تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين المهملة مع اللام

صفحة 524 - الجزء 15

  الحارِثِ بنِ عَدِيّ نَفْسه، ومنهم عَدِيُّ بنُ الرقاعِ العامليُّ الشاعِرُ وغيرُه.

  قالَ الجَوْهَرِيُّ: ويَزْعمُ نُسَّابُ مُضَر أَنَّهم من ولَدِ قاسِطٍ، قالَ الأَعْشَى:

  أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين

  إلى غيرِ والِدكِ الأَكْرمِ؟

  ووالِدُكُم قاسِطٌ فارْجِعوا

  إلى النَّسَب الفاخِر الأَقْدَمِ⁣(⁣١)

  وشَذَّ ابنُ الأثيرِ حيثُ جَعَلَ عامِلَةَ من العَمالِقَةِ. وقد رَدَّ عليه أَبو سعْدٍ وغيرُه.

  وبنُو عَمَلٍ، محرّكةً، حَيٌّ بها أَي باليمنِ.

  وفي الأسَاسِ: يقالُ لمُشاةِ اليمنِ بنُو عَمَلٍ، وبه فسِّرَ أَيْضاً ما أَنْشَدَه الأَصْمَعِيُّ من قولِ الرَّاجِزِ:

  بِمَنْزِل يَنْزِله بنُو عَمَلْ

  قلْتُ: ورَأَيْت في جَبَلِ الخليلِ جماعَةً يقالُ لهم بنُو العملي ولَعلّهم شرْذَمَةٌ من هَؤُلاء أَو غيرِهم.

  وبنُو عُمَيْلَةَ، كجُهَيْنَةَ: قَبِيلةٌ من العَرَبِ.

  وعَمَلَى، كجَمَزَى: ع، كما في المحْكَمِ.

  والعَمْلَةُ بالفتحِ: السَّرِقَةُ أَو الخِيانَةُ ولا تُسْتَعْمل إلَّا في الشرِّ، كما في العُبابِ.

  والمَعْمولُ من الشَّرابِ: ما فيه اللَّبَنُ والعَسَلُ والثَّلجُ، جَاءَ ذِكْرُه في حدِيثِ الشَّعْبِيْ.

  وعَمَّلَهُ، محرَّكةً مُشَدَّدَةَ الميمِ: ع بالشأمِ، قالَ النابِغَةُ الذّبْيانيُّ:

  تأَوَّبني بعَمَّلَة اللواتي

  مَنَعْنَ النومَ إذْ هَدَأَتْ عيونُ⁣(⁣٢)

  ويُرْوَى: بيعملة.

  والمَعْمَلُ، كمَقْعَدٍ: مِلْكٌ لبَنِي هاشِمٍ بوادِي بِيشَةَ ويومُ اليَعْمَلَةِ من أَيامِهِم، كما في العُبَابِ، قالَ عامِرُ الخصفيّ:

  أَحيى أَباه هاشم بن حرملة

  يوم الهباآت ويوم اليعملة

  وتَعَمَّلَ فلانٌ من أَجْلِهِ وفي حاجَتِهِ إذا تَعَنَّى واجْتَهَدَ، قالَ مُزاحِمُ العُقيليُّ:

  تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من البِلى

  لِسائِلِها عن أَهْلِها لا تَعَمَّل⁣(⁣٣)

  أَي لا تَتَعَنَّ فليسَ لَكَ فَرَجٌ في سُؤَالِك.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  العامِلُ: هو الذي يتوَلَّى أُمورَ الرجُلِ في مالِهِ ومِلْكِه وعَمَله، ومنه قيلَ للَّذي يَسْتَخْرِج الزَّكاةَ: عامِلٌ.

  واسْتَعْمَلَ غيرَه إذا سَأَلَه أَن يَعْمَل له.

  واسْتُعْمِل فلانٌ إذا وَلِيَ عَمَلاً من أَعْمالِ السُّلطانِ.

  واسْتَعْمَل فلانٌ اللَّبِنَ إذا بَنى به بِناءً وأَعْمَلَه: أَعْطاه عُمَالَته.

  والمُعامَلَةُ في العِرَاقِ: هي المُساقَاةُ في الحجازِ.

  والتَّعَامُل: المُعامَلَةُ.

  وجَمَلٌ⁣(⁣٤) مُسْتَعْمَلٌ: قد عُمِل به ومُهِن.

  ويقالُ: أَعْمَلْت الناقةَ فعَمِلَت، ومنه الحدِيثُ: «لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إلَّا إلى ثلاثَةِ مَسَاجِد» أَي لا تُحَثُّ ولا تُساق. وفي حدِيثِ لُقْمان يُعمِلُ الناقةَ والساقَ، أَخْبر أَنَّه قَوِيٌّ على السَّيْرِ راكِباً وماشِياً، فهو يَجْمَعُ بَيْن الأَمْرَيْن، وأَنَّه حاذِقٌ بالرُّكوبِ والمَشْي.

  وطريقٌ مُعْمَلٌ، كمُكْرَمٍ: أَي لحْبٌ مَسْلوكٌ، وحَكَى اللّحْيانيُّ: لم أَرَ النَّفَقة تُعْمَلُ كما تُعْمَلُ بمكَّة.

  قالَ ابنُ سِيْدَه: أَي تُنْفَق.

  وفلانٌ ابنُ عَمَلٍ إذا كانَ قَويّاً.

  وناقةٌ عَمَّالَةٌ، مُشَدَّدَةً: أَي فارِهَةٌ، كما في الأسَاسِ.

  وعَمَلٌ، محرَّكةً: اسمُ رجُلٍ، ومنه قَوْلُ قَيْس بنِ عاصِمٍ وهو يُرَقِّص ابنَه حكيماً:


(١) اللسان والصحاح.

(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٢٦ والضبط عنه، ومعجم البلدان «عَمّلَه» وبعد ذكر: ويروي عن الزمخشري: «عُمْلَة».

(٣) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) اللسان: وحبلٌ.