَمْرَ الإسْلامِ بعْد ارْتِداد الناسِ وأَوْهى أَمْرَ الرِّدَّة حتى اسْتَقَامَت له الأُمورُ.

  والعَطَلُ، محرَّكَةً: العُنُقُ، قالَ رُؤْبَة:

  أَوْقَصُ يُخْزي الأَقْرَبينَ عَطَلُه⁣(⁣٣)

  والعَيْطَلُ من النِّساءِ، كحَيْدَرٍ: الطويلةُ العَطَلِ أَي العُنُقِ في حُسْنِ جِسْمٍ، وقيلَ: الطويلَةُ مُطْلقاً، وكذلِكَ من النُّوقِ والخَيْلِ، أَو كلّ ما طالَ عُنُقُه من البَهائِمِ عَيْطَلٌ، وقالَ ابنُ كُلْثُوم:

  ذِراعَيْ عَيْطَلٍ أَدْماء بِكْرٍ

  هِجانِ اللَّوْنِ لم تَقْرَأْ جَنِينا⁣(⁣٤)

  العَيْطَلُ: الناقَةُ الطويلَةُ في حُسْن مَنْظَر وسِمَن، والياءُ زائِدَةٌ.

  والعَيْطَلُ، كحَيْدَرٍ، والعَطِيلُ، كأَميرٍ: شِمْراخٌ من طَلْع فُحَّالِ النَّخْلِ يُؤَبَّر به.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: سَمِعْتُ ذلِكَ من النَّخلِيِّين⁣(⁣٥) بالإحْساء.

  والمُعَطَّلُ، كمُعَظَّمٍ: شاعِرٌ هُذَلِيٌّ أَخُو بَنِي رهم بنِ سعْدِ بنِ هُذَيل.


(١) صدره في ديوانه ص ١٦٢.

وتسمع فيها هبي واقدمي

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٦ واللسان والأول في التهذيب، وبالأصل «والكروم» بالراء. والكزوم: الناقة الهرمة. وفي الديوان: بأسوق بدون همز.

(٣) اللسان.

(٤) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٦٢ وعجزه فيه:

تربّعت الأجارع والمتونا

ونبه بهامشه إلى رواية الأصل على أنها رواية أبي عبيدة، وهي الرواية في اللسان أيضاً والتهذيب.

(٥) في التكملة عن الأزهري: «النخيليين» وفي التهذيب: سمعته من أهل الإحساء.