تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين مع اللام

صفحة 541 - الجزء 15

  وغَزالَةُ الضُّحَى وغَزالاتُه: أَوَّلُهُ⁣(⁣١). وفي الصِّحاحِ والعُبَابِ: أَوّلُها. يقالُ: أَتَيْتُه غَزَالة الضُّحَى وغَزَالاتِ الصُّحَى، قالَ:

  يا حَبَّذا أَيامَ غَيْلانَ السُّرى

  ودَعْوَةُ القوم أَلا هل مِنْ فنًى

  يَسُوق بالقومِ غَزَالاتِ الضُّحَى⁣(⁣٢)؟

  ويقالُ جَاءَنا فلانٌ في غَزالَةِ الضُّحَى، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لذي الرُّمَّةِ:

  فأَشْرفتُ الغَزالةَ رأْسَ حُزْوى

  أُراقِبُهم وما أَغْنى قِبالا⁣(⁣٣)

  هكذا في نسخِ الصِّحاحِ، والصَّوابُ في الرِّوايَةِ على ما حَقَّقه أَبو سَهْل وأَبو زَكَريا:

  فأَشْرفْتُ الغَزالَةَ رأْسَ حوضي

  قالَ الجوْهَرِيُّ: ونَصَب الغَزالَة على الظَّرْفِ.

  قالَ الصَّاغانيُّ: أَي وَقْت الضُّحَى.

  وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: الغَزالَةُ في بيتِ ذي الرُّمَّةِ الشمسُ، وتَقْديرُه عنْدَه فأَشْرفتُ طُلوعَ الغَزالةِ، ورأْسَ حَزْوى مَفْعول أَشْرفتُ، على معْنَى عَلَوْت أَي علَوْت رأْس حَزْوى طلوعَ الشمسِ.

  أَو بُعَيْدَ ما تَنْبَسِطُ الشَّمسُ وتَضْحَى أَو أَوَّلُها أَي الضُّحَى إلى مَدِّ النَّهارِ الأكْبر: مُضِيِّ نَحْو خُمُس النَّهارِ.

  وغَزالُ شَعْبان: دُوَيْبَة، وهو ضَرْبٌ من الجَنَادِب.

  وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: دَمُ الغَزالِ نَباتٌ كالطُّرْخونِ⁣(⁣٤) حرِّيفٌ، يُؤْكَلُ وهو أَخْضَر، وله عِرْق أَحْمر مِثْل عُرُوق الأَرْطاة تُخَطِّطُ الجَوارِي بمائِهِ مَسَكاً في أَيْديهنَّ حُمْراً، قالَ: هكذا أَخْبَرني بعضُ بني أَسدٍ. وغَزالُ، كسَحابٍ: عَقَبَةٌ، وفي الرَّوضِ للسَّهيليّ: اسمُ طَريق، وهو غيرُ مَصْروفٍ⁣(⁣٥).

  قلْتُ: ومنه قَوْلُ سُويدُ بنُ عُمَيْر الهُذَليُّ:

  أَقْرَرْتَ لمَّا أَن رأَيْتَ عَدِيَّنا

  ونَسِيتَ ما قدَّمْتَ يومَ غَزالِ⁣(⁣٦)

  والغُزَيِّلُ، كرُبَيِّعٍ: جَدُّ المَكْشُوح والِدُقَيْس، والمَكْشُوحُ اسْمُه هُبِيْرَةُ⁣(⁣٧) بنُ عبدِ يَغوثَ. ودارَةُ الغُزَيِّلِ لبَلْحَارِثِ بنِ رَبيعَةَ وقد ذكرت في الدَّارَات.

  والمَغازِلُ: عُمُدُ النَّوْرَجِ الذي يُداسُ به الكُدْسُ، نَقَلَه الصَّاغانيُّ.

  وسَمَّوا غَزالاً وغَزالةً⁣(⁣٨)، كسَحابٍ وسَحابَة.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  في المَثَلِ: هو أَغْزَلُ من امرِئِ القَيْسِ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ.

  وفي العُبَابِ: وقوْلُهم: أَغْزَلُ من عَنْكَبوتٍ هو من النَّسجِ. وقوْلُهم: أَغْزَلُ مِن فرعل، هو مِن الغَزْل بمعْنَى الخَرِق مِثْل خَرق الكَلْب، وقيلَ فرعلُ رجُلٌ من القُدَماءِ وهو بمعْنَى أَغْزَل من امرِئِ القَيْسِ.

  والتَّغازُلُ نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وهو تَفاعُلٌ من الغَزلِ.

  وفَيْفا⁣(⁣٩) غزالٍ، وقَرْنُ غَزالٍ: مَوْضِعان، قالَ كُثَيِّرُ:

  أُنادِيْك ما حَجَّ الحَجِيجُ وكَبَّرَت

  بفَيْفا غَزالٍ رُفْقَة وأَهَلَّت⁣(⁣١٠)

  وقد ذُكِرَ في ف ي ف.

  وعبدُ القادِرِ بنُ مُغَيْزلٍ أَخَذَ عن السَّخاويّ والسيوطي.

  ومنيةُ الغَزالِ، كسَحابٍ: قَرْيةٌ بِمِصْرَ مِن أَعْمالِ المنوفية وقد رَأَيْتُها.


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «أَوَّلُها».

(٢) الرجز في اللسان غير منسوب، والذي في الأساس:

دعت سليمى دعوةً هل من فتى

يسوق بالقوم غزالات الضحى

فقام لا وانٍ ولا رثّ القوى

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ضبطت بالقلم في التكملة بضمتين، وضبطت في القاموس في مادةٍ طرخٍ بالقلم بالفتح ومثله في اللسان هنا.

(٥) ضبطها ياقوت بالقلم في آخرها بالرفع منونه.

(٦) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٨١٢ وفيه: «أفررت» والمثبت كرواية اللسان.

(٧) في القاموس: «هُبَيْرَةَ بنِ».

(٨) على هامش القاموس: وحجة الإسلام الغزالي منسوب اه قرافي.

(٩) في اللسان: «فَيْفاء غزال» ومثله في معجم البلدان، قالَ: بمكة حيث ينزل الناس منها إلى الأبطح.

(١٠) معجم البلدان «فيفاء».