تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع اللام

صفحة 641 - الجزء 15

  وقُولَ، بالضَّمِّ، لُغَةٌ في قِيلَ، بالكسرِ، نَقَلَه الفرَّاءُ عن بَني أَسَدٍ وأَنْشَدَ:

  وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ

  وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ⁣(⁣١)

  ويقالُ: قيلَ على بناءِ فِعْل، غَلَبَتِ الكَسْرة فقُلِبَت الواوُ ياءً.

  والعَرَبُ تُجْري تقولُ وَحْدها في الاسْتِفهامِ كتَظُنُّ في العَمَلِ، قالَ هديةُ بنُ خَشْرم:

  متى تَقُول الذُّبَّلَ الرَّواسِمَا

  والجِلَّةَ الناجيَةَ العَيَاهِمَا

  إِذا هَبَطْنَ مُسْتَجِيراً قاتِمَا

  ورَفَّعَ الهادِي لها الهَمَاهِمَا

  أَرْجَفْنَ بالسَّوَالِفِ الجَماجِما

  يُبْلِغْنَ أُمَّ خازِمٍ وخازِمَا⁣(⁣٢)

  وقالَ الأحْولُ: حازِمٍ وحازِمَا، بالحاءِ المُهْملَةِ.

  قالَ الصَّاغانُّي: ورِوايَةُ النّحَوِيِّين:

  متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِمَا

  يُدْنِيْن أُمَّ قاسِمٍ وقاسِما؟(⁣٣)

  وهو تَحْريفٌ، فنصبَ الذُّبَّلَ⁣(⁣٤) كما تَنْصِبُ بالظَّنِّ.

  قلْتُ: وأَنْشَدَه الجوْهَرِيّ كما رَوَاه النّحَوِيون؛ وأَنْشَدَ أَيْضاً لعَمْرو بن مَعْدِيكْرِب:

  عَلامَ تَقُول الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي

  إذا أَنا لم أَطْعُنْ إذا الخيلُ كَرَّتِ؟⁣(⁣٥)

  وقالَ عُمَرُ بنُ أَبي ربيعَةَ:

  أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ

  فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا⁣(⁣٦)

  قالَ: وبنُو سُلَيم يُجْرون متصرِّف قلْت في غيرِ الاسْتِفْهام أَيْضاً مُجْرى الظّنِّ فيعُدُّونه إلى مَفْعولَيْن، فعَلَى مَذْهبهم يجوزُ فَتْح أنَّ بعدَ القَوْل.

  والقالُ: القُلَّةُ، مَقْلوب مغيَّرٌ؛ أَو خَشَبَتُها التي تُضْرَبُ بها، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ عن الأَصْمَعِيّ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بينَهُم

  نَزْوُ القُلات قَلاها قالُ قالِينا⁣(⁣٧)

  قالَ ابنُ بَرِّي: هذا البَيْت يُرْوَى لابنِ مُقْبلٍ، قالَ: ولم أَجِده في شعْرِه ج قِيلانٌ كخالٍ وخِيلان، قالَ:

  وأَنا في ضُرَّابِ قِيلانِ القُلَهْ

  وقُولَهُ، بالضَّمِّ: لَقَبُ ابن خُرَّشِيدَ، بضمِ الخاءِ وتَشْديدِ الراءِ المَفْتوحَةِ وكَسْر الشِّين، وأَصْلُه خورشيد بالتَّخْفيفِ، فارِسِيَّة بمعْنَى الشمسِ، وهو شيخُ أَبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ صاحِب الرِّسالَةِ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  القالَةُ: القَولُ الفاشِي في الناسِ خَيْراً كان أَو شَرَّاً.

  والقالَةُ: القائِلَةُ.

  وابنُ القَوالةِ عبدُ الباقي بنُ محمدِ بنِ أَبي العِزِّ الصوفيُّ سَمِعَ أَبا الحُسَيْن بنِ الطيوريّ، مَاتَ سَنَة ٥٧٣.

  وقاوَلْته في أَمْرِه وتَقاوَلْنا: أَي تَفاوَضْنا.

  واقْتَالَه: قالَهُ، وأَنْشَدَ الجوْهَرِيّ للبيدٍ:

  فإِنَّ اللهَ نافِلَةٌ تُقَاهُ

  ولا يَقْتالُها إلَّا السَّعِيدُ⁣(⁣٨)

  أَي ولا يقُولُها.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: اقْتالَ بالبَعيرِ بَعيراً وبالثَّوبِ ثَوْباً أَي اسْتَبْدله به. ويقالُ: اقْتالَ باللّوْن لَوْناً آخَر إذا تغيَّر مِن سَفَرٍ أَو كبِرَ؛ قالَ الرَّاجزُ:


(١) اللسان والتهذيب.

(٢) التكملة وفيها «الحادي» بدل «الهادي» قال الصاغاني: وروى الأحول: حازم وحازماً بالحاء المهملة.

(٣) اللسان والصحاح والتكملة، قال الصاغاني: وهو إنشاده مختل، والرجز لهدبة بن خشرم والرواية، وذكره الرجز على ما تقدم قريباً.

(٤) الصحاح واللسان: «القلص».

(٥) اللسان وصدره في الصحاح.

(٦) اللسان والصحاح.

(٧) الصحاح والتكملة والمعاني الكبير ص ٩٨٧ بدون نسبة، ونسبه بحواشي التكملة لابن مقبل، واللسان: «القلاة».

(٨) ديوانه ط بيروت ص ٤٤ وفيه: «إلّا سعيد» واللسان والصحاح.