تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع اللام

صفحة 602 - الجزء 15

  وقالَ اللَّحْيانيُّ: ناقَةٌ مُقابَلَةٌ إذا شُقَّ مقدَّمُ أُذُنِها⁣(⁣١) وفُتِلَت كأَنها زَنَمةٌ، وكَذلِكَ الشاةُ.

  وقيلَ: المُقابَلَةُ: الناقَةُ التي تُقْرَضُ قَرْضةً من مقدَّمِ أُذُنِها ممَّا يَلي وَجْهِها؛ حَكَاه ابنُ الأعْرَابيِّ.

  وفي الحدِيْثِ: أَنْه نَهَى أَنْ يُضَحَّى بشَرْقاء أو خَرْقاء أَو مُقابَلَة أَو مُدابَرة.

  قالَ الأَصْمَعيُّ: المُقابَلَةُ أَنْ يقطعَ مِن طَرَفِ أُذُنِها شيء ثم يُتْرَك مُعَلَّقاً لا يَبِينُ كأَنَّه زَنَمَة.

  وتَقابَلا: تَواجَها واسْتَقْبَل بعضُهم بَعْضاً وقوْلُه تعالَى: {إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ}⁣(⁣٢)، جاء في التفْسيرِ: أنَّه لا يَنْظرُ بعضُهم في أَقْفاءِ بعضٍ.

  ورجُلٌ مُقابَلٌ، بفتحِ الباءِ: كَريمُ النَّسَبِ من قِبَلِ أَبَوَيْه، وقد قُوبِلَ قالَ:

  إِن كنتَ في بكْرٍ تَمُتُّ خُؤُولة

  فأَنَا المُقابَلُ في ذَوِي الأَعْمام⁣(⁣٣)

  وقالَ اللّحيانيُّ: المُقابَلُ الكَريمُ مِن كِلا طَرَفَيْه.

  وقالَ غيرُهُ: رجُلٌ مُقابَلٌ ومُدابَرٌ إِذا كان كَريمَ الطَّرفَيْن مِن قِبَلِ أَبيهِ وأُمِّه، وهو مجازٌ واقْتَبَلَ أَمْرَهُ: اسْتَأْنَفَه؛ ومنه رجُلٌ مُقْتَبَلُ الشَبابِ، بالفتحِ أَي بفتحِ الباءِ: لم يَظْهَرْ فيه أَثَرُ كِبَرٍ كأَنَّه يَسْتأْنِفُ الشَّبابَ كلّ ساعَةٍ، وهو مجازٌ؛ قالَ أَبو كبيرٍ الهُذَليُّ:

  ولَرُبَّ مَنْ طَأْطَأْته بحَفِيرةٍ

  كالرُّمْحِ مُقْتَبَل الشَّباب مُحَبَّر⁣(⁣٤)

  واقْتَبَلَ الخُطْبَةَ: ارْتَجَلَها مِن غيرِ أَنْ يعدَّها؛ وكَذلِكَ الكَلامُ.

  والقَبَلَةُ، محرَّكَةً: الجُشار، هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: الخُبَّازُ، بالخاءِ المَضْمومَةِ وفتْحِ الموحَّدَةِ الثَّقيلَة وآخِره زَاي كما هو نَصُّ أَبي حَنيفَةَ الدَّينورِيّ في كتابِ النَّباتِ.

  وأَبو بَكْرٍ محمدُ بنِ عُمَر بنِ حفْص بنِ الحَكَم الثغريّ، رَوَى عن هِلالِ بنِ العَلاءِ ومحمدِ بنِ عبْدِ العَزيزِ بنِ المُبارَك، وعنه أَبو بكْرٍ محمدُ بنُ سُلَيْمان البَزّار الدِّمَشْقيُّ وأَبو الفتْحِ الأَزْديُّ الموصليُّ.

  قالَ الدَّارْقطْنيُّ: ضَعيفٌ جدًّا.

  وأَبو يَعْقوب، ذَكَرَه الصَّاغانيُّ في العُبابِ، القَبَلِيَّان، محرَّكةً، مُحَدِّثانِ.

  وفاتَهُ: القاضِي أَحْمد بن الحَسَنِ القَبَليّ عن الإِسْماعِيليّ وعنه أَبو محمدٍ الشَّعبيُّ.

  بَقي عليه أَنه لم يَذْكر أَنَّ هذه النِّسْبَة إِلى أَيِّ شيءٍ، ورُبَّما يُتوهَّمُ مِن سياقه أَنَّها إِلى القَبَلة الذي هو النَّباتُ المَذْكورُ وليسَ كَذلِكَ، والصَّحيحُ أَنها نِسْبَةٌ إِلى القَبائِل.

  قالَ سِيْبَوَيْه: إِذا أَضَفْت إِلى جَمِيع فإنَّك توقع الإِضَافَة على واحِدِه الذي كسرَ عليه ليُفرق بَيْنه إِذا كانَ اسْماً لشيءٍ وبَيْنه إِذا لم يُرَد به إِلَّا الجَمْعُ، فمنه قوْلُ العَرَبِ في رجُلٍ مِن القَبائِلِ قَبَليٌّ محرَّكةً، وفي المرْأَةِ قَبَليَّة، كذا في اللّبابِ للبَلْبيسي.

  ويقالُ: لا أُكَلِّمُكَ إِلى عَشْرٍ من ذي قَبَلٍ، كعِنَبٍ وجَبَلٍ، ومن ذي عِوضٍ وعَوَضٍ ومن ذي أَنَفٍ، أَي فيمَا أَسْتأْنِفُ وأَسْتَقْبلُ؛ وذكَرَ الوَجْهَيْن الفرَّاءُ، واقْتَصَرَ ثَعْلَب على التحْريكِ، واسْتَدْركَ عليه شرَّاحُه كعِنَبٍ.

  أَو معْنَى المُحَرَّكةِ: لا أُكَلّمُكَ إِلى عَشْرٍ تَسْتَقْبِلُها؛ ومعْنَى المَكْسورةِ القافِ: لا أُكَلِّمكَ إِلى عَشْرٍ ممَّا تُشاهِدُه مِن الأَيَّامِ، أي فيمَا تَسْتَقْبلُ.

  والقَبُولُ، بالفَتْحِ وقد يُضَمُّ وهذا عن ابنِ الأَعْرَابيِّ: الحُسْنُ والشارَةُ؛ ومنه قوْلُ نَديمِ المأَمونِ العبَّاسيِّ في الحَسَنَيْنِ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهما: أُمُّهُما البَتُولُ وأَبوهُما القَبُولُ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهم. وهو مِن قوْلِهم: فلانٌ عليه القَبُول إِذا قَبِلَتْه النَّفْسُ، وتَقَدّمَ قوْلُ أَيّوب بن عَبايَة⁣(⁣٥) قَريباً.


(١) في اللسان: مقدم أذنها ومؤخرها.

(٢) الحجر الآية ٤٧.

(٣) اللسان والصحاح.

(٤) ديوان الهذليين ٢/ ١٠٢ برواية «ولرب من دلّيته كالسيف مقتبل ...» واللسان والتهذيب.

(٥) في اللسان عيّابة.