تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غول]:

صفحة 557 - الجزء 15

  والغَوْلُ: بُعْدُ المَفازَةِ لأَنَّه يَغْتالُ مَنْ يمرُّ به، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لرُؤْبَة:

  به تَمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَةِ

  بِنا حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّةِ⁣(⁣١)

  وقيلَ: لأَنَّها تَغْتالُ سيرَ القَوْمِ، والمِيلَةُ: أَرْضٌ تُوَلّه الإِنْسانَ أَي تُحيِّرُه.

  وقالَ اللّحْيانيُّ: غَوْل الأَرْضِ أَن يَسيرَ فيها فلا تَنْقَطع.

  وقالَ غيرُهُ: إِنَّما سُمِّي بُعْدُ الأَرْضِ غَوْلاً لأَنَّها تَغُول السَّابِلَة أَي تَقْذِفُ بهم وتُسْقطُهم وتُبْعِدُهم.

  وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ: ما أَبْعَد غَوْل هذه الأَرْض، أَي ما أَبْعَد ذَرْعها، وإِنَّها لبَعِيدَةُ الغَوْلِ.

  وقالَ ابنُ خَالَوَيْه: أَرْضٌ ذات غَوْل بَعِيدَةٌ وإِنْ كانَتْ في مَرْأَى العيْنِ قَرِيبَة.

  والغَوْلُ: المَشَقَّةُ، وبه فسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً.

  والغَوْلُ: ما انْهَبَط من الأَرْضِ، وبه فسِّرَ قوْلُ لَبيدٍ:

  عَفَتِ الديارُ مَحَلّها فمُقامُها

  بِمِنىً تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها⁣(⁣٢)

  والغَوْلُ: جماعَةُ الطَّلْحِ لا يُشارِكُه شيءٌ.

  والغَوْلُ: التُّرابُ الكَثيرُ، ومنه قوْلُ لَبيدٍ يَصِفُ ثَوراً يِحْفرُ رَمْلاً في أَصْلِ أَرْطاةٍ:

  ويَبْري عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً

  يَرى دُونَها غَوْلاً من الرَّمْلِ غائِلا⁣(⁣٣)

  وغَوْلٌ بِلا لامٍ: ع، فُسِّر به قوْلُ لَبيدٍ السابِقُ.

  وغَوْلُ الرِّجامِ: ع آخَرُ. والغُولُ، بالضَّمِّ: الهَلَكَةُ، وكلُّ ما أَهْلَكَ الإِنْسانَ فهو غُولٌ، وقالوا: الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ أَي أَنَّه يُهْلكُه ويَغْتالُه ويَذْهبُ به.

  والغُولُ: الدَّاهِيَةُ، كالغائِلَةِ.

  والغُولُ: السِّعلاةُ، وهُما مُتَرادِفان كما حَقّقه شيْخُنا.

  وقالَ أَبو الوفاءِ الأَعْرَابيُّ الغُولُ الذَّكَرُ مِن الجنِّ، فسُئِلَ عن الأَنْثى فقال: هي السِّعلاةُ، ج أَغْوالٌ وغِيلانٌ.

  وفي الحَدِيْثِ: «لا صَفَرَ ولا غُولَ».

  قالَ ابنُ الأَثير: أَحدُ الغِيلانِ وهي جنْسٌ مِن الشَّياطِيْن والجنِّ، كانَتِ العَرَبُ تَزْعمُ أَنَّ الغُولَ يَتَراءَى في الفَلاةِ للناسِ فتَغُولُهم أَي تضلّهم عن الطَّريقِ، فنَفاهُ النبيُّ، صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم، وأَبْطَلَه.

  وقيلَ: قوْلُه: لا غُولَ يسَ نَفْياً لعَيْنِ الغُول ووُجودِه وإِنَّما فيه إِبطالُ زَعْمِ العَرَبِ في تلوّنِه بالصُّورِ المخْتِلفَةِ واغْتِيالِه، أَي لا تَسْتَطيعُ أَن تُضِلَّ أَحداً.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: والعَرَبُ تُسَمِّي الحَيَّة⁣(⁣٤) الغُول، ج أَغْوالٌ، ومنه قوْلُ امْرئِ القَيْسِ:

  ومَسْنونةٍ رزق كأَنْيابِ أَغْوالِ⁣(⁣٥)

  قالَ أَبو حاتِم: يُريدُ أَن يكبر ذلِكَ ويعظُم، ومنه قوْلُه تعالَى: {كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ}⁣(⁣٦)، وقُرَيْش لم تَرَ رأْسَ شَيْطانٍ قَطّ، إِنَّما أَرادَ تَعْظِيمَ ذلِكَ في صُدُورهم.

  وقيلَ أَرادَ امْرؤُ القَيْسِ بالأَغْوالِ الشَّياطِينَ.

  وقيلَ: أَرادَ الحَيَّات.

  والغُولُ: ساحِرَةُ الجِنِّ، ومنه الحَديْثُ: «لا غُولَ ولكن⁣(⁣٧) سَحَرة الجِنِّ» أَي ولكنْ في الجنِّ سَحَرَةٌ لهم تَلْبِيسٌ وتَخْييلٌ.

  والغُولُ: المَنِيَّةُ، ومنه قوْلُهم: غالَتْه غُولٌ.


(١) اللسان والأول في الصحاح والمقاييس ٤/ ٤٠٢ والرجز في ديوانه ص ١٦٧.

(٢) مطلع معلقته، ديوانه ط بيروت ص ١٦٣ واللسان وعجزه في الصحاح.

(٣) البيت في ديوانه ط بيروت ص ١١٥ وروايته:

وبات يريد الكن لو يستطيعه

يعالج رجّافاً من الترب غائلاً

ونبه بهامشه إلى رواية البيت كرواية الأصل ومثلها في اللسان وعجزه في الصحاح.

(٤) في القاموس: بالضم.

(٥) صدره:

ليقتلني والمشرفي مضاجعي

وفي اللسان والتكملة والتهذيب: «زرق» بدل «رزق».

(٦) سورة الصافات الآية ٦٥.

(٧) في اللسان: لا غول ولكن «السعالي».